«ما يدرون وين الله قاطهم»

نشر في 20-09-2014
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب لقد أصبح انتشار الفساد الإداري في مؤسسات وهيئات الدولة شيئا لا يمكن السيطرة عليه، فلقد استفحل وانتشر مثل السرطان مدمراً كل ما يلاقيه في طريق انتشاره، وبدأ هذا المرض ينتشر في البذور والطاقات الجديدة.

وعلى الرغم من أن فايروس هذا المرض جديد فإنه خطير، وسرعان ما ينتشر في جسد المجتمع، وانتشاره مركز على القاعدة، والركيزة الأساسية للمجتمع التي تمثل النسبة العظمى فيه ألا وهي الشباب.

فعندما يصدر تعليق ممن هم مسؤولون عن القواعد الجديدة للمجتمع على أنها غير مؤهلة وغير قادرة على العمل في مستوى أعلى من مستوى تعليمها أثناء الدراسة، فطالبات التربية الأساسية ومربيات الأجيال القادمة، عندما يقول عنهن قسم التربية العملية إنهن غير مؤهلات للعمل في التدريس للمرحلة المتوسطة، فهذا طعن في قدراتهن، وإقرار من القسم بأن الدراسة في الكلية في واد وسوق العمل في واد آخر، هذا إذا علمنا أن وزارة التربية قد أوقفت التعيين في المرحلة الابتدائية منذ عامين مضيا تحت قرار (تسكين التعيين في المرحلة الابتدائية)، أي أن خريجي التربية الأساسية لن يتم تعيينهم في المرحلة الابتدائية، بل سيكون تعيينهم في المرحلة المتوسطة.

فأين إدارة كلية التربية الأساسية منذ عامين؟ بل أين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وعلى رأسها المدير العام من ذاك القرار؟ لماذا لم تواكب ذلك التغيير والمنحى لدى وزارة التربية، حتى تكون مخرجات الكلية موافقة لما يحتاجه سوق العمل؟

هذا الخلل ناتج عن الفساد الإداري الموجود في الهيئة، وعدم المبالاة التي هي عنوان لإدارات وأقسام كثيرة فيها، وللأسف الشديد هذه الأمور بحاجة إلى غربلة، وقرارات جريئة بتنحية من هم وراء هذا الإهمال واللامبالاة وعدم مواكبة التغيير والتجديد.

نقولها وبصريح العبارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أصبح ملفها مليئا بالفساد اللامبرر، وحديثنا عنها يطول وسنفرد له مقالة كاملة، واليوم سلطنا الضوء على قسم "ما يدرون وين الله قاطهم" لهز ضمائر المسؤولين.

فما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top