السفير البريطاني لودج: علاقاتنا مع الكويت تعتمد على الأفعال لا الاستعراضات

نشر في 25-10-2014 | 00:12
آخر تحديث 25-10-2014 | 00:12
«ندعم وحدة العراق... ودعمنا البيشمركة عبر الحكومة المركزية في بغداد»
قال السفير البريطاني لدى البلاد، ماثيو لودج، إن العلاقات الثنائية بين بريطانيا والكويت مبنية على أسس قوية، وتعتمد على الأفعال لا على الاستعراضات، مشيرا إلى أن موضوع إصدار الفيزا للكويتيين تقني وليس أمنيا.

وأكد لودج، في حوار مع «الجريدة»، أن بلاده تدعم وحدة العراق، وأن اعتراف مجلس العموم الرمزي بدولة فلسطين لا يختلف عن توجّه الحكومة البريطانية.

وفي ما يلي التفاصيل:

• كيف تصفون العلاقات الثناثية بين الكويت وبلادكم في مجالي الأمن والدفاع؟

-علاقتنا في هذا المجال متينة، وسأعمل على تقويتها، ومبنية على أسس قوية  تعتمد على الأفعال لا على الاستعراضات، وخلال زيارة هاموند ولقائه سمو الأمير وسمو ولي العهد، لم يتم التوقيع على اتفاقيات جديدة، وتمت مناقشة مواضيع أمنية ودفاعية عدة تهم الكويت والمنطقة، كتهديد "داعش" في سورية والعراق ومواضيع إقليمية، وأخيرا قمنا بمناورات مشتركة مع الجانب الكويتي وأميركا، وهذه المناورات لا تحدث كل يوم.

كما أن هناك تعاونا دائما بين الطرفين في المجال العسكري وسلامة الطيران.

• هل هناك تعاون في مجال مكافحة التغيير المناخي وتخفيض معدلات الانبعاثات الكربونية؟

- من الممتع أن تظل شمس الكويت مشرقة في أكتوبر، ومن منظور محلي وبغضّّ النظر عن التقارير التي تتحدث عن أن الاحتياطي النفطي الكويتي بمعدل إنتاجه الحالي سيستمر إلى 90 عاما، هناك نقاش في الكويت حول رفع الدعم عن الديزل والكيروسين، إن الكويت تنعم بالموارد الطبيعية الوفيرة التي تستخدمها لرعاية المواطنين.

ولكن من منظور عالمي، نحن نواجه تحديات متعلقة بالاستدامة، ويجب علينا استخدام مواردنا بفعالية، وأن نحافظ على بيئتنا وأن نجعلها قضية مشتركة وأسلوب حياة.

• هل هناك أي تطورات حول موضوع الفيزا؟

-قضية الفيزا بالنسبة إلى المواطنين الكويتيين ليست أمنية، بل تقنية، ونود أن نتأكد من أن نقدم الخدمة الأفضل لهم.

 الجميع يعلم أن هناك تحديات أمنية تواجهها بلادنا، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الكويتيين، فنحن لا نريد 20 ألف متقدم للفيزا يطرقون بابنا ليشتكوا من سوء الخدمة.

الإرهاب

• بالانتقال الى الشأنين الإقليمي والدولي، ما الأسباب الرئيسية وراء ظهور "داعش"؟

-عدم الاستقرار الناتج عن النزاع في سورية والجرائم المستمرة من نظام الرئيس بشار الأسد تجاه شعبه، خلقا حالة من القصور في منظومة الحوكمة في سورية، إضافة إلى قتال الجيش السوري الحر للنظام، وظهور الجماعات الراديكالية مثل جبهة النصرة وغيرها.

 نحن نعلم أن الدولة الإسلامية (داعش) تتركز في منطقة الرقة، وتمكن من النمو والاستفادة من التوترات المحلية فيه بين القبائل السنية ومكونات المجتمع العراقي المختلفة غرب البلاد.

 وهذا الظهور أيضا هو نتيجة لحالة عدم الاستقرار وغياب الحكم الرشيد الفعال، وعدم قدرة الحكومات على تمثيل الحقوق الشرعية وصنع القرارات السياسية بناء على خلفيات طائفية.

• هل تعتقد أن الأداء غير الفعال أو الضعيف للمعارضة السورية ساهم في ظهور "داعش"؟

- إن غياب حكم القانون والنقاش السياسي ضمن الأطر البرلمانية ومنظومة الحوكمة وممارسة العنف من النظام ضد شعبه، وما بدأ ككفاح سياسي انتهى بكفاح من أجل البقاء، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز التطرف.

بينما نجد في دول مستقرة كالكويت وبريطانيا في بعض الأوقات مواطنين  يشعرون بالإحباط لعدم تلبية مطالبهم، ولكن ذلك يتم علاجه عبر المؤسسات الدستورية وحكم القانون، وفي إطار من نظم الحوكمة.

 وبما أنني لست خبيرا، فسأكون حذرا عندما يتعلق الأمر بإلقاء اللوم على طرف ما.

• ما هي الاستراتيجية المثلى لمكافحة الإرهاب؟ هل هي عسكرية أم عبر علم النفس الاجتماعي وعلم الشعوب؟

-تتطلب مكافحة الإرهاب استراتيجية واسعة النطاق على المستويات العسكرية والسياسية والإيديولوجية، والعراق حكومة وشعبا، والممثلين الشرعيين للشعب السوري، ودول المنطقة كالكويت ودول الخليج العربي، وتركيا وإيران، والقوى الغربية والولايات المتحدة التي قادت التحالف في وقت سابق.

