Babies ... فيلم وثائقي لكل أم

نشر في 20-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-09-2014 | 00:01
يُظهر فيلم وثائقي كيف يغذي الحب أربعة أطفال تربوا في أماكن مختلفة من العالم.
التعامل مع الأطفال صعب. فللأطفال حس دعابة قاسٍ. وقد يمضي الأطفال سنتهم الأول في لعق التراب، العيش من دون أي إشراف بالغ، واللعب مع البقر وينمون ليصبحوا أولاداً أصحاء وسعداء. وكل هذه أمور قد تتعلمها الأم من مشاهدتها الوثائقي المميز Babies الذي أُعد عام 2010.

كلما قابلتُ امرأة حاملاً أو رزقت لتوها بمولدها الأول، أحضها على مشاهدة الفيلم الوثائقي Babies. يتتبع هذا الفيلم السنة الأولى من حياة أربعة أطفال يعيشون في أفريقيا، منغوليا، طوكيو، وسان فرانسيسكو. لا تُعