الأسماك في مواجهة النوبات القلبية

نشر في 21-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-11-2014 | 00:02
يكفي أن تتناول السلمون مرة على العشاء كل أسبوع ليتراجع لديك خطر الإصابة بنوبة قلبية، علماً أن الحمية النباتية الصحية تعود بالفائدة عينها على قلبك.
إذا كنت تبحث عن وجبات صحية تضعها على مائدتك، يُعتبر السمك الخيار الأول. هو مصدر جيد للبروتين الخالي من الدهون، فضلاً عن أن كثيراً من أنواعه الشائعة الاستعمال، بما فيها السلمون والتونا، غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية. وتسهم هذه الهرمونات، ومن بينها EPA وDHA، في تفادي الجلطات الدموية، استقرار نظم القلب الخطير، وتحسين ضغط الدم. وقد تعلل هذه الفوائد تراجع خطر التعرض لنوبة قلبية أو الموت جراء مرض القلب بين مَن يتناولون السمك بضع مرات أسبوعياً، مقارنةً بمن يتجنبونه في وجباتهم.

لكن الاكتشافات في شأن المكملات التي تحتوي على زيت السمك لم تأتِ على القدر ذاته من الإيجابية كما تناول السمك. في دراسة مهمة نُشرت في مجلةNew England Journal of Medicine، تبين أن مَن تناولوا كبسولات زيت السمك عانوا القدر عينه من النوبات القلبية والسكتات الدماغية كمن تناولوا دواء وهمياً.

مكملات زيت السمك

يوضح إريك ريم، بروفسور في قسمي الأوبئة والغذاء في كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد: {يحاول الناس المساواة بين تجارب مكملات أوميغا 3 وبين الدراسات التي تتناول السمك، إلا أن لا مجال للمقارنة بينهما}. ويعود ذلك إلى أن المشاركين وتصاميم الدراسات مختلفان تماماً.

واجه المشاركون في تجارب المكملات الغذائية خطراً أكبر هدد بتعرضهم لمرض القلب أو كانوا يعانونه أساساً. لذلك أعطاهم الباحثون أحماض أوميغا 3 لمعرفة ما إذا كانت هذه المكملات تحول دون ظهور نظم قلبية خطيرة تسبب موتاً قلبياً مفاجئاً. لكن عدداً كبيراً من المشاركين كانوا يتناولون أساساً أدوية تحمي القلب مثل الستاتينات أو أدوية خفض ارتفاع ضغط الدم. نتيجة لذلك، كان خطر موتهم فجأة نتيجة مضاعفات قلبية منخفضاً نسبياً. يذكر ريم: {من الصعب تمييز أي فوائد إضافية مكتسبة من مكملات زيت السمك في هذه الحالة}.

بديل صحي

في المقابل، شملت أبحاث تناول السمك في المقام الأول أشخاصاً بالغين أصحاء لا يعانون أي مرض قلب. ويشير تقرير نُشر في عدد سبتمبر 2014 من مجلة American Journal of Medicine، واستخلص نتائجه من 19 دراسة مختلفة، إلى أن مَن يكثرون من تناول السمك يكونون أقل عرضة لنوبة قلبية أو ذبحة صدرية غير مستقرة (ألم غير متوقع في الصدر يظهر عادةً خلال فترات الراحة)، مقارنة بمن لا يتناولون السمك. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد معظم هذه الدراسات على التوقعات، ما يعني أن المشاركين حددوا ما تناولوه وأن الدراسة تتبعت حالتهم فترة من الزمن (نحو 11 سنة في هذه الحالة).

جاء بعض الفوائد على الأرجح من واقع أن الناس حين يتناولون السمك لا يأكلون اللحم الأحمر أو المعالج مثل النقانق التي تحتوي على كمية ضئيلة من الدهون المفيدة وكثير من الملح. أما نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط، الذي اتضح أنه يفيد القلب، فيحتوي على السمك أيضاً، وفق ريم. وتقدم العناصر الصحية كافة في هذا النظام (الذي يشمل أيضاً كثيراً من الخضروات والفاكهة والحبوب وزيت الزيتون والجوزيات) تأثيراً متكملاً. إلا أن السمك لا يُعتبر إلزامياً بالضرورة.

يشير ريم: {أعتقد أننا إذا قارنا مَن يتناولون السمك مع مَن يتبعون نظاماً عذائياً نباتياً صحياً، يتبين لنا على الأرجح أن محبي السمك لا يتمتعون بأفضلية كبيرة}. يحصل كثيرون من النباتيين الذين يولون طعامهم اهتماماً كبيراً على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 الدهنية من مصادر نباتية مثل بذر الكتان، الجوز، بذر القرع، وزيت حبوب الصويا أو الكانولا. تحتوي هذه الأطعمة على نوع مختلف من أحماض أوميغا 3  الدهنية: حمض اللينولينيك الذي يحوله الجسم إلى EPA وDHA، وإن بفاعلية محدودة. لكن معظم الناس يحصل على كمية من حمض اللينولينيك من غذائهم تفوق بعشرة أضعاف كمية حمضي DHA وEPA، ما يعوض معدل التحويل المتدني، بحسب ريم.

إذا كنت تحب السمك، فقد يساعدك تناول حصتين على الأقل أسبوعياً في الحفاظ على صحة قلبك. هكذا تحصل على كمية حمضي DHA وEPA الموصى بها في الإرشادات الغذائية، علماً أنها تبلغ نحو 250 مليغراماً يومياً. ولكن هل تقلق من الملوثات المحتملة مثل الزئبق وغيره من سموم؟ أولاً، اعرف أن اللحم والمنتجات الحيوانية الأخرى تحتوي أيضاً على كميات ضئيلة من ملوثات غير مرغوب فيها. ثانياً، تطغى فوائد أحماض أوميغا 3 الدهنية على الأرجح على الأذى المحتمل الذي قد يلحق بالشخص البالغ نتيجة تناوله كمية ضئيلة من الزئبق، علماً أن هذه الكمية قد تلحق ضرراً كبيراً بأدمغة الأطفال والأولاد. ولكن توخياً للحذر تناول مجموعة من الأنواع المختلفة إن قررت أكل السمك، وركّز على الخيارات الأقل تلوثاً.

يمكن الحصول على الكمية الموصى بها من أحماض أوميغا 3 الدهنية من خلال وجبة واحدة من السمك الغني بهذه الأحماض أو وجبات عدة من أنواع تحتوي على كميات أقل منها:

حصة (170 غراماً) أسبوعياً من:

- الأنشوفة المعلبة.

- الرنكة.

- السلمون (البري، المربى في المزارع، أو المعلب).

- التروتة (المربى في المزارع).

- السمك الأبيض/سمك الجاحظ.

حصتان (كل منهما 170 غراماً) أسبوعياً من:

- إسقمري المحيط الأطلسي.

- المحار.

- سمك بولوك.

- قد الماء المالح.

- السردين (المعلب).

- التروتة (البري).

ثلاث حصص (كل منها 170 غراماً) أسبوعياً من:

- السمك المفلطح.

- البلطي.

- الفرخ المحيطي.

- سمك موسى.

- الحبار.

back to top