درّب دماغك على الأطعمة الصحية

نشر في 26-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-10-2014 | 00:01
No Image Caption
قد يكون من الممكن تدريب الدماغ على تفضيل الأطعمة الصحية القليلة السعرات الحرارية على الأطعمة غير الصحية الكثيرة السعرات الحرارية، وفق بحث أجراه أخيراً علماء من مركز «جون ماير لأبحاث الغذاء البشري» في شأن التقدم في السن التابع لوزارة الزراعة الأميركية في جامعة تافتس ومستشفى ماساتشوستس العام.
تشير دراسة أخيرة لمسح الدماغ، أجربت على رجال ونساء بالغين ونُشرت على الموقع الإلكتروني لمجلةNutrition and Diabetes، إلى أن من الممكن عكس الإدمان على الأطعمة غير الصحية، وفي الوقت عينه تعزيز تفضيل الأطعمة الصحية.

توضح سوزان ب. روبرتس، باحثة بارزة حائزة شهادة دكتوراه، مديرة مختبر أيض الطاقة في المركز، بروفسورة في كلية فريدمان للعلوم والسياسات الغذائية في جامعة تافتس، وبروفسورة مساعدة متخصصة في علم النفس في كلية الطب في جامعة تافتس: {لا نبدأ حياتنا ونحن نحب البطاطا المقلية ونكره، مثلاً، المعكرونة المعدة من القمح الكامل. تحدث عملية التعود هذه بمرور الوقت كرد فعل تجاه تناول مراراً ما تحتوي عليه بيئة الطعام السام}.

يعتقد العلماء أن من الصعب أو المستحيل عكس دارات إدمان الطعام غير الصحي بعد ترسخها، ما يعرض الناس الذين اكتسبوا الوزن إلى حياة من التوق والرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية. ولمعرفة ما إذا كان من الممكن إعادة تدريب الدماغ على دعم خيارات الأطعمة الصحية، درست روبرتس وزملاؤها نظام المكافأة في 13 رجلاً وامرأة يعانون السمنة. كان ثمانية منهم قد شاركوا في برنامج خسارة وزن جديد صممه باحثون من جامعة تافتس، في حين شارك الخمسة الآخرون في مجموعة الضبط ولم ينخرطوا في البرنامج.

خضعت المجموعتان لتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي في بداية فترة ستة أشهر ونهايتها. فكشفت عملية مسح الدماغ بين مَن شاركوا في برنامج خسارة الوزن تبدلات في مناطق من مركز المكافأة في الدماغ ترتبط بالتعلم والإدمان. فبعد ستة أشهر، ازدادت هذه المناطق تأثراً بالأطعمة الصحية القليلة السعرات الحرارية، ما يشير إلى تنامي الشعور بالفرح والمكافأة عند التعرض لطعام صحي. كذلك أظهرت هذه المناطق تراجعاً في الحساسية تجاه الطعام غير الصحي الذي يحتوي على كثير من السعرات الحرارية.

يذكر ساي كروبا، باحث شارك في الدراسة حائز شهادة دكتوراه، عالِم في مختبر أيض الطاقة في المركز، وبروفسور مساعد في كلية فريدمان: {صُمم برنامج خسارة الوزن خصوصاً لتغيير طريقة تفاعل الناس مع الأطعمة المختلفة. وتُظهر دراستنا أن مَن شاركوا فيه تمتعوا بتنامي رغبتهم في تناول الطعام الصحي، في حين تراجع تفضيلهم الطعام غير الصحي، علماً أن هذا التأثير المزدوج يشكل على الأرجح المفتاح الضروري لضبط الوزن بطريقة مستدامة. وعلى حد علمنا، هذا أول برهان على عملية التبدل المهمة هذه}. يفترض الباحثون أن أوجهاً عدة من برنامج خسارة الوزن كانت ضرورية، بما فيها تعليم تبديل السلوك وبرامج الطعام الغنية بأطعمة تحتوي على كثير من الألياف ولا ترفع معدل السكر في الدم.

يقول ثيلو ديكرسباتش، باحث بارز في الدراسة حائز شهادة دكتوراه وعالِم نفس في مستشفى ماساتشوستس العام: {صحيح أن دراسات أخرى أظهرت أن الإجراءات الجراحية، مثل جراحة تحويل المعدة، تستطيع أن تحد من قدرة الناس عموماً على الاستمتاع بالطعام. لكن هذه النتيجة غير مرضية لأنها تقضي على متعة تناول الطعام ككل بدل أن تجعل الطعام الصحي أكثر متعة. نظهر في دراستنا هذه أن من الممكن تبديل التفضيلات من الطعام غير الصحية إلى الطعام الصحي من دون جراحة، وأن التصوير بالرنين المغناطيسي تقنية مهمة لاستكشاف دور الدماغ في طريقة التفاعل مع الطعام}.

تضيف روبرتس: {ما زال علينا القيام بكثير من الأبحاث التي تشمل عدداً أكبر من المشاركين، فضلاً عن تتبع حالة بعض الفئات على الأمد الطويل والتحقق من مناطق أخرى من الدماغ. لكننا حظينا بتشجيع كبير حين لاحظنا أن برنامج خسارة الوزن يبدل، على ما يبدو، أصناف الطعام التي تستهوي الناس}.

back to top