لبنان: الراعي يخلط أوراق «التمديد» ويدخل في «أزمة صامتة» مع الحريري

نشر في 23-10-2014 | 00:05
آخر تحديث 23-10-2014 | 00:05
No Image Caption
جدل «الهبة الإيرانية» يشتعل بعد موقف واشنطن
حتى ظهر أمس الأول كان التمديد للمجلس النيابي على قاب قوسين أو أدنى، خاصة ان كل العدة السياسية والنيابية باتت جاهزة ولا ينقصها إلا الترجمة العملية، لكن القنبلة التي فجرها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مساء امس الأول، بإعلانه انه ضد التمديد للمجلس النيابي مهما تكن الظروف، وانه لن يبارك هذا التمديد لأحد، فرملت قطار التمديد لوقت قصير، مع رفع سيد بكركي الغطاء المسيحي عنه، والذي كان يعول عليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كثيرا.

وذكرت مصادر متابعة ان "تصريح البطريرك سيترك بعض الفتور في العلاقة بين البطريركية والرئيس الحريري، وما يشبه الازمة الصامتة"، لافتة إلى أن "كلام البطريرك قوض كل الجهود التي يقوم بها الحريري من أجل تأمين إجماع مسيحيي 14 آذار للتمديد".

إلى ذلك، نقل النواب بعد لقاء "الاربعاء النيابي" امس عن الرئيس نبيه بري انه "اذا ما اقر مجلس النواب التمديد فيجب ان تتضمن الاسباب الموجبة للقانون في مثل هذه الحال انه في حال جرى انتخاب رئيس الجمهورية، واقر قانون جديد للانتخابات النيابية يصار فورا الى اجراء الانتخابات".

وشدد بري على ان "الاولوية بالنسبة للوضع الامني هي العمل على تعزيز الجيش عدة وعددا". وعن سلسلة الرتب والرواتب قال: "تجري مناقشة الايرادات في ضوء الملاحظات التي وردت من وزارة الدفاع حول سلاسل العسكريين. وهذا النقاش لم يحسم بعد".

في سياق منفصل، انتهت مهلة أهالي المخطوفين، التي كانوا ضربوها للحكومة، عند الساعة الثانية بعد ظهر أمس، وبينما كان بعضهم يتجه الى تصعيد التحرك، قرر جزء آخر تأجيل التصعيد بعد تطمينات وردتهم.

وتوجه بعض الشبان الى مدخل السراي الحكومي وحاولوا إشعال بعض الاطارات فحصل إشكال بين الاهالي المؤيدين والمعارضين، ما دعا قوى الأمن الداخلي الى احضار التعزيزات في محيط المكان.

بعد ذلك، توجه وفد من الأهالي الى منطقة الصيفي، وقطعوا الطريق الرئيسي أمام بيت "الكتائب اللبنانية" باتجاه جونية، مطالبين الجيش بالنزول الى الشارع والوقوف الى جانب رفاقهم المخطوفين، مؤكدين "اننا لن نرضى بأن يعود ابناؤنا شهداء".

إلى ذلك، توجه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور الى ساحة رياض الصلح، وطلب من أهالي المخطوفين العودة الى مكان اعتصامهم للقائه، متمنيا عليهم فتح الطريق.

ولاحقا، فتح الاهالي طريق الصيفي بعد تطمينات من أبوفاعور.

وبعد التحذير الأميركي - الفرنسي المعلن أمس للبنان من قبول الهبة العسكرية الإيرانية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم أن بلادها "تنتظر الرد من الجانب اللبناني لكي نرسل تلك المساعدات".

واثار الموقف الأميركي والفرنسي ردود فعل داخلية. ورأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أمس أن "لهذه الهبة أهدافا سياسية لا أمنية جدية، لو أرادت إيران فعلا تسليح الجيش وإعطاءه الإمكانيات كان عليها في البداية أن تمكنه من أن يتأمن له الغطاء السياسي الكامل في لبنان عبر نزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش"، لافتا إلى أن "لدى حزب الله سلاحا يكفي لدعم الجيش، وعندها لن يكون هناك كلام عن انتقال أسلحة من إيران وحديث عن تجاوز للقرار الدولي".

في المقابل، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس اعتباره أن "الهبة الايرانية تساهم في تعزيز الجيش عدة وعددا"، في حين أطلقت شخصيات من قوى 8 آذار مواقف أكثر حدة مهاجمة واشنطن ومدافعة عن الهبة الإيرانية.

لندن توسع «تدريب وتجهيز» الجيش

أعلنت بريطانيا أمس عزمها زيادة دعمها العسكري للجيش اللبناني في مواجهة تداعيات النزاع في سورية المجاورة، عبر تقديم تجهيزات اضافية لافواج الحدود البرية، حسبما جاء في بيان صادر عن السفارة البريطانية أمس.

وذكرت السفارة، في البيان، أن رئيس أركان الدفاع البريطاني الجنرال نيكولاس هوتون قام الثلاثاء بزيارة هي الثانية له للبنان، حيث اجتمع مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وكبار الضباط.

وقال هوتون، وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة في بريطانيا، بعد الزيارة، حسبما جاء في البيان، "انا معجب بالعمل الذي تقوم به القوات المسلحة اللبنانية لحماية امن لبنان وسيادته، واحتواء امتداد الأزمة من سورية".

واعلن ان بلاده تعتزم "توسيع برنامج التدريب والتجهيز المستمر لتعزيز امكانيات افواج الحدود البرية للقوات المسلحة اللبنانية"، موضحا ان هذه الخطوة تشمل "توفير سيارات لاندروفر ديفندر، ومعدات الحماية الشخصية، ومراكز محمية لمراقبة الحدود، ومعدات لاسلكية".

back to top