"اهمال جنائي" وراء مصرع رئيس "توتال" في روسيا

نشر في 21-10-2014 | 14:38
آخر تحديث 21-10-2014 | 14:38
No Image Caption
اكدت لجنة التحقيق الروسية الثلاثاء ان الحادث الذي اودى بحياة رئيس مجلس ادارة المجموعة الفرنسية النفطية العملاقة توتال كريستوف دو مارجوري في مطار فنوكوفو غي موسكو نجم عن "اهمال جنائي" من قبل ادارة المطار.

وقالت اللجنة ان "الامر لا يتعلق بتضافر ظروف بل باهمال جنائي للمسؤولين" الذين اخفقوا في تنسيق عمل موظفيهم"، موضحة ان بعض اعضاء ادارة فنوكوفو الذين يمكن ان يعرقلوا التحقيق سيتم "تعليق مهامهم قريبا".

دو مارجوري رب عمل متميز ومدافع شرس عن توتال (سيرة)

تميز كريستوف دو مارجوري رئيس مجلس ادارة توتال المتميز الذي لقي مصرعه في حادث طائرة في موسكو، بروح النكتة الساخرة وارتياح مع وسائل الاعلام، فيما دافع بشراسة عن صورة المجموعة النافذة والمثيرة للجدل.

تولى دو مارجوري (63 عاما) الرجل الذي عرف بشاربيه الكثيفين منصب المدير العام لشركة النفط العملاقة الفرنسية في 14 فبراير 2007. وكان سابقا الرجل الثاني للمجموعة في اثناء توليه رئاسة قسم التنقيب والانتاج اعتبارا من 1999.

في مايو 2006 بدا تعيينه من قبل رئيس مجلس الادارة تياري ديماري ليخلفه كمدير تنفيذي فيما احتفظ هو برئاسة مجلس الادارة، امرا منطقيا، بعد حياة مهنية طويلة لدى توتال توجت بتعيينه رئيسا لمجلس الادارة عام 2010.

حصل دو مارجوري على شهادته من المدرسة العليا للتجارة في باريس، وتميز باختلافه في مجموعة سادت فيها ثقافة مهندسين.

ترعرع كريستوف جاكان دو مارجوري المولود في 6 اغسطس 1951 في عائلة دبلوماسيين ومدراء شركات. وبالرغم من انه حفيد بيار تيتانجيه مؤسس امبراطورية المنتجات الفاخرة والشمبانيا التي تحمل الاسم نفسه، لم يتبع اعمال العائلة.

عام 1974 انضم الى الادارة المالية لشركة النفط الفرنسية السابقة وارتقى جميع مراتبها. بعد صعود بطيء انضم الى اللجنة الادارية عام 1992 وتولى الادارة العامة لتوتال الشرق الاوسط عام 1995.

هذه التجربة اكسبته شهرة كمفاوض لا مثيل له ومطلع بدقة على منطقة استراتيجية لا سيما بالنسبة الى شركة نفطية.

وروى احد المدراء بعد تولي دو مارجوري اعلى مناصب المجموعة ان "احدى نقاط قوته الاهم هي تمكنه من انشاء وابقاء علاقات شخصية وثيقة مع قادة تلك الدول. فقد كثف اللقاءات وجها لوجه والرحلات وفرض وجود المجموعة في المنطقة".

عام 1999 بعد اندماج توتال مع مجموعة بتروفينا البلجيكية، تولى دو مارجوري الادارة النافذة لقسم التنقيب والانتاج التي تولاها من قبله ديماري. وقد احتفظ بهذا المنصب بعد استحواز توتال على شركة ايلف اكيتان في العام نفسه.

صنع دو مارجوري لنفسه سمعة مدير متحمس ومنفتح على النقاش. وافاد زميل له انه "يتلاعب بالفكاهة بقدرة هائلة مع الاحتفاظ دوما بالحزم والتصميم".

وصل كريستوف دو مارجوري الى راس توتال وسط كم من المتاعب القضائية، من القضايا المتعلقة بغرق ناقلة النفط اريكا عام 1999 (التي ستؤدي الى ادانة المجموعة) الى عدة قضايا حول اتهامات بالفساد.

بعيد تعيينه امضى دو مارجوري اكثر من 24 ساعة موقوفا ومغلل اليدين بعد تجريده من حزامه ونظارتيه في اطار قضية فساد على علاقة بايران.

كما طالته قضية "النفط مقابل الغذاء" في العراق، وامضى ثماني سنوات من الملاحقات تخللتها محاكمة طوال شهر قبل حصوله على تبرئة مدوية في محكمة الجنح في باريس، مثل المتهمين الاخرين جميعا.

في عالم الاعمال الذي يتوخى اللباقة، تميز دو مارجوري بصراحته الفجة. بالتالي تمكن من البقاء في الاذهان واثار جدلا وطنيا في ابريل 2011 عبر توقعه ان يتجاوز سعر الوقود يوما ما 2 يورو لليتر.

كما رد دو مارجوري بلا كلل على الانتقادات الموجهة الى مجموعته سواء بشأن بدء انشطتها في بورما او انفجار معمل آ زد اف في تولوز، وكذلك ارباحها الهائلة واستغلال الغاز الحجري الذي ندد بمنعه في فرنسا.

وصرح في مايو 2009 ان "اغلبية الناس عندما يسمعون حديثا عن توتال يجهلون ما هي لكنهم يعتقون انها سيئة".

تحت ادارته سرعت توتال في السنوات الاخيرة استثماراتها في الاستكشاف لتلبية اهداف طموحة على مستوى تنمية انتاجها النفطي، فيما اوقفت حيزا مهما من الانشطة.

وتعتبر روسيا بلدا مهما في استراتيجية المجموعة التي تطمح الى تحويلها الى منطقة انتاجها الرئيسية للمحروقات مع حلول 2020.

في الوقت نفسه، لم تتردد المجموعة في اعادة هيكلة انشطتها في فرنسا، فاغلقت مصفاتها في دانكرك عام 010، واعادت ترتيب مجمعها البتروكيميائي في كارلنغ في منطقة موسيل على ما اعلنت في العام الفائت.

وكان دو مارجوري متزوجا واب لثلاثة اولاد.

back to top