كما أن الوضع معقد، وينبغي التمييز فيه بين ما يسمى بالإسلام المتطرف الذي يتعاطف ويدعم "داعش" وبين المسلمين الذين يحاولون الحفاظ على مجتمعهم واحترام معتقداتهم، ولكن البعض يحرف معاني الإسلام، ويحاول تقديمها بصورة دموية كـ "داعش".

• هل هناك أي تعاون استخباراتي بين النظام السوري والحكومة البريطانية؟

-لا أعلّق على التعاون الاستخباراتي، ولكن هاموند قال إن حكومته لا تتعاون مع نظام يقوده الرئيس بشار الأسد، قتل الآلاف من شعبه.

• لوّح وزير الخارجية البريطاني بتوجه بلاده لدراسة قانون لاتهام البريطانيين الذين يقاتلون مع "داعش" بالخيانة، ما تعليقكم؟

-هناك نقاش سياسي في بريطانيا حول هذا الموضوع، وأفضّل ألا أخوض في تصريح الوزير، ولكن أعتقد أن أي دولة غربية أو الكويت لديها مسؤولية رئيسية لضمان أمن الشعوب التي تمثلها، وما يمكن استخلاصه من تصريح هاموند هو أن حكومتنا مستعدة لاتباع كل الإجراءات الممكنة لحماية شعبها من الأذى ضمن إطار القانون، أما بخصوص تعريف الخيانة في القرن الحادي والعشرين فأفضّل تركه للمختصين.

العراق

• ما تعليقكم على تعيين وزيرين للدفاع والداخلية في العراق، وما هو نوع المساعدات التي تقدمونها؟

-إن سفيرنا في العراق يتعاون مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والحكومة العراقية وكافة أطياف المجتمع العراقي، وأخيرا عندما زار هاموند الكويت والتقى مسؤولين كويتيين وقادة من دول مجلس التعاون الخليجي خلال الاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، توجه إلى بغداد وأربيل، والتقى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني.

 إن تعيين وزيرين في هذه المناصب بعد تشكيل الحكومة الجديدة لأمر مشجع، وخصوصا أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كان جزءا من المشكلة باحتكاره هذه المناصب.

• هل تدعمون تقسيم العراق؟

-نحن ندعم عراقا موحدا، وتوفر المملكة المتحدة الدعم السياسي الكامل للعراق وقدمت الدعم العسكري لقوات البيشمركة، بالتعاون مع الحكومة العراقية المركزية والدعم الإنساني بالتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين.

 ونأمل أن تتمكن الحكومة الجديدة من اتخاذ قرارات بتوجه يحتوي الجميع وبناء على قواعد غير طائفية.

 من جهة أخرى، ندعم الحكومة العراقية دبلوماسيا عبر شركائنا الأوروبيين، وندعو إلى توزيع عادل للثروات والمسؤوليات ووحدة الأراضي العراقية.

اليمن

• اتهم الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، بريطانيا وعملاءها في الداخل بالسعي إلى إدخال اليمن تحت الفصل السابع، ما تعليقكم؟

-الوضع في اليمن مقلق للغاية، وسفارتنا هناك تعمل مع شركائنا الدوليين والخليجيين لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي، والتوجه نحو الحوار الذي دعت إليه المبادرة الخليجية، وليست لدينا أي أجندة خاصة كما يدعي البعض، ومصلحتنا في استقرار اليمن ومحاربة الفقر هناك.

كما أن أفعال الحوثيين المدعومين ربما من قبل البعض في المنطقة لا تساعد على الاستقرار بالمطلق.

فلسطين

• اعترف مجلس العموم البريطاني رمزيا بقرار غير ملزم بدولة فلسطين، فما تأثير ذلك على سياسة بريطانيا الخارجية؟

-قرار مجلس العموم لا يختلف عن سياسة الحكومة البريطانية الحالية، وستقوم بالاعتراف بدولة فلسطين مستقلة في الوقت الذي تختاره إلى جانب إسرائيل، عندما نعتقد أن هذا الاعتراف مفيد لعملية السلام بناء على حل الدولتين الذي ندعمه بقوة.

• هل يمكن لعملية السلام أن تنجح في ظل التوسعات الاستيطانية؟

-الوقت ليس في مصلحتنا، والاستيطان غير الشرعي ينبغي أن يتوقف من أجل المضي قُدما في عملية السلام وحل الدولتين، ونحن ناقشنا ذلك مع الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتنياهو.

إيران

• هل تتوقع نجاح المفاوضات النووية بين إيران ودول 5+1 قبل انتهاء المدة المحددة؟

-لدي أمل بذلك، ولكنه يجب على وزرائنا التأكد من التوصل إلى اتفاق مناسب والتأكد من مخاوفنا المشروعة بخصوص انتشار الأسلحة النووية، وأن يتم الاعتراف بحق إيران في إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية.

اسكتلندا

• هل ستصوت أجزاء أخرى من بريطانيا على الاستقلال؟

-لا أعتقد أن هناك من سيطالب في الوقت القريب بالاستقلال في بريطانيا، فالشعب الاسكتلندي حسم خياره، والأحزاب السياسية في كافة أرجاء المملكة اجتمعت من أجل القيام بالأفضل لشعوبها ولاستقرار المملكة.

back to top