العيسى: «تكوين» يرتقي بالكتابة الإبداعية

نشر في 18-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-12-2014 | 00:02
مشروع أدبي يخرج الكاتب عن عزلته ويصنع بيئة خصبة وخلاقة
استضاف ملتقى الثلاثاء الثقافي الروائية بثينة العيسى، صاحبة مشروع "تكوين"، في أمسية بمقر جمعية الخريجين الكويتية، تحدثت خلالها عن بدايتها وتجربتها، معتبرة أن الكتابة لا تأتي كلها بالإلهام، وإنما تشكِّل الصّنعة معظم النّص.

وقالت العيسى، إنها لم تنظر إلى الكتابة بصفتها حرفة، بل إنها مولعة بشدة بها، وبمنزلة "ولع شبه ديني، مقدس" مضيفة أن أغلب الكُتَّاب الذين أحبَّتهم مثل ساراماغو، ماركيز، فوكنر، ايزابيل الليندي، نظروا إلى الكتابة كحرفة.

وأوضحت أن ماركيز يرى الأدب غير مختلف عن النجارة، في حين يعتقد ساراماغو بأن الكتابة وظيفة، أما فوكنر وإيكو فلا إيمان لديهما بالإلهام، مشيرة إلى أن طريقة تفكيرها من خلال هؤلاء الكتَّاب، تغيَّرت وبدأت تنظر إلى الجانب الحرفي من الكتابة، وأن القراءة والعُزلة تكفيان الكاتب الذي يحتاج إلى القُرَّاء، والكثير من التدريب الإبداعي.

وذكرت العيسى أنها نظَّمت أول ورشة عمل في الكتابة "الكتابة الوصفية" وقامت بعدة تمارين كتابيَّة، وأنتج المشاركون فيها نصوصاً مدهشة وكانوا يكرِّسون جهودهم من أجل تطوير النَّص، وبعد نجاح ورشة العمل الأولى أرادت أن تحرِّض الآخرين على الكتابة، وهكذا ولِد مشروع "تكوين" للكتابة الإبداعية.

وأرجعت تسمية المشروع بـ"تكوين" إلى إيمانها بأن الخلق الأدبي امتداد لقصة الخلق الأولى، "التي قرأناها في سفر التكوين"، وهو مشروع يحتفى بلحظة الخلق الفني عموماً، والأدبي على نحو خاص، ويحاول أن يصنع بيئة خصبة وخلاقة وتشاركيَّة للكتابة، وأن يُخرج الكاتب من العزلة المتطرِّفة، ويجعله يتعلَّم حرفته بشكل أسرع من خلال العمل المشترك.

وأشارت إلى أحد التحديات التي واجهت المشروع ويتمثل في فقر المحتوى العربي بالمادة المتخصصة بهذا الموضوع، فالكُتَّاب، لم يعتادوا على مناقضة العملية الكتابية، بل مناقشة مخرجاتها من قصة وقصيدة ورواية، لذلك على المشروع أن يساهم في تغذية المحتوى العربي بمواد متخصصة في الكتابة الإبداعية.

وأشادت العيسى بدور المتطوعين، حيث تمَّت من خلالهم وفي أشهر قليلة، ترجمة كتاب "لماذا نكتب" لميريديث ماران، والآن في طور إنجاز الكتاب الثاني "الزن في فن الكتابة" لراي برادبيري، في عمل تطوعي تنازل فيه المترجمون جميعا عن حصتهم من مبيعات الكتاب لمصلحة تعليم طفل عربي، وبهذا يترك العمل الثقافي والأدبي تأثيراً محسوساً على مصائر الآخرين، من خلال كتاب ترجمته مجموعة من الشباب المتطوعين، وضمان مقعد دراسي لسنوات طويلة لذلك الطفل.

ورداً على أسئلة متفرقة، قالت إنها حصلت على دعم من وزارة الدولة لشؤون الشباب في أربع ورش عمل، إضافة إلى تقديم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعض الدعم، متمنية أن تكون لمشروع "تكوين" استقلاليته الخاصة، وأن تفسح وزارة التربية المجال أمام تقديم ندوات ومحاضرات لطلبة المدارس.

ودعت الروائية بثينة العيسى الجمهور إلى استنساخ تجربة "تكوين"، واختيار كتاب في أيّ مجال وتشكيل فريق وترجمته وإطلاقه في المكتبة العربية، بما يجعل العالم مكاناً أفضل.

وشكرت فريق "تكوين" التطوعي الذي عمل منذ العام الماضي على إنجاح المشروع ، والشبان والشابات من السعودية ومصر والعراق وفلسطين والكويت ولبنان، الذين شاركوا في ترجمة كمِّ هائل من المواد خلال فترة قصيرة، علاوة على شكر الفريق الإداري الذي يضمُّ فيصل الرحيل ومحمد السالم ويوسف العبدلله، وفيصل الحبيبني وخالد الأنصاري.

back to top