«الفكر العربي» تمنح جائزة «أهم كتاب» لعزب و«الإبداع الأدبي» لكاظم

نشر في 20-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-11-2014 | 00:01
No Image Caption
فاز كتاب «فقه العمران» للكاتب خالد عزب بجائزة أهم كتاب عربي، التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار. في حين نال جائزة الإبداع الأدبي د. نجم كاظم من العراق.
أعلن وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي أمس، أسماء الفائزين بجائزة الإبداع العربي، وجائزة أهمّ كتاب عربي، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته مؤسّسة الفكر العربي في مقرّها في منطقة وسط بيروت، وأعلنت خلاله عن برنامج المؤتمر السنوي «فكر13»، الذي سينعقد هذه السنة تحت عنوان «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، وذلك من 3 إلى 5  ديسمبر المقبل في المملكة المغربية، برعاية الملك محمد السادس بن الحسن.

كما تخلّل المؤتمر الإعلان عن محتوى التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من «الربيع العربي»، والذي ستطلقه المؤسسة في 2 ديسمبر عشية افتتاح مؤتمر «فكر».

مضمون التقرير العربي

استهل الحديث المدير العام لمؤسسة الفكر العربي د. هنري العويط، فقدم عرضاً للأنشطة الثلاثة التي دأبت المؤسسة على تنظيمها مطلع شهر ديسمبر من كل عام، وهي: التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، ومؤتمر «فكر13»، وحفل توزيع جوائز الإبداع العربي وجائزة أهم كتاب عربي.

وتحدث العويط بإسهاب عن مضمون التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، فأكد أن اختيار هذا الموضوع بالذات، مرده إلى أن المؤسسة آلت على نفسها منذ إنشائها، أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداة لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها مجتمعاتنا ودولنا.

وأوضح أن التقرير هذه السنة يتألف من 6 أبواب مستقلة ولكنها متكاملة، تضم 56 بحثاً، وهي تمتد على ما يقارب 800 صفحة.

أحداث الربيع العربي

وعرض العويط لمضمون التقرير ومحتواه، إذ يتيح الباب الأول قراءةَ أحداث الربيع العربي وتحولاتِها، من خلال مجراها المباشر في بلدان الربيع الـ5 (تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وسورية)، ساعية إلى إيضاح تشابك هذه الأحداث، وتحليل دوافعها والكشف عن دلالاتها. وتولى الباب الثاني قراءةَ ظاهرةِ الربيع العربي قراءة موضوعاتية، عالجت عناصرَها وسماتِها المشتَركة. وتضمن الباب الثالث قراءاتٍ رؤيويّة، تستشرف مآلات هذا الربيع، وتحولاته المستقبلية، وفق مجموعةٍ من التصورات والسيناريوهات.

 أما الباب الرابع فقد خُصص لعرض وجهاتِ نظرٍ تمثل دولاً عربية، أثرت في مجرى أحداث الربيع العربي، وسعت إلى النأي بنفسها عن تداعياته وامتداداته، والمقصود بها هنا دول الخليج العربي، وأيضاً الدول الإقليمية الفاعلة أو المعنية، وتحديداً تركيا وإيران وإسرائيل، فضلاً عن الدول الكبرى (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والهند، واليابان)، وهي القراءات التي تضمنها الباب الخامس.

 وقد تم التركيز في الباب السادس والأخير، على قراءة الربيع العربي من خلال النتاج الثقافي والفكري الذي ولّده. فتولى هذا الباب عرض انعكاسات الربيع في مرايا السينما، والدراما التلفزيونية، والرواية، والشعر، والمسرح، والفن التشكيلي، والغرافيتي، وفن الشعارات، والهتافات الشعبية، والأغنية، والموسيقى.

وتحدث العويط عن جوائز المؤسسة، فأكد أن ما يميزها عن مثيلاتها من الجوائز العربية، هو أنها من القلائل التي لا تحمل اسمَ منشئها أو راعيها، ولا توظف بغرض إبراز سخائه وإنجازاته، أو تخليد ذكراه.

ولفت إلى أنه يمكن الاستدلال على أهداف جوائزِ مؤسسة الفكر العربي من خلال التسمية التي اختارها لها رئيسها، الأمير خالد الفيصل، عندما عرّفها بأنّها «جائزة الإبداع العربي»، مسلطاً الضوء لا على مانح الجائزة، بل على مستحقيها. كما تمتاز جوائز المؤسسة بأنها تغطي مروحة واسعة ومنوعة من حقول الإبداع في تجلياته المختلفة.

التحفيز على الإبداع

وأكد أن المؤسسة تطمح عبر جوائزها إلى التحفيز على الإبداع، من خلال تكريم المبدع العربي اللامع، وتسليط الضوء على المبدع الواعد، وبخاصة مَن هم من الفئات العمرية الشابة، وذلك بهدف التعريف بإنجازاتهم، وإبراز دور الأفكار والأعمال الخلاقة في تنمية مجتمعاتنا وتطويرها. منوهاً بسمعة الجائزة ومصداقيتها القائمتين على لجان التحكيم، والمعايير التي تطبقها، بحيث حرصت مؤسسة الفكر العربي على اختيار منسقي اللجان وأعضائها، من أهل الاختصاص وذوي الكفاءة، المشهود لهم بالموضوعية والنزاهة العلمية.

وتطرق العويط إلى الكلمة التي ألقاها الوزير عريجي في افتتاح معرض الكتاب الفرنكوفوني في دورته الحادية والعشرين، وتناول فيها ما يشهده العالم العربي على صعيد تفشي الإرهاب التكفيري والعنف الوحشي، واحتدام العصبيات، ورفض الآخر المختلف وإقصائه، وحق كل مواطن في المقابل، في العيش الآمن الكريم والتفكير الحر، ودعوته إلى المقاومة الفكرية أيضاً، مؤكدا أن مؤسسة الفكر العربي تؤيد ما أعلنه معاليه من مبادئ، وتتبنى دعوته إلى المقاومة الثقافية، ويشرفها أن تضعَ طاقاتها في خدمة الفكر وأهله ومريديه.

بعد ذلك ألقى المشرف العام على مؤتمرات «فكر» حمد العماري كلمة، أعلن فيها عن برنامج مؤتمر «فكر13»، موضحا أنه يتناول بحث قضية ملحة تواجه الوطن العربي، عبر توفير بيئة مناسبة للحوار والنقاش بين جميع الأطراف المشاركة، من مفكرين ومثقفين وخبراء وصناع قرار ورجال أعمال على اختلاف انتماءاتهم الفكرية، علها تمهد الطريق نحو تحقيق الحلم العربي الذي عاشته الشعوب العربية لعقود خَلَت، وأقصد حلم التكامل والوحدة العربي.

وأكد العماري أنه في الوقت الذي تشتد فيه الصراعات والخلافات التي تهدد المنطقة العربية، أرادت مؤسسة الفكر العربي، إيماناً منها بمسؤوليتها القومية، التوجه إلى مختلف أصحاب القرار، وخصوصاً المفكرين والمثقفين، لإشراكهم في لعب دورهم والاضطلاع بمسؤولياتهم، من خلال رسم الخيارات اللازمة ووضع الحلول المحتمَلَة، والعمل كذلك يداً بِيَد لمواجهة التحديات وتصويب المواقف. فتحقيق حلم الوحدة لا بد أن ينطلق من أساس واقعي، يتخطى الشعور بالخيبة ويأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي تمر به المنطقة العربية، في محاولةٍ لإضاءة شموع الأمل وتمهيدا لمستقبلٍ عربي أكثر إشراقاً.

وختم وزير الثقافة ريمون عريجي بكلمة، أكد فيها دور مؤسسة الفكر العربي التي دأبت منذ تأسيسها سنة 2001 على النهوض بالمنطقة العربية، عبر الدراسات والتقارير الدورية التي تضيء على مشكلاتنا، ودراسة الأسباب ومحاولة طرح الحلول الملائمة. واعتبر أنه في ظل حمأة هذا الشحن الديني المذهبي الدموي الذي يلف غير مدينة عربية، لاتزال هذه المؤسسة ملاذا لأصحاب الفكر والإبداع، وضميراً واعياً لخطورة المنحى الجاهلي الذي تنزلق إليه المنطقة، معتبراً أن خيار المؤسسة تحفيز المبدعين وتشجيعهم، هو تماشي مع حركة التطور الإنساني في العالم.

أسماء الفائزين

بعدها أعلن الوزير عريجي أسماء الفائزين بجوائز المؤسسة، حيث فاز بجائزة أهم كتاب عربي، الدكتور خالد عزب (مصر) عن كتابه «فقه العمران»... العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلامية»؛ وفاز بجائزة الإبداع العلمي د. ألفرد نعمان ود. عصام خليل (لبنان) عن مشروع «تطوير دواء MM-MTA للعلاجات اللبيّة»؛ وفاز بجائزة الإبداع التقني د. مشهور مصطفى بني عامر (الأردن) عن «النظام العلاجي الذكي»؛ كما نال جائزة الإبداع الاقتصادي د. سالم توفيق النجفي (العراق) عن كتاب «سياسات الأمن الغذائي العربي في حالة الركود في اقتصاد عالمي متغيّر»؛ وحاز جائزة الإبداع المجتمعي عبدالرحمن السقاف (اليمن) عن برنامج «حضرموت للتمويل الصغير»؛ في حين فاز بجائزة الإبداع الإعلامي عبدالسلام هيكل (سورية) عن موقع «اقتصادي دوت كوم»؛ ونال جائزة الإبداع الأدبي د. نجم عبدالله كاظم (العراق) عن كتاب «نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة»؛ وفازت بجائزة الإبداع الفني المطربة ريما خشيش (لبنان) عن عملها الفنّي «هوى».

كما منحت المؤسسة جائزة «مسيرة عطاء»، لمنتدى أصيلة (المغرب) مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، ممثلاً بالوزير محمد بن عيسى.

back to top