هل تدخل «البيشمركة» إلى سورية؟

نشر في 21-10-2014 | 00:16
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:16
No Image Caption
السلاح الأميركي لـ «وحدات الحماية» يدفع أنقرة إلى البحث عن ضمانات
يبدو أن المعركة المتواصلة في مدينة كوباني السورية- الكردية الحدودية مع تركيا، منذ أكثر من شهر، قد تجاوزت حدودها الضيقة، وباتت عاملاً مفجراً للملف الكردي المعقد، الذي يلقي بثقله على 4 دول في المنطقة هي تركيا، والعراق، وإيران، وسورية.  

والجديد الذي شهدته معركة كوباني هو مبادرة واشنطن مساء أمس الأول إلى مد المقاتلين الأكراد في المدينة، الذين ينتمون إلى «وحدات حماية الشعب»، الجناح المسلح لحزب «الاتحاد الديمقراطي» السوري الكردي بالسلاح والمعدات الطبية جواً.

في المقابل، أعلنت تركيا أنها ستسمح لقوات «البيشمركة» الكردية العراقية، التي تعتبر بمنزلة الجيش الرسمي لإقليم كردستان العراق، بعبور حدودها إلى سورية للقتال في كوباني.

وتلقفت أربيل هذا الموقف التركي على الفور، وأكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق جبار ياور، أن الإقليم مستعد لإرسال قوات دعم من البيشمركة إلى كوباني براً أو جواً.

وتصف أنقرة حزب «الاتحاد الديمقراطي»، و«وحدات حماية الشعب» بأنها الفرع السوري لحزب «العمال الكردستاني» التركي المصنف جماعة إرهابية في تركيا، والولايات المتحدة، ودول غربية.

وعلى الضفة الأخرى، تشهد العلاقات بين أنقرة وأربيل تقارباً متزايداً. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني اصطدم مع زعيم حزب «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم، عندما حاول الأول توحيد الأحزاب الكردية السورية تحت عباءته.

ورأى مراقبون أن أنقرة تحاول عبر اقتراح إدخال البيشمركة إلى المناطق السورية الكردية ضمان عدم وقوع هذه المناطق تحت نفوذ حزب «العمال الكردستاني».

ورفض أردوغان أمس الأول تسليح «وحدات حماية الشعب»، كما رفض فتح الحدود للمقاتلين الأكراد الأتراك للدخول إلى كوباني، وهو اقتراح تقدم به المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا وأيدته فرنسا، ولاقى دعماً أوروبياً من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا أمس في لوكسمبورغ.

وحاولت واشنطن تهدئة مخاوف أنقرة من إمداد «وحدات حماية الشعب» بالسلاح. وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول بنظيره التركي، وأبلغه بالخطوة الأميركية قبل حدوثها.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إلى إندونيسيا أمس تعليقاً على إسقاط مساعدات عسكرية وطبية للأكراد: «تحدثنا مع السلطات التركية. أنا تحدثت وتحدث الرئيس لكي نوضح تماماً أن هذا ليس تحولاً في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة»، مضيفاً أن ذلك كان «إجراء لحظياً»، وأضاف كيري أن «إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية أمر غير مسؤول، كما أنه صعب أخلاقياً».

back to top