صرخة مواطن

نشر في 16-12-2014
آخر تحديث 16-12-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي لا أدري إلى من نوجه هذا المقال، لا ندري إلى من ننقل هذه الصرخات المؤلمة من المواطنين، وبشكل خاص ممن تدفعهم ظروف المرض إلى مراجعة أحد مستشفياتنا، هل نخاطب سمو رئيس مجلس الوزراء أم نخاطب وزير الصحة والوكلاء والمديرين في الوزارة أم نخاطب رئيس مجلس الأمة والأعضاء الكرام؟

فالموضوع لم يحدث اليوم أو في الأمس القريب، بل إنه يمتد على مدى عقود من السنين، ومع ذلك فإن ذلك لا يعفيهم من المسؤولية، وأرجو أن يتسع صدر الجميع لسماع صرخات المواطنين ومعاناتهم؛ مع اليقين بأن حبكم وإخلاصكم للوطن وأهله لا يقل عن حبهم له، ويكفيكم فخراً أنكم قبلتم بتولي هذه المسؤولية فى ظل ظروف غير عادية تمر بها بلادنا والمنطقة بكاملها، وهذا يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتقكم.

 ومن هذا المنطلق يجب أن ننتقد و"نتحلطم"، فمن غير المقبول على الإطلاق ما يحدث الآن في مستشفياتنا التي غدت تعاني أوضاعاً تجاوزت المأساوية، فغدا المواطن "يستجدي" من أجل الحصول على غرفة يداري فيها جراحه، فيزداد ألمه بما يراه من سوء معاملة وإهمال، وانعدام النظافة، وأجهزة ومعدات قديمة قدم التاريخ، هل يعقل أن يقوم المواطن "بالتسول" من أجل موعد لإجراء الاختبارات الطبية أو لعمل أشعة؟

 فلا يظن أحد أننا نبالغ فيما نقول، فرجائي مع الود والتقدير لسمو رئيس مجلس الوزراء، ومع اليقين بأن سموكم على اطلاع بما وصلت إليه أوضاع المستشفيات في البلاد، أن يقوم سموكم الكريم بزيارة مفاجئة لمستشفى الرازي أو مستشفى العدان أو المستشفى الأميري، أو أي مستشفى للاطلاع عن كثب على تلك الأوضاع التي يمكن وصفها بالمأساوية، نتمنى زيارة بعض المواطنين ممن يتلقون العلاج في ظل تلك الأوضاع، ألا تكفيهم آلام المرض؟

لقد بلغ الوضع حداً لا يطاق، وأقول ذلك بعد معايشة يومية لبعض الأقرباء خلال الأسابيع الماضية، لقد أصبح المواطن غريباً في وطنه، ينشد قول الشاعر عبدالعزيز الضويحي:

أمسي غريب يتيم منسي بداره

يا حسين وقت مضى ما تنضوي أنواره

مير إنه ما ينمحي من العقل تذكاره

ولا شك أن رئيس وأعضاء مجلس الأمة الكرام ليسوا بعيدين عن هذه المسؤولية التي حملهم إياها الشعب، هل من المستحيل القيام بجولات تفقدية من فترة لأخرى، ولقاء بعض المواطنين ممن أرقدهم المرض في تلك المستشفيات، علما أن هؤلاء المرضى هم من أوصل الأعضاء إلى تلك الكراسي الوثيرة في قاعة عبدالله السالم؟ ولا شك أن صحة المواطن يجب أن تكون من أولى الأولويات، فالإسكان والتعليم وغيرهما يمكن الانتظار عليها بضع سنوات أخرى.

 دعاؤنا للعلي القدير أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

أحب الكويت

أحب الحظرة والطاروف

وجرّت الميدار

وأحب ريح الشمال

إذا مــا دار

وأحب الكويت

أحبك يا أغلى دار

back to top