بيتر سمعان: فخور بانضمامي إلى «سرايا عابدين 2»

نشر في 18-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-12-2014 | 00:02
منذ انتقل من المسرح إلى الدراما التلفزيونية اعتمد الممثل اللبناني بيتر سمعان نمطاً معيّناً في اختيار الأدوار، فلا يكرّر الشخصية نفسها ولا يقبل بما هو مسطّح، لا نكهة له ولا لون. أحدث أعماله مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل {سرايا عابدين}، بعدما شارك في البطولة الجماعية لمسلسل {عشق النساء}.
عن أعماله تحدث إلى {الجريدة}.
انتهى {عشق النساء} بنجاح كبير، ما المقومات التي عزّزت نجاحه؟

تكاملت عناصره بدءاً من النص الذي، برأيي، هو العمود الفقري لأي عمل، والركيزة الأساسية التي يستند إليها الممثل في قبول المشاركة أو رفضها. أضف إلى ذلك الإنتاج والإخراج ومستوى الممثلين... أسهمت هذه العناصر مجتمعة في نجاح «عشق النساء»، فلم يطغ عنصر على آخر، بل جاء نص منى طايع رائعاً، ولم يبخل المنتج زياد الشويري في تأمين التمويل اللازم، وواكب المخرج فيليب أسمر نظرة الشباب الراهنة إلى الدراما.

توقّعتم نجاح المسلسل منذ فترة تصويره، ما السبب؟

عندما نقرأ السيناريو، عادة، نميّز نوعيّة المادة، فضلا عن مستوى الإنتاج وثقتنا في المخرج الذي سخّر كاميراته لخدمة النص، لذا كنّا واثقين بقدرته على إحداث خضّة معيّنة.

لماذا تحظى قصص الحب باهتمام الجمهور أكثر من المواضيع الدرامية الأخرى؟

نفتقد في عصرنا هذا إلى الحب والغرام، مع تحوّل الحياة إلى عملية استهلاكية في ظل مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية وعدم الاستقرار الأمني، ما افقد العلاقات الاجتماعية عمقها ورونقها. لذا، يعوّض الجمهور في ساعة درامية النقص الذي يعيشه في الواقع، من خلال التفاعل مع شخصيات المسلسل وقصصها، من هنا تختار محطات التلفزة هذه المسلسلات أكثر من سواها.

رغم البطولة الجماعية شكّلت شخصيتا عادل (باسل خيّاط) وغادة (ورد الخال) محور المسلسل، ألم يزعجك ذلك؟

أبداً، ليست الحلقات التي تظهر فيها كل ثنائية هي الأهم، بل الحيّز الذي احتلته في المسلسل. من هنا لا يمكن التفكير «بعشق النساء» من دون تذّكر أمل وبوب، سمير وجيهان، عادل وغادة، وكيفية كتابة منى طايع لقصص هذه الثنائيات.

إلام تعزو نجاح ثنائيتك مع ميس حمدان في المسلسل؟

إلى حرفيتنا وقدرتنا على الانسجام في الشخصية التي نؤديها.

هل تتمنى تكرارها؟

لغاية الآن لم نتلق أي مشروع جديد مشترك، فإذا توافر نصّ جيّد لكل حادث حديث.

هل استقرّ مستوى الأعمال الدرامية؟

ثمة تفاوت، إذ لا يمكننا تأمين تمويل، باستمرار، يضاهي موازنة «عشق النساء»، لذا نتمنى أن يتمكَّن المنتجون اللبنانيون الذين أحييهم على جهودهم، من خلال إتصالاتهم مع محطات عربية، من توزيع أعمالهم خارج النطاق المحلي، لأن ذلك سيرفع كلفة الإنتاج، وأن يتعاونوا مع ممثلين عرب أو مع نظرائهم العرب لتسهيل التوزيع في الدول العربية.

تشارك ضيفاً في مسلسل «سرايا عابدين -2»، لماذا قبلت هذا العرض؟

أؤدي دور نابليون الثالث الذي ترك بصمته في مصر بعدما دخلها لمصلحة شخصية، فضلا عن أنني أشارك في عمل مصري صرف وليس عملاً عربياً مشتركاً، ما أسهم في تعرّفي إلى تفاصيل هذه المهنة هناك، لذا اتشّرف بهذه المشاركة وافتخر بها وأتمنى أن تمهّد لخطوات أكبر في المستقبل.

مع من تشارك غالبية مشاهدك؟

مع «الخديوي اسماعيل» أي قصي الخولي الذي نتشارك معاً مشاهد أساسية وهذا أمر مهم جداً. تميّزت مشاهدنا قصي وأنا بالمدّ والجزر في النظرات والتفاصيل، مع أننا نتعاون سوياً للمرة الأولى، لم نجد صعوبة في التواصل، فهو قريب من القلب وطغى على التصوير جوّ رائع حال دون شعوري بالغربة.

هل تدلّ هذه المشاركة الى تغيّر النظرة العربية تجاه قدرات الممثل اللبناني؟

لسنا أقل من سوانا، إنما ينقصنا التمويل لتقديم أعمال رائعة. في الماضي اقتحمت الدراما اللبنانية الدول العربية كلها ولكنها توقّفت بسبب ظروف البلد، نتمنى أن يدخلها مجدداً.

