«مين اللي بيصرف؟!»

نشر في 31-10-2014
آخر تحديث 31-10-2014 | 00:01
 د. محمد لطفـي نسأل الله الرحمة لشهدائنا الأبرار وأن تكون دماؤهم التي سالت على أرض الوطن نارا تحرق الظالم ونورا يهدي الحائر والصبر والثبات لأسرهم ومحبيهم فهو وحده المنعم بذلك والقادر عليه.

                                                    ***

قبل البدء بمشروع تنمية قناة السويس أعلن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن المشروع لن يكلف الحكومة شيئا، ولن يتم صرف جنيه واحد عليه من الميزانية العامة للدولة، وسيتم الصرف بالكامل من خلال شهادات استثمار القناة التي سيتم إصدارها، وبالفعل تم إصدار الشهادات وتجاوب المواطنون بامتياز وتم جمع 64 مليار جنيه، وفي الأسبوع الماضي– بعد مضي نحو 3 شهور على بدء المشروع- أعلن الفريق مميش أنه إلى الآن لم يتم صرف جنيه واحد من الـ64 ملياراً!! حقيقة لم يعد الأمر مفهوماً هل نفرح ونصفق أم نتساءل ونتعجب؟!

أعلم أن الحكومة الحالية لا تريد للشعب أن يفكر لكن الحقائق العلمية وقوانين النشوء والتطور التي تؤكد ضمور العضو المهمل الذي لا يستخدم تدفعنا للتفكير فأتساءل: من الذي يصرف على المشروع؟ لقد مضى 3 أشهر وهناك مصروفات بالملايين– إن لم تكن بالمليارات- والحكومة لم تصرف ولم يُنفق من ثمن الشهادات فمن الذي يصرف؟

هل هناك دول أجنبية مثلا أم قروض دولية تستخدم لتمويل المشروع؟ لا أعتقد، فلو كان ذلك لتم الإعلان عنه على الأقل من جانب الهيئات الأجنبية... هل تقوم بعض الدول العربية بالتمويل؟ جائز... ولكن ما هذه الدول؟ وما المقابل؟ أم أن الصرف يتم من ميزانية القوات المسلحة؟ إن كان ذلك، فهذا يؤكد ما سبق ذكره حول الإمبراطورية الاقتصادية للقوات المسلحة، ويكرس التخوف من الانفصال التام بين الحكومة والقوات المسلحة... فقط نريد أن نعرف "مين اللي بيصرف"؟!

ما زلنا في ذات المشروع، فالمعلومات التي تتفضل بها الحكومة علينا شحيحة جدا كان من الضروري البحث عن بعض التفاصيل من خلال وسائل الإعلام والعم غوغل، ويتضمن المشروع حفر 7 أنفاق لربط شرق القناة بغربها 3 في بورسعيد و4 في الإسماعيلية بتكلفة 4.2 مليارات دولار (تقريبا 55% من التكلفة الإجمالية للمشروع) والسؤال باختصار هل نحن الآن– أكرر الآن- في حاجة ملحة إلى هذا العدد الكبير نسبيا من الأنفاق (4 للسيارات و2 للسكك الحديدية و1 للمرافق)؟.

منذ عودة سيناء إلى الآن وما يربط الشرق بالغرب محوران رئيسيان (نفق أحمد حمدي في السويس وكوبري السلام في الإسماعيلية) مع عدد من "المعديات" المنتشرة على طول القناة، فما الهدف الآن من إنشاء 7 أنفاق دفعة واحدة؟ وهل كانت مشكلة تنمية سيناء في صعوبة الوصول إليها؟ ألم يكن من الممكن في حال توافر 4.2 مليارات دولار استخدام جزء منها في حل المشاكل التي تقصم ظهر المواطنين كالكهرباء والدعم وتوفير الطاقة... إلخ؟ أليس من الممكن الاكتفاء بنفقين مثلا؟ أم أن هناك سببا آخر وراء هذا العدد الكبير نسبيا من الأنفاق؟ فقط نريد أن نعرف فهل هذا كثير؟ أم تعتقدون أننا لن نفهم؟

back to top