غارسيا يودّع «فيفا»... ويفتح الباب على أزمة جديدة

نشر في 19-12-2014 | 00:03
آخر تحديث 19-12-2014 | 00:03
No Image Caption
استقال مايكل غارسيا، كبير المحققين بلجنة القيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» من منصبه امس الاول، بعدما رفض الاتحاد الطعن المقدم منه على التقرير الذي نشر قبل أسابيع قليلة.
فتح الأميركي مايكل غارسيا امس الاول ازمة جديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم، واثار ردود فعل منددة بالفيفا، من خلال اعلان استقالته من منصبه كمحقق لدى الاتحاد، على خلفية رفض الاستئناف الذي قدمه بعد تقريره حول ملابسات منح تنظيم مونديالي 2018 و2022 الى روسيا وقطر على التوالي.

من جانبه، اكد رئيس الفيفا، السويسري جوزيف بلاتر، انه "فوجئ" باستقالة المحقق الاميركي من منصبه.

وقال بلاتر "لقد فوجئت بقرار السيد غارسيا"، مشيرا الى ان عمل لجنة الاخلاقيات سيكون "في صلب مناقشات اللجنة التنفيذية في اليومين المقبلين".

بلاتيني: فشل جديد لـ«فيفا»

واعتبر رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة، الفرنسي ميشال بلاتيني، ان "استقالة غارسيا تشكل فشلا جديدا للفيفا".

واوضح في بيان ان "لجنة الاخلاقيات أنشئت لتحسين مستوى الشفافية في الاتحاد الدولي. هذا ما كنا نريده، لكن في النهاية احدثت مزيدا من الغموض، استقالة غارسيا تشكل فشلا جديدا للفيفا".

شامبانيي: خطوة للوراء

بدوره، اعتبر الفرنسي جيروم شامبانيي، المرشح الوحيد حتى الان لمنافسة بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي، ان "هذه الاستقالة هي خطوة للوراء".

وأعرب استاذ القانون الجزائي في جامعة بال السويسرية، مارك بييث، الذي ترأس لجنة مستقلة لمراقبة عمل الفيفا، عن اسفه العميق لاستقالة غارسيا.

وقال "استقالة غارسيا تثير فيّ اسفا عميقا. هذا يدل على اننا محقون في المطالبة بإنشاء كيان مستقل يستطيع ان يتخذ موقفا مستقلا" حول ادارة الفيفا.

وتابع انه "على ضوء هذه الاستقالة، سأستمر في المطالبة بنشر التقرير كاملا بصفحاته الـ400، واذا لم يوجد فيها شيء فإن المسؤولية ستقع على غارسيا".

وكان العديد من المسؤولين في عالم كرة القدم طالب بنشر التقرير كاملا، من بينهم بلاتيني ونائب رئيس الاتحاد الدولي رئيس الاتحاد الاردني، الامير علي بن الحسين، لكن بلاتر اعتبر ان نشره يضر بمصداقية الشهود.

التنديد بفقدان الشفافية

وأعلن غارسيا في بيان استقالته من منصبه رئيسا لغرفة التحقيق في لجنة الاخلاقيات التابع للفيفا، فقدان الشفافية والرغبة بالاضاءة على هذا الموضوع.

وأرجع غارسيا استقالته الى رفض الفيفا، الثلاثاء، الاستئناف الذي تقدم به للاحتجاج على التحليل الخاص بتقريره حول ملابسات منح مونديالي 2018 و2014 الى روسيا وقطر.

وأضاف في البيان الذي ارسله الى الاتحاد الدولي مكتب المحامين الذي يعمل لديه في الولايات "لست موافقا على قرار لجنة الاستئناف في الفيفا" رفض الطلب.

واستخدم كلمات قاسية قائلا: "خلال عامين من عملي رئيسا مستقلا لغرفة التحقيق في لجنة الاخلاقيات التابعة للفيفا، اعتقدت ان هذه اللجنة تحقق تقدما حقيقيا، لكن في الاشهر الاخيرة تغير الامر".

مشاكل في عملية الترشح

وذكر غارسيا انه قدم تقريره في 5 سبتمبر، محددا فيه "مشاكل جدية وكبيرة في عملية الترشح والاختيار"، وطالب بنشره كاملا، لكن القاضي الالماني هانز يواكيم ايكرت رئيس الغرفة القضائية في لجنة الاخلاقيات وقف ضده منذ البداية.

وغارسيا، الذي تشبهه الصحافة بـ"ايليوت نيس" الذي وضع قانون تحرير الحمر في الولايات الحمر في ثلاثينيات القرن الماضي، وخاض حربا شعواء ضد عصابات المافيا بزعامة الايطالي الفونسو كابوني، يعتبر ان "عدم الكفاية في الشفافية لا يخدم مصالح الفيفا".

وأسف لان اللجنة التنفيذية (حكومة الفيفا) لم تتخذ اي قرار بهذا الخصوص في سبتمبر، بل حاولت الالتفاف على القوانين الاخلاقية من خلال نفض المسؤولية عن كاهلها ودفعها الى لجنة الانضباط.

وكشف ان رئيس لجنة الانضباط، كلاوديو سولسرن لم يتابع هذا الطلب ولم يقلقه الامر.

ملخص إيكرت

وقدم ايكرت ملخصا لتقرير غارسيا في 13 نوفمبر الماضي، اكد فيه انه لا يمكن العودة الى الوراء في موضوع منح تنظيم المونديالين، ما دفع غارسيا الى تقديم استئناف في 24 من الشهر ذاته.

واستشف غارسيا ان موقف ايكرت "هو النقطة النهائية"، واعتبر ان اللجوء من قبله الى محكمة التحكيم الرياضي في لوزان لن يكون مجديا.

وختم بيانه "لا يمكن لأي لجنة مهما تكن سلطتها، ولا لأي محقق ان يغيرا ثقافة منظمة. قرار ايكرت افقدني الثقة باستقلالية الغرفة القضائية، والان عدم وجود الرقابة على هذه المشاكل دفعني الى انهاء عملي".

واصبحت الان الكرة في ملعب الاتحاد الدولي، وستفتح استقالة غارسيا صفحة جديدة من الازمة في ملف منح روسيا وقطر استضافة مونديالي 2018 و2022 في 2 ديسمبر 2010، والذي لا يزال يثير جدلا كبيرا ومزاعم بالفساد.

(ا ف ب)

back to top