واشنطن ستدرب المعارضة السورية على الدفاع لا الهجوم

نشر في 24-10-2014 | 00:06
آخر تحديث 24-10-2014 | 00:06
No Image Caption
إدارة أوباما تواجه تحدياً في تجنيد مقاتلين وسط ترددها في الالتزام بإرسال قوات برية وإسقاط الأسد
أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير نشرته أمس في صدر صفحتها الأولى بأن الولايات المتحدة ستدرب المعارضة السورية المعتدلة على مهام دفاعية فقط لا على الاستيلاء على المناطق التي سيطرد منها تنظيم "الدولة الإسلامية" تحت وطأة الحملة الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن.

ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مسؤولين أميركيين وآخرين في دول متحالفة مع واشنطن، مشيرة الى أن بعض هؤلاء عبروا عن  قلقهم حيال هذا الأمر، معتبرين أن هذه المقاربة خاطئة.  

فرق برية أميركية

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة يعتبرون عنصرا اساسيا في الاستراتيجية التي وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما لهزيمة "داعش"، فإن بعض المسؤولين يعتقدون أن وحدات المعارضة السورية المجمعة حديثاً لن تكون قادرة على انتزاع السيطرة على مدن رئيسية من مسلحي "داعش" دون مساعدة من فرق برية أميركية، الأمر الذي ترفضه وتستبعده إدارة الرئيس باراك أوباما حتى الآن.

ولفتت الـ"واشنطن بوست" الى أنه سيتم تكليف قوات المعارضة السورية التي تخضع للتدريب بمنع "داعش" من توسيع نطاق عمله خارج المساحات الشاسعة من الأراضي التي يسيطر عليها بالفعل.

«ثغرة كبيرة»

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي معني ببرنامج تدريب المعارضة السورية رفض الكشف عن اسمه قوله:""لدينا ثغرة كبيرة في استراتيجيتنا. نحن بحاجة إلى قوة سورية معتدلة ذات مصداقية"، ويضيف أنه بالرغم من ذلك "نحن على استعداد لفعل كل ما يلزم لبناء هذه القوة".

الدعم الجوي والإجلاء الطبي  

وبحسب التقرير، لا يرغب القادة العسكريون الأميركيون في دفع المقاتلين السوريين إلى معارك واسعة النطاق مع مقاتلي "داعش" المسلحين جيداً، إذا لم يتمكنوا من استدعاء دعم جوي بطريقة سريعة خصوصاً من أجل عمليات الإجلاء الطبي، ويضع هؤولاء القادة في الاعتبار كيف انهارت القوات الأميركية في العراق وأفغانستان دون هذ النوع من الدعم خلال السنوات الأولى من الحرب في تلك الدولتين.

وأشار التقرير الى أن الطائرات العسكرية الأميركية أو الحليفة لا يمكن أن توفر هذا النوع من المساعدة دون معلومات دقيقة عبر قنوات اتصال وموجات إذاعية (الراديو) آمنة.

المشورة

ويريد المسؤولون العسكريون أيضا من الولايات المتحدة وحلفائها تأمين قوات للعمليات الخاصة تقدم المشورة لمقاتلي المعارضة لمساعدتهم على القتال بفعالية وتقليل فرص تفكك الوحدات القتالية الحديثة في خضم المعركة.

ويقول ضابط عسكري أميركي رفيع يملك خبرة واسعة في تدريب القوات المسلحة العراقية والأفغانية: "لا يمكنك أن ترسل الى الميدان قوة مقاتلة بشكل فعال إذا لم تكن على الأرض لتقديم المشورة والمساعدة لها".

تحدي التجنيد

وتنص خطة إدارة أوباما على أن تقوم قوات العمليات الخاصة الأميركية بتجنيد المعارضين السوريين المعتدلين في تجمعات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ودول أخرى. وسيتم نقل هؤلاء إلى المملكة العربية السعودية، ويخضعون لتدريب مدة ثمانية أسابيع، ثم يرسلون إلى جيوب صغيرة داخل سورية تسيطر عليها بالفعل قوات "الجيش السوري الحر" ومجموعات مسلحة معتدلة أخرى. ومن المتوقع أن يتم نشر الوحدة الأولى من المقاتلين المدربين خلال ستة أشهر.

