لا تنظف أذنيك؟

نشر في 26-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-10-2014 | 00:01
No Image Caption
ضع جانباً قطعة تنظيف الأذن تلك. فيجب ألا تقحم أي أمر أصغر من مرفقك في أذنك، حسبما ينصح الأطباء.
طوال عقود، شكلت أعواد تنظيف الأذن جزءاً لا يتجزأ من خزانتنا الطبية. فقد اعتدنا إخراج بعض منها، مسح الأذن بسرعة، ثم مسح الأخرى... فأين الضرر؟

قد لا يكون الأذى كبيراً، إلا أن نحو 7000 شخص يدخلون المستشفى كل سنة في الولايات المتحدة وحدها بسبب إصابات في الأذن نتيجة استعمال أعواد تنظيف الأذن، وهذا العدد يفوق من يتلقون عناية طبية جراء إصابات ناجمة عن استعمال نصل أو شفرة حادة. وما يزيد الطين بلة أن عمليات تنظيف الأذن كافة هذه مضرة أكثر منها مفيدة. فتؤدي أعواد تنظيف الأذن عموماً إلى تراكم الصمغ ودفعه داخل قناة الأذن، حيث يسبب الألم، الضغط، وضعف سمع موقت.

يكتب الدكتور روب هيكس: {لا حاجة إلى تنظيف الأذن بواسط عود وقطنة مماثلين. تتمتع الأذن بآلية تنظيف داخلية خاصة بها. فالدهون والزيوت في قناة الأذن تحتجز أي جسيمات وتنقلها إلى خارج الأذن على شكل صمغ يسقط من الأذن من دون أن تلاحظ ذلك}.

يحدث معظم عملية التساقط خلال تناول الطعام. فتقوم حركة الفك بتدليك الصمغ ودفعه إلى خارج قناة الأذن. ومعه تخرج الجسيمات والأوساخ التي قد تعيق السمع.

لا بد من الإشارة في هذا المجال إلى أن صمغ الأذن، من الناحية الفيزيولوجية، مذهل حقاً. يتألف الصمغ من طبقات من الجلد المتساقط، سلاسل طويلة من الأحماض الدهنية، الكولسترول، والكحول، وهو يحمي الأذن الداخلية من الماء والعدوى. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على ما لا يقل عن عشرة أنواع من البيبتيدات المضادة للميكروبات، ما يحول دون نمو البكتيريا والفطريات.

خلال القرون الوسطى، كان صمغ الأذن يُستخدم لتغير لون الأصباغ ونوعيتها بغية تزيين المخطوطات. فضلاً عن ذلك، نصحت النسخة 1832 من American Frugal Housewife باستعمال صمغ الأذن كعلاج فاعل للشفتين المتشققتين. وبما أن هذا الصمغ يحتوي على كمية صحية من الدهون التي تحتجز الرطوبة، فقد يكون علاجاً فاعلاً حقاً.

قد يتراكم صمغ الأذن أحياناً بإفراط ويتصلب. وعندما يحدث ذلك، من الأفضل أن تزور الطبيب للخضوع لعملية تنظيف قصيرة. وتنبه إلى أن كثيراً من عمليات التنظيف التي تقوم بها أنت بنفسك تُعتبر غير مجدية عموماً، حتى إنها قد تكون مؤذية.

أما إذا أردت علاجاً منزلياً فاعلاً لتراكم صمغ الأذن، فتنصح الجمعية الأميركية لأبحاث السمع بوضع بضع قطرات من زيت الزيتون النقي أو زيت الأطفال في أذنك مرة كل أسبوعين تقريباً.

يُعتبر صمغ الأذن عموماً مادة جيدة يجب ألا نسعى إلى التخلص منها. لذلك اترك أذنك وشأنها.

back to top