دراسة أكاديمية تثبت أن البورصات المتنوعة عرقياً أقل عرضة للأزمات

نشر في 22-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-11-2014 | 00:01
ماذا لو أن وول ستريت كان أكثر تنوعاً في سنة 2007؟ هل كنا سنشهد فقاعة إسكان ضخمة تعقبها أزمة رهونات عقارية عالية المخاطر كادت تشل الاقتصاد الأميركي؟

وتظهر دراسة قام بها ستة من الأكاديميين بمن فيهم أساتذة في جامعة كولومبيا وكلية سلون للادارة في معهد ماساشوستس للتقنية أن وجود مزيد من التنوع العرقي بين المتداولين من شأنه أن يوفر فرصا أكبر للتفكير بدقة أكبر اضافة الى ميل اقل نحو اعتبار افتراضاتهم من الأمور المسلم بها ويعمدون بالتالي الى تسعير الأصول بمزيد من الدقة وتفادي الفقاعات.

ويقول ايفان أبفلبوم من كلية سلون: «يحب الناس ان يكونوا مماثلين للآخرين، وهو أمر أكثر سهولة وامكانية التنبؤ تصبح معه يسيرة، ولكنه يخلق بقعة مستترة وخفية عندما تكون في سوق مثل سوق الأسهم».

نتائج لافتة

وقد أجرى أبفلبوم مع زملائه تجربتين. احداهما في تكساس والاخرى في سنغافورة. حيث قاموا بتوزيع مشاركين لديهم خلفية مالية في أسواق افتراضية وطلبوا منهم محاولة تحقيق أموال عن طريق تسعير صحيح للأسهم. وكان في كل موقع مجموعة متداولين متجانسة عرقياً، ومجموعة اخرى متنوعة. ولم تعمل المجموعتان مثل فريق. وقام كل متداول بشراء وبيع أسهم بصورة منفصلة. وكما هي الحال في أسواق الأسهم الحقيقية كان في وسع المشاركين رؤية عمليات العرض والطلب مع بقاء هويتهم مجهولة.

كانت النتائج لافتة. فقد حققت مجموعة التنوع أداء أفضل بنسبة 58 في المئة في تسعير الأصول بصورة صحيحة. أما في المجموعة المتجانسة فكان ثمة ميل أكثر نحو المبالغة في تقييم الأصول وبالتالي إحداث فقاعات. وتقول الدراسة إن المتداولين في المجموعة المتجانسة كانوا أقل دقة بصورة بارزة، وأكثر احتمالاً للتسبب في حدوث فقاعات. ويسهل التنوع الاحتكاك الذي يبعد التطابق وروتين المسلمات ويمنع الأداء المشترك».

قرارات أفضل

ويلاحظ أبفلبوم أن دراسات اخرى أظهرت أن المجموعات المتنوعة تميل الى اتخاذ قرارات أفضل. وعلى سبيل المثال أظهر باحثون في عملية محكمين صورية أن المحكمين من ذوي التنوع العرقي كانوا أكثر احتمالاً للنظر في بدائل، مع تداول لفترة أطول وارتكاب قدر أقل من الأخطاء. ويقول أبفلبوم إن «مجرد وجود أشخاص مختلفين قد يفضي الى افتراضات مختلفة ومعرفة تجعل كل فرد في المجموعة يتصرف بصورة مغايرة».

وكشفت دراسات باحثين حول التنوع ضمن الفريق عن أنه سلاح ذو حدين. فقد يسبب حدوث نزاع، ولكنه يمكن أن يجعل الفريق أيضاً يعمل بجهد أكبر ويحقق نتائج أفضل.

ويقول أبفلبوم: «تضطر الفرق المتنوعة الى التفكير بقدر أكبر. ويتعين عليها بذل مزيد من الطاقة الاجتماعية، وقد يشكل ذلك أحد الأصول الرئيسية عندما يتعلق الأمر بالإصلاح وإدارة المخاطر واتخاذ قرارات معمقة».

وما توضحه هذه الدراسة هو أن المزيد من التنوع في عالم متداولي الأسهم والمصرفيين سوف يتيح للمتداولين فرصة أفضل للعمل بفعالية وكفاءة، وسوف يميل المتداولون الى مراجعة افتراضاتهم مع امكانية أكبر لتفادي، أو على الأقل خفض، الفقاعة التالية من المضاربة المدمرة.  

* (مجلة فوربس)

back to top