«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 36»...

نشر في 24-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-11-2014 | 00:01
No Image Caption
جودة الأفلام وإقبال الجماهير يعوضان مشاكل التنظيم

رغم المشاكل التنظيمية التي واجهت الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فإنها شهدت عدداً كبيراً من الإيجابيات من حيث تعدّد المسابقات وإتاحة الفرصة لعرض الأفلام القديمة.
كان لافتاّ في الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حضور مئات الجماهير لعروض الأفلام الأجنبية والعربية المشاركة في المهرجان، ما اضطر إدارة المهرجان إلى إقامة عروض إضافية لأفلام عدة من بينها المصري {باب الوداع} والأردني {ذيب} الذي شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور في حفلاته الثلاث، فضلاً عن نفاد تذاكر فيلم {ديكور} المشارك في مسابقة {مهرجان المهرجانات} والذي لم يستطع صانعوه المشاركة في مسابقة المهرجان الدولية، لأنه كان قد شارك في مسابقة مهرجان لندن السينمائي الدولي الدولية قبل أسابيع قليلة.

وللمرة الأولى شارك فيلم إماراتي في المسابقة الدولية. ترصد المخرجة نجوم الغانم في {أحمر أزرق أصفر} جانباً من حياة الفنانة التشكيلية نجاة مكي. وحصد الفيلم إشادة من النقاد أيضاً خلال عرضه وشهد حضوراً كثيفاً من الجمهور المصري ومن الجالية العربية في القاهرة.

وضمن الكتب التي أصدرها المهرجان {الكتابة بالضوء} للمصور السينمائي سعيد الشيمي، الذي تطرق إلى المصورين السينمائيين عبد الحليم نصر وأحمد خورشيد بمناسبة مئويتهما، إضافة إلى {كمال سليم بين أصالة الواقعية وزيف المصادر} للناقد وليد سيف بمناسبة احتفاء المهرجان به.

لم يكتف تكريم الشخصيات التي أثرت الحياة السينمائية بالراحل هنري بركات، فشمل الفنان الكوميدي الإنكليزي الراحل شارلي شابلن، إذ احتفل المهرجان بمرور 125 عاماً على ميلاده، وهو الممثل الذي حصل على المرتبة العاشرة في ترتيب معهد الفيلم الأميركي لأفضل مئة ممثل خلال القرن الماضي.

ضمن حلقات البحث عن مهرجانات السينما الدولية في العالم العربي، أعدَّ الدكتور ناجي فوزي بحثاً حول مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، قال خلاله إن المهرجان انطلق باسم مهرجان الشرق الأوسط وتحت إدارة سينمائي أميركي قبل الاستعانة بإدارة إماراتية لتدارك أخطاء الدورة الأولى، مشيراً إلى أن اختيار اسم الشرق الأوسط للمهرجان بدايةً جاء تعبيراً عن الرغبة في إطلاق مهرجان سينمائي مهم على مستوى العالم.

وأضاف أن ما لم يحسبه مسؤولو المهرجان في البداية هو أن سينما الشرق الأوسط تتضمن السينما الإسرائيلية التي لم تفوّت الفرصة وحاول فيلمها {زيارة الفرقة} التقدم للمشاركة في المسابقة، لكن إدارة المهرجان رفضت مشاركة السينما الإسرائيلية.

وأشار إلى أن إقامة ثماني دورات من المهرجان حتى الآن شكَّلت زيادة في الأقسام والمسابقات وغيرها من تفاصيل فنية جاءت بشكل أفضل، مشيراً إلى أنه اعتباراً من الدورة الرابعة جرت تعديلات جوهرية على المهرجان شملت نظامه الأساسي.

كذلك ناقش المهرجان في حلقة نقاشية أخرى بحثاً أعده الناقد السوري زياد عبد الله عن مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأكد على أن النجاح الذي حققه الأخير منذ عامه الأول جعل ميزانيته في ازدياد مستمر حتى وصلت في الدورة الأخيرة إلى 54 مليون دولار، مشيراً إلى أن المهرجان كرَّس منذ انطلاقه مفهوم العروض العالمية الأولى، فعُرض فيلم عالمي كعرض أول فقط في المهرجان بينما وصلت الأفلام في الدورة الأخيرة إلى 70 فيلماً سينمائياً في عرضها الأول.

البحث الذي رصد رحلة المهرجان، أكَّد على تأثر المهرجان بالتجارب السينمائية المصرية، بدليل وجود عدد كبير من المكرمين المصريين في المهرجان في الدورات المختلفة، في مقدمهم فاتن حمامة وعمر الشريف وعادل إمام، موضحاً أن الآلية التسويقية التي رافقت المهرجان كانت أحد أسباب نجاحه.

أما مهرجان مراكش السينمائي، فتطرق له بحث أعده الناقد المغربي خالد الخضري ورصد فيه شعور المغاربة بأن المهرجان في دوراته الثلاث الأولى كان فرنسياً بسبب الإدارة الفرنسية، وهو ما تغيَّر من الدورة الرابعة، خصوصاً مع الانتقادات التي وجهها النقاد لإدارة المهرجان. وأشار إلى أن تأسيس مؤسسة تحمل اسم المهرجان اعتباراً من الدورة الثانية كان قراراً وطنياً وذكياً.

وإحدى القضايا الجدلية التي ناقشها المهرجان، كيف يصبح الشخص ناقداً سينمائياً، وهي الندوة التي عقدت ضمن فعاليات الأسبوع الدولي للنقاد في المهرجان بمشاركة مدير أسبوع النقاد الدولي في مهرجان فينيسا الإيطالي فرانشيسكو. وتحدث الأخير عن تجربته كناقد سينمائي بدأ حياته بلا دراسة جامعية متخصصة، معتمداً على مجهوده الشخصي وعمله في أكثر من جريدة حتى حصل على عضوية جمعية النقاد السينمائيين.

وأضاف أن الناقد لا يجب أن يتفرَّغ لكتابة المقالات النقدية في الصحف، مشيراً إلى أن النقد يؤدي دور الوسيط بين الأعمال السينمائية والمجتمع من خلال التحليل والخلفيات التي يقدمها.

back to top