«الأشغال»: 45% نسبة إنجاز مشروع تطوير شارع عبدالناصر

نشر في 18-10-2014 | 00:08
آخر تحديث 18-10-2014 | 00:08
متابعات حثيثة للإبراهيم وجولات غير معلنة على المشاريع لإنجازها في مواعيدها بالمواصفات المعتمدة
يواصل مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر تقدمه في البناء والإنشاء بخطى ثابتة وفق برنامجه الزمني، وبمتابعة مستمرة لوزارة الأشغال، حتى اتضحت معالم المشروع في العديد من الأماكن، معلناً عن أضخم الطرق على مستوى العالم التي تنشأ بأيد وطنية وبخبرات عالمية.

ومن المتوقع أن تنتهي أعمال المشروع التي بدأت مطلع مايو ٢٠۱۱ وأنجز 45٪ منها خلال الموعد المحدد في ٢٨ أكتوبر ٢٠۱٦، أي بمدة إنجاز قدرها ٢٠٠٨ أيام، علماً بأن المشروع الحيوي من شأنه أن ينعش المنطقة الغربية لمدينة الكويت التجارية (العاصمة)، حيث يمتد من دوار بوابة الجهراء (دوار الشيراتون) حتى شرق منطقة غرناطة شمال العاصمة، ويعد المشروع بمنزلة البنية التحتية للعديد من الجهات الحكومية والتعليمية والصحية وغيرها، ومنها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمستشفيات الرئيسية الواقعة بالمنطقة المحاذية للطريق، إضافة إلى مؤسسة الموانئ الكويتية، ما سيساهم في تسهيل حركة الوصول والخروج من تلك الأماكن وإليها.

كشفت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال العامة عن تقدم أعمال تطوير شارع جمال عبدالناصر المختلفة ببلوغها نسبة إنجاز 45 في المئة، لافتة إلى أن زيارات وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء المهندس عبدالعزيز الإبراهيم غير المعلنة على تلك المشاريع والمعلنة من خلال وسائل الإعلام المختلفة لا تتوقف لمتابعة كل الأعمال، وفق جدول زمني يضعه الوزير لتلك الزيارات.

وأشارت المصادر لـ»الجريدة» إلى أن أبرز الإنجازات الإنشائية في المشروع الانتهاء من تركيب 1400 قطعة من قطع الجسور، مما يعادل تركيب 119 سطحا كاملا باستخدام رافعتين معلقتين عملاقتين لتركيب القطع، حيث يبلغ وزن كل قطعة نحو 9 أطنان، ويتم تثبيتها عن طريق الرافعة الضخمة القادرة على حمل جميع القطع في آن واحد، من أجل تركيبها بالتقنية الحديثة المعروفة باسم «Span by Span»، وهي تركيب البحور الكاملة بالتوالي.

ولفتت إلى أن هذه التقنية أحدثت نقلة نوعية لكونها من أحدث التقنيات المستخدمة عالمياً لتركيب قطع الجسور مسبقة الصب، التي تم توظيفها في إنشاء الجسور في المشروع، بهدف السرعة في الإنجاز والتوفير في مساحات العمل، مبينة أن أعمال الأساسات الخرسانية بلغت حوالي 2500 خازوق عامل من أصل 3766، مع إنجاز جميع خوازيق الاختبار في كل المراحل الأخرى للمشروع، كما تم صب 198 قاعدة عامود من أصل 397 وتجهيزها بالكامل لصب الأعمدة الخرسانية عليها التي تم تشييد 152 منها وجار العمل على 30 أخرى.

وأوضحت أنه تم تشييد 80 تاجاً من تيجان الأعمدة التي تتكون من قطع الركائز الرئيسية، حيث ينطلق منها تركيب قطع الجسور مسبقة الصب والإجهاد بالرافعات المعلقة الآلية والضخمة، كما تم فعلياً صب نحو 50 في المئة من بلاطة الطريق الخرسانية الخاصة ببناء النفق بتقاطع شارع جمال عبدالناصر مع الطريق الدائري الثاني، واستكمال تشييد الحوائط الساندة على الجانبين، إضافة إلى أن المتعهد تمكن من إنتاج نحو 4625 قطعة من قطع الجسور من أصل 8600، والتي يتم تصنيعها وتخزينها في ساحة الصب والإجهاد المسبق في منطقة الدوحة.

مراحل تنفيذ المشروع

وبينت المصادر أن أعمال المشروع تم تقسيمها على خمس مراحل، تتم مباشرتها بطريقة متزامنة، بهدف تجنب ازدحام المرور في أوقات الذروة، وتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى كل المناطق والخدمات القائمة على جانبي الطريق، وتستهل تلك المراحل بالمرحلة الأولى التي تبدأ من الطريق الدائري الأول (قصر السلام) وتنتهي عند طريق المطار، بينما المرحلة الثانية تبدأ من دوار مستشفى الصباح وتنتهي عند منطقة غرناطة باتجاه منطقة الصليبيخات.

