سايمون بيغ والبحث عن السعادة

نشر في 27-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 27-10-2014 | 00:02
No Image Caption
يعتقد سايمون بيغ (44 سنة) أنه عثر أخيراً على السعادة. فكان هذا الممثل، الذي شارك في Star Trek و Mission: Impossible، منشغلاً في إنجاز محدد أخيراً بفضل فيلمه الجديد Hector and the Search for Happiness.
يتتبع الفيلم، الذي يستند إلى رواية تحمل العنوان ذاته حققت أعلى المبيعات عالمياً، قصة عالِم النفس البريطاني هيكتور، فيما يسافر حول العالم، باحثاً عما يجعل الناس سعداء وساعياً في الوقت عينه لاكتشاف ما يشعره هو نفسه بالرضا. يُعتبر هذا دوراً عميقاً جداً بالنسبة إلى هذا الممثل البريطاني الذي شارك، بالإضافة إلى سلسلتي أفلام الحركة الشهيرتين، في الأفلام الكوميدية Shaun of the Dead (2004)،Hot Fuzz (2007)، وTheWorld’s End (2013).

صحيح أن بيغ يأمل أن يفتح Hector أمامه الباب للحصول على أدوار أكثر جدية، إلا أنه يستعد اليوم لمكافحة الجريمة الدولية مع توم كروز فيما ينطلق إنتاج الجزء الخامس من سلسلة Misson: Impossible. وماذا عن تلك الإشاعات المتناقلة عن أنه يشارك في فيلم جي.جي. أبرامز المرتقب Star Wars: Episode VII؟

مع أن بيغ أحد كبار محبي سلسلة الخيال العلمي هذه واستغل صداقته مع أبرامز لدخول موقع التصوير (يقول: {لا شك في أنك ستفعل أمراً مماثلاً لو استطعت ذلك})، تبقى هذه مجرد غيض من فيض إشاعات Star Wars الكاذبة.

يسأل هيكتور باستمرار الشخصيات الأخرى في الفيلم {هل أنتم سعداء؟}. كيف تجيب أنت سايمون بيغ عن هذا السؤال؟

أعتقد أنني سعيد. أشعر بسعادة أكبر من هكتور في مستهل الفيلم على الأقل. لكنني أحتاج إلى بعض الوقت لبلوغ السعادة الكاملة. أحتاج إلى الوقت لأفهم ماهية السعادة وكيفية عيشها. كان دربي نحو السعادة مثيراً للاهتمام. وأظن أن العبرة الوحيدة التي ينقلها الفيلم بوضوح هي أنك لا تستطيع الشعور بالسعادة ما لم تختبر كل العواطف البشرية. فلمعرفة ما هي السعادة، عليك أن تتعلم تمييزها في غابة العواطف التي نعيش فيها. إذاً، يجب أن تشعر بالخوف والاستياء والبؤس أولاً. عليك أن تعبر بكل هذه كي تنال السعادة الحقيقية. وأعتقد أنني بلغتها في سن الرابعة والأربعين.

في الفيلم، يملك هكتور دفتر يوميات يسجل فيه اكتشافاته عن السعادة. ما هي بعض أسرارك عن السعادة؟

سر السعادة في رأيي ألا نعتبر تفادي التعاسة سبيلنا إلى السعادة. نحصل على كثير من الطرق المختصرة التي قد توصلنا إلى السعادة في مجتمعنا. فنُشجَّع دائماً على شراء هذا أو تناول ذاك. ونسمع دوماً عن شراء أمر قد يمنحنا السعادة. لكن هذا قد لا يكون بالضرورة الطريق المناسب نحو السعادة. يمكنك أن تحصد نوعاً مبهماً من السعادة، إلا أنه ليس سعادة حقيقية. تولد السعادة على مستوى أعمق بكثير، وتقوم على نوع من الرضا تتكيف معه.

إذاً، هل علينا اعتناق التعاسة للعثور على السعادة؟

لا أقصد بكلامي هذا أن علينا السعي وراء التعاسة، بل يجب ألا نخاف منها. يمكننا تشبيه ذلك بشخص لا يعرف ماهية الضوء إلى أن يختبر الظلمة. لذلك من الضروري اختبار كل أوجه الحياة وتقبلها. هكذا تتضح أمامك كل المسائل. تدرك عندئذٍ متى تكون سعيداً حقاً. رأينا أناساً يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة في جنوب أفريقيا (خلال التصوير) في مناطق لا تصلها الكهرباء. لا شك في أن حياتهم معاناة مستمرة. ولكن عندما يضحك هؤلاء الناس، يقهقهون من قلبهم. لا تراهم يبتسمون ابتسامة باهتة، بل ترى فرحاً حقيقياً في أعينهم لأن بديل ذلك أمر بالغ الصعوبة يعيشونه كل يوم.

نلاحظ اليوم هالة كبيرة تحيط بالسعادة واكتشاف ما إذا كنا سعداء. فهل تعتقد أن الوضع كان كذلك سابقاً؟

لم تعد الحياة صعبة كما كانت في الماضي. فقد قضينا على أمراض كثيرة وصار الناس اليوم يعيشون على الأرجح في بحبوحة أكبر. لكن الطبقة الوسطى تمر راهناً في حالة غريبة من السأم. الجميع ضجرون وغير واثقين مما إذا كانوا سعداء أو لا. بالإضافة إلى ذلك، بدأت السعادة تتراجع. نتيجة لذلك، ظهر قطاع كامل هدفه جعلنا سعداء. لكن هذه السعادة ليست حقيقية، بل تبقى صورة مبسطة لماهية السعادة. وبدأ الناس يدركون: {لا أشعر على الأرجح بالسعادة}. قد تكون فاحش الثراء وواسع الشهرة، وتبقى، رغم ذلك، تعيساً جداً. في المقابل، قد تكون إنساناً يظنه الجميع مريعاً. قد تعمل طوال النهار في تنظيف إسطبلات الأحصنة. ولكن إذا كان هذا يجعلك سعيداً، فلا شك في أنك إنسان ناجح. يعتمد النجاح الحقيقي على السعادة، لا على المال أو الشهرة. يكفي أن تشعر أنك سعيد.

متى كانت المرة الأخيرة التي شعرت فيها بدفق كبير من السعادة؟

أشعر بكثير من السعادة في الأونة الأخيرة. لديّ ابنة في الخامسة من عمرها تجعلني دوماً بالغ السعادة. أحدث دخول ابنتي إلى حياتي تبدلاً جذرياً في حياتي ساعدني حقاً في تحديد كل تلك المسائل الكبيرة: لمَ أنا هنا؟ وما هو الكون؟ فقد اتضحت كل المسائل أمامي مع ولادة ابنتي. شعرت أنني هنا لأنه كان علي القيام بهذا الأمر. وقد أنجزته اليوم. لذلك أشعر كما لو أنني حققت أمراً يستحق حقاً العناء، لا إنجازاً فنياً أو ربحاً مادياً، بل أمر مهم بيولوجياً يبدو لي أهم إنجازاتي حتى اليوم. نتيجة ذلك، أستطيع أن أشعر بالسعادة في أوجه الحياة الأخرى كلها. أشعر أحياناً أثناء العمل، عندما أكون في موقع تصوير سلسلة Star Trek وأنا جالس في الزي الرسمي في مركبة {إنتربرايز}، أنني سعيد دوماً لأنني أفكر: {هذا ممتع! أنا محظوظ لأني هنا}. لا أعتبر مطلقاً عملي أمراً مسلماً به. ولا أستخف بالفرص التي أحصل عليها لأني أود أن أشعر دوماً بالدهشة وأن أحب ما أعمله باستمرار. لا أريد أن أكفّ عن الشعور بالسعادة خلال العمل. فعندما يحدث ذلك، أخسر سعادتي في العمل. ولا شك في أن هذا سيدفعني إلى تركه.

back to top