اقترحت كارمن لبّس اسمك لدور نابليون، كيف تصف علاقتكما؟

بدأت صداقتنا منذ تصوير مسلسل «كيندا» حينها أديّت دور شقيقها. بصراحة، لا استغرب أن تطرح اسمي لأنها امرأة راقية ومعدنها أصيل، ومحترمة. أظنّ بأنها اقترحت اسمي لأنها رأت أنني الشخص المناسب على صعيدي الشكل الخارجي والقدرة على أداء دور العسكري اللئيم.

بتنا نستغرب وجود صداقات بين الزملاء في الوسط الفني أو بين الممثلين لكثرة المشكلات بينهم.

نفتقد زملاء حقيقيين يدعمون بعضهم بعضاً في المجال الفنّي، فنحن نشهد «فيتو» من ممثل على آخر خوفاً من أن يأخذ من دربه شيئاً. برأيي لا يمكن أن تخشى كارمن على نفسها من الآخرين، لأن بصمتها الفنيّة واضحة، وهي باختصار «كارمن لبّس».

هل مشاركتك في «سرايا عابدين» تخدم مسيرتك أكثر من «عشق النساء»؟

عندما وصلت إلى مطار القاهرة الدولي استوقفني الناس ليسألواني عن «عشق النساء» الذي سيبدأ عرضه عبر قنوات عربية. برأيي سأحقق الانتشار من خلال المسلسلين على حد سواء.

«سرايا عابدين» شبيه بـ«حريم السلطان»، ما الذي يحول دون تنفيذ هذا المستوى من الأعمال في لبنان؟

نحتاج إلى إنتاج ضخم، فتنفيذ مسلسل بمستوى «سرايا عابدين» يحتاج إلى عشرة أضعاف كلفة «عشق النساء»! نأمل تحقيق ذلك مستقبلا عبر تأمين تمويل لازم وهو ما ينقص الإنتاج المحلي أساساً.

تشارك في دور البطولة أحياناً، وكضيف أو بطولة ثانية وأحياناً أخرى، أليس لديك عقدة البطولة الأولى؟

لا أشترط موقع الدور بل نوعيّته والدليل دور «الكومندان تييري» في مسلسل «باب إدريس» الذي مات في الحلقة 16 تاركاً أثراً لدى الجمهور.

إضافة إلى «سرايا عابدين» ما هي مشاريعك الأخرى؟

ثمة حديث عن مشاريع جديدة في مصر، ولكن لا شيء مؤكداً قبل نهاية هذا العام.

دخولك مصر هل سيلهيك عن الأعمال المحلية؟

أبداً، لطالما أحببت النص اللبناني وهويته، فكيف الحال راهناً بعدما أصبحت الأعمال تترك أثراً؟ سأنسّق بين المحلي والعربي على أمل ان تدعمنا المحطات أكثر، وترفع كلفة الإنتاج بعدما أصبحت تتنافس على شراء أعمال محلية.

انطلقت من مسرح شكيب خوري، ألا تفكّر بالعودة الى الخشبة؟

طبعاً، إنما المسرح اللبناني محدود جداً ولا غزارة انتاجية. يحتاج إلى سلام واقتصاد مستقر وجوّ عام هادئ، وهذا غير متوافر راهناً.

 

كيف تفسّر الاندفاع الجماهيري الى مسرح «جورج خبّاز» رغم هذه الظروف؟

تقديمه البناء الدرامي المسرحي في قالب فكاهي ينسي الناس همومهم، فيما ليس التوقيت مناسباً لإنتاج مسرح استعراضي ضخم مثل مسرح الرحابنة.

هل الحركة السينمائية التي نشهدها أخيراً في لبنان تؤسس لصناعة سينمائية؟

إنها محاولات أتمنى أن تشكل ركيزة للتقدم مستقبلا نحو صناعة سينمائية، إنما يحتاج ذلك إلى تمويل وإنتاج ضخم.

تصميم الأزياء

صمّمت في الماضي ملابس ثلاثة مسلسلات لنجدت أنزور، فلماذا لا تقوم بالمثل على الصعيد المحلي؟

بسبب الإنتاج، فتصميم ملابس المسلسل وتنفيذها مكلف جداً، ولا يزال هذا الأمر خجولاً. ربما مع تقدّم الإنتاج وتطوّره يتحقق ذلك.

هل تركّز على مهنة تصميم ملابس المطاعم والمسلسلات لحماية نفسك مستقبلا من أي عوز؟

طبعاً، لا تحمي مستقبلي فحسب، بل تحميني راهناً من القبول بأي دور يُعرض عليّ، وتفسح في المجال أمامي لرفض الدور الذي لا يلائمني واقتراح آخر بدلا منه، فاذا وافق المنتج أشارك وإذا رفض عندها لا مشكلة لديّ، لأنني أحافظ على نمط معيّن في اختيار الأدوار بهدف التنويع وعدم تقليد نفسي. لا يعني ذلك أنني أنتقد زملائي الذين لا ينوّعون بالأدوار أو يقبلون بما يُعرض عليهم بهدف الاستمرار وتأمين لقمة العيش، فلكل منّا ظروفه ومستحقاته الحياتية، والقبول بأي دور أفضل من العوز أو الذل.

back to top