 فأما المرحلة الثالثة فتبدأ من تقاطع مستشفى الرازي وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي، وأما المرحلة الرابعة فتبدأ من طريق المطار وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي، بينما المرحلة الخامسة والأخيرة فتختص بتقاطع طريق الغزالي فقط.

أسباب التقسيم

وأوضحت المصادر أن أسباب تقسم المشروع إلى خمس مراحل تعود إلى أن تقسيم تحويلات المرور يسهل الحركة أثناء التنفيذ، إضافة إلى تسهيل عمليات نقل الخدمات والمرافق على مراحل وفقاً للمواصفات التقنية لهذه الخدمات، والعمل على الانتهاء من جزء كبير من أعمال المرحلة الأولى بالتحديد في مرحلة مبكرة، إضافة إلى أن أعمال تركيب الجسور القطعية تتطلب العمل على مراحل متتالية.

تحديات تواجه المشروع

وأفادت بأن مشروع تطوير طريق جمال عبدالناصر الضخم وشبكاته المميزة يتم تشييده وسط تحديات كبيرة تسعى وزارة الأشغال العامة بتوجيهات مباشرة من الوزير الإبراهيم إلى التغلب عليها، من خلال التنسيق المباشر مع الجهات الحكومية المختلفة.

 ولفتت إلى أن هذه التحديات تتمثل في ضيق مساحات العمل، ووقوع المشروع في منطقة حيوية مأهولة بالسكان، مما يتطلب إنجاز العمل بأقل نسبة من الإزعاج، إضافة إلى كثافة المرور الكبيرة على الطريق القائم، نظراً لوجود المستشفيات والجامعات والمعاهد الجديدة، وإجراءات شحن المعدات والآلات الكبيرة المستقدمة من الخارج وعمليات اعتمادها وإدخالها، إضافة إلى عوامل الطقس وغيرها التي تؤثر نسبياً على عمليات صب الخرسانات والإنتاجية في الموقع.

مميزات المشروع

وأكدت مصادر وزارة الأشغال أن مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر له مميزات عديدة، أهمها انه أحد أكبر مشاريع العالم في الطرق متعددة الأدوار، إضافة إلى الاستعانة بالخبرات المحلية والعالمية التي تقوم على تنفيذه بأعلى دقة وحرفية وجودة.

وقالت «يتم تركيب قطع الجسور بواسطة الرافعات الآلية المعلقة المتنقلة بتقنية تركيب مجموعة من القطع في آن واحد، والتي تضمن الكفاءة من حيث الوقت والتكلفة وجودة التركيب، إضافة إلى الالتزام والتشدد في تنفيذ عمليات المشروع طبقاً لمواصفات العقد من قبل الوزارة بالتعاون مع مقاول عالمي، وإنشاء تحويلات المرور بالمعايير الهندسية العالمية المطابقة للشروط من حيث الأمن والسلامة والإشارات الضوئية، وتصميم المنحدرات الملائمة لسرعة السائقين وبدون تفرقة بين تنفيذه وتنفيذ الطريق الجديد بلا استثناءات، مما يضمن أعلى مستوى للطريق.

وأوضحت أن ساحة الصب الخاصة بالمشروع تم إنشاؤها على مساحة 130.000 م2 مغطاة لضمان سلامة العاملين وراحتهم، إلى جانب الجودة المضمونة للخرسانة، إضافة إلى أنها مزودة بأحدث الآليات لتصنيع قطع الجسور بالمواصفات العالمية.

تدريب الكوادر الوطنية

وأكدت المصادر أن وزير الأشغال وزير الكهرباء والماء، م.عبدالعزيز الإبراهيم، أعطى تعليمات مباشرة بأهمية اعتناء القائمين على المشروع بوضع برامج وآليات لتدريب الكوادر الوطنية من مهندسين جدد وطلبة جامعات والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والتي تشمل دورات في الجانب النظري من خلال المحاضرات في مكاتب المشروع، وكذلك في الجانب العملي من خلال الزيارات الميدانية لمواقع العمل ولساحة الصب المسبق لوحدات الجسور.

المسؤولية الاجتماعية

وقالت المصادر إن مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر يساهم بمبادرات مبتكرة يقوم من خلالها بتفعيل دوره في المسؤولية الاجتماعية بشكل دوري، وفقا لالتزامه كأحد أضخم مشاريع التنمية على مستوى العالم، بتطبيق المعايير الدولية وتقديم الدعم والعطاء لخدمة المجتمع عن طريق المشاركات التعليمية، والبيئية، والخيرية وغيرها.