قوة دفاعية

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول عربي رفيع ينتمي الى إحدى دول الائتلاف ضد "داعش" ووصفته بأنه مطلع على خطة التدريب الأميركية قوله "الخطة هي أن يقوم هؤلاء بحماية المناطق التي تم تطهيرها"، وأضاف: "في نهاية المطاف سيكون هؤلاء قوة دفاعية أكثر منها قوة هجومية".

وقال اللفتنانت جنرال وليام مايفيل، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لصحيفة إن مقاتلي المعارضة سيتلقون "التدريب الأساسي لتأمين قراهم".  وأضاف: "سيكون لهم بعض التأثير ولكنه لن يكون حاسماً" في المعركة ضد "داعش".

وعبرت الصحيفة عن القلق من أن الاكتفاء ببناء قوة دفاعية للمعارضة قد يسمح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة الأراضي التي فقدها لمصلحة "داعش".

مستشارون أميركيون

ويقول مسؤولون أنه من السابق لأوانه التركيز على مسألة ما إذا كان يجب نشر مستشارين أميركيين الى جانب القوة السورية الجديدة، مضيفين أن هناك قلقا أكثر إلحاحا يشكل تحديا للادارة، وهو كيفية تجنيد شبان مقاتلين من داخل تجمعات اللاجئين السوريين في دول الجوار، خصوصا أن واشنطن لا تريد سحب عناصر "الجيش الحر" من قلب المعركة داخل سورية، في حين أن أولئك الذين فروا من البلاد كلاجئين قد لا يرغبون في العودة.

عدم الالتزام

وتشدد إدارة أوباما على أن العراق هو الهدف الرئيسي لاستراتيجيتها لا سورية، ويؤكد مسؤولون في الإدارة أن الغارات على سورية لا تهدف إلى طرد مسلحي "داعش" بل الى تدمير البنية التحتية للتنظيم، واستهداف مصادر إيراداته وهيكله القيادي الذي مكنه من العمل بنجاح في العراق.

ويشعر المتشككون في سياسة إدارة أوباما داخل "البنتاغون" والكونغرس بالقلق من ان عدم التزام الولايات المتحدة بشكل واضح بمساعدة القوة الجديدة سيعوق جهود التجنيد. ويضيفون أن عدم رغبة الإدارة في الالتزام بإسقاط نظام سيدفع العديد من المعارضين المعتدلين الى الجلوس على الهامش.

ماكين: لن نحصل على متطوعين

ويقول السناتور الأميركي الجمهوري النافذ، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "انه أمر غير أخلاقي أن نسأل هؤلاء الشباب القتال والموت فيما لن نقدم لهم الحماية من قنابل وبراميل بشار الأسد أو من داعش"، مضيفاً بحزم: "بهذه الطريقة لن نتمكن من الحصول على متطوعين".

وأكد مسؤول رفيع  في وزارة الدفاع أن إدارة أوباما "ملتزمة بضمان أن تنجح هذه القوات". واشار مسؤولون آخرون الى أنه يكن أن تستعين الولايات المتحدة بالعمليات السرية الاستخبارية وبمتعاقدين أمنيين من القطاع الخاص لتقديم المشورة القتالية للسوريين ولاستدعاء الدعم الجوي، أو قد يطلب من الدول العربية التي شاركت في الائتلاف إرسال بعض من وحدات العمليات الخاصة إلى سورية،  لكن مسؤولا عربيا كبيرا قال لـ"واشنطن بوست" انه من غير المرجح أن تستجيب الدول العريية لطلب كهذا إذا كانت الولايات المتحدة نفسها لن ترسل قوات الى سورية.

(واشنطن بوست)

back to top