Low Down... قصة عن الجاز وأب وابنة

نشر في 12-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-11-2014 | 00:01
قد نشهد المستحيلات قبل أن يحصل جون هوكس على ترشيح لجائزة أوسكار عن عمله السينمائي الروائي Low Down، ما يفسح في المجال أمام مايكل كيتون عن Birdman وبينيديكت كانبرباتش عن The Imitation Game وغيرهما.
فيلم Low Down صغير ولا يحظى بأي تسويق، إلا أنه جيد جداً أيضاً. يفطر جون هوكس قلبك فيما ترى رجلاً يتخبط مع الإدمان وخيبة الأمل. يتمتع هذا الممثل، الذي حظي باهتمام في Winter’s Bone، بطرق أكيدة، لينقل شخصية مليئة بالعيوب إلى حياة ثلاثية الأبعاد على الشاشة. ولا شك في أن أعماله ستُناقش بعد عقود من اليوم وتنال الإعجاب، ومع بعض الحظ، تبلغ ذروتها بإنجازات عظيمة.

تربية هشة

Low Down فيلم مؤثر غير معقد هو الأول للمخرج جيف بريس. يستند إلى كتابLow Down:Junk, Jazz, and Other Fairy Tales From Childhood الذي تروي فيه آيمي-جو ألباني، ابنة عازف الجاز على البيانو جو ألباني، طفولتها وميلها إلى المخاطر، والعناية التي حظيت بها خلال تلك المرحلة التي أمضت جزءاً منها مع أبيها في الولايات المتحدة والخارج والجزء الآخر مع والدة جو في هوليوود.

كان ألباني مدمناً منذ زمن، توفي في نيويورك عن عمر يناهز الـ 63. يتلاعب هذا الفيلم بالترتيب الزمني والأحداث في السنوات الأولى من مراهقة آيمي-جو، إنما يحقق ذلك ببراعة وذكاء. فيتحول إلى قصة حول تربية إحدى الفتيات الهشة، نحو منتصف سبعينيات القرن الماضي. وتقدّم إيل فانينغ أداءها الأصدق والأفضل في حياتها الشابة في هذا الدور.

يركز Low Down على آيمي-جو فيما تراقب والدها والعالم القاسي من حولها من خلال نوافذ، أو فيما تسمع من وراء الأبواب الإشارات إلى انتكاسة والدها التالية.

يقول زميل ألباني ورفيقه في الإدمان، عازف البوق ليستر هوبز، الذي يؤدي دوره فلي (من Red Hot Chili Peppers): {تخال أن الله يريد أخذ هؤلاء الأشخاص لأنهم جيدون جداً}. يتحدث هوبز عن ضحايا الإدمان في عالم الجاز، وهو يتكلم مع ألباني، الضحية المقبلة.

موسيقى حية

Low Down مثال مميز لكيفية تناول مرحلة ما بالاعتماد على موازنة  محدودة. تدور أحداث الجزء الأكبر من الفيلم، الذي صوره المصور السينمائي الرائع كريستوفر بلوفلت على فيلم 16 مليمتراً، في مجمع سكني قاتم يعيش فيه الأب وابنته. بالإضافة إلى ذلك، تلاحظ أن موسيقى الفيلم التصويرية حية وتختلط بموسيقى الجاز المميزة المسجلة على إسطوانات، وترافقها أصوات السيارات والصراخ في الشقق السكنية الأخرى.

تؤدي غلين كلوز دور الجدة، والدة ألباني، التي لا تكف عن التدخين أو إطلاق تعليقات قاسية. ولا شك في أنها مذهلة. كذلك تؤدي لينا هيدي دور والدة آيمي-جو العدائية، السكيرة، الغائبة دوماً. صحيح أن مشاهدها لا تبدو صادقة جداً (أشبه بممثلة تردد عبارات كُتبت لها، لا شخصية من العالم الحقيقي)، إلا أن هذا الدور يبقى مجرد خدش بسيط في مرآة تعكس صورة قاسية مثيرة للشفقة عن أشخاص يحلمون وهم يترنحون على شفير الهاوية.

back to top