وأشارت إلى أن المشروع تبنى أول برامج المسؤولية الاجتماعية، تحت مسمى «Helmets For a Cause» أو «خوذ السلامة المعبرة عن الخير»، بالتعاون مع مجموعة شباب الخير الكويتية، ومركز الكويت للتوحد، حيث قامت مجموعة من طلبة مركز التوحد بأعمال إبداعية تساهم في ترسيخ روح الوطنية في نفوس الطلبة، من خلال تمثيل معالم ورموز دولة الكويت على خوذ الأمان التي قدمها مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر للمركز لإبراز مواهب الطلبة في الفن التشكيلي والرسم، والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة.

وكانت وزارة الأشغال قد باشرت أعمال مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر في ۱ مايو ٢٠۱۱ بكلفة إجمالية قدرها 242.42 مليون دينار، ومن المقرر أن يتم الانتهاء التعاقدي للمشروع في ٢٨ أكتوبر ٢٠۱٦ بمدة إنجاز قدرها ٢٠٠٨ أيام، ويقع المشروع في المنطقة الغربية لمدينة الكويت التجارية (العاصمة)، حيث يمتد من دوار بوابة الجهراء (دوار الشيراتون) حتى شرق منطقة غرناطة شمال العاصمة، ويعد المشروع بمنزلة البنية التحية للعديد من الجهات الحكومية والتعليمية والصحية وغيرها، ومنها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمستشفيات الرئيسية الواقعة بالمنطقة المحاذية للطريق، إضافة إلى مؤسسة الموانئ الكويتية، ما سيساهم في تسهيل حركة الوصول والخروج من تلك الأماكن المذكورة وإليها من خلال الفصل بين المسارات المرورية المختلفة العابرة والمحلية.

أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على مستوى العالم

يعد مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على الصعيد الدولي في المنطقة، ومن أهدافه الاستراتيجية رفع القدرة الاستيعابية المرورية للطريق، وترقية مستوى الأمان والسلامة المرورية، ما سيؤدي إلى خفض نسب الحوادث والتقليل من الازدحام المروري بشكل كبير، كما يعد المشروع من أهم مشاريع الخطط الإستراتيجية التي تنفذها وزارة الأشغال لتطوير شبكة الطرق في دولة الكويت، استعدادا لمتطلبات الحركة المرورية المستقبلية ورفع مستوى الخدمات لمستخدمي الطرق.

إجراءات بيئية معتمدة لمواكبة تنفيذ المخطط

أوضحت أن مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر يقدم الدراسات البيئية اللازمة إلى الهيئة العامة للبيئة بشكل دوري، وبما يفوق المتطلبات، منذ بدء أولى خطوات التصميم بالمشروع عام ٢٠٠٩ حتى الآن، بحيث تتضمن الدراسات مجمل التفاصيل عن آليات العمل في جميع مراحل المشروع، ضمن إطار الاشتراطات والضوابط البيئية المسموح بها، والمعتمدة من الهيئة، ويتم تنفيذ أعمال المشروع في الموقع ضمن الاشتراطات والمعايير البيئية التي يتم وضعها وتطويرها بشكل دوري من الهيئة العامة للبيئة.

وقالت إنه تم تعيين مقاول باطن متخصص ومعتمد لدى «البيئة» لرفع تقرير شهري، تراجعه البيئة، ويشمل سجل المراقبة اليومية لمنطقة المشروع، من خلال الزيارات اليومية والقياسات الميدانية لتحديد مصادر التلوث في الهواء والضوضاء في البيئة الخارجية، والضوضاء في بيئة العمل، والمياه الجوفية، ومياه الصرف الصحي، والمخلفات الصلبة والسائلة، وذلك للتأكد من توافر جميع المتطلبات، ومن ثم اقتراح أفضل السبل للحد منها، كما سيتم تعويض نسبة كبيرة من التشجير والتخضير الذي فقد أثناء عملية التنفيذ وتجميله وفق المعايير العالمية، من خلال تعيين مختبر متنقل لقياس الانبعاثات والملوثات، وتعيين عيادة متنقلة لسلامة العاملين، وعيادة خاصة مجهزة بالكامل في ساحة الصب المسبق، وتقديم محاضرات وتدريبات دورية عن الأمن والسلامة للعاملين، وإجراء مسابقات تحفيزية لأفضل عامل اتبع إرشادات الأمن والسلامة، وتطبيق المعايير العالمية على جميع العاملين والزائرين لمواقع العمل، من حيث الخوذ والسترات وكذلك اللافتات والحواجز والإشراف.

معالم المشروع اتضحت في غرناطة والدائري الثاني وشارع المستشفيات

أشارت المصادر إلى أن المناطق التي بدأت معالم المشروع في الظهور بها هي غرناطة، حيث انطلقت أعمال تركيب قطع الجسور بالرافعة المعلقة الأولى، وتقاطع الدائري الثاني، والذي اتضحت أعمال النفق به، وشارع المستشفيات الذي يشهد أعمال انطلاق تركيب قطع الجسور بالرافعة المعلقة الثانية، والمنحدرات في المرحلة الثانية من المشروع.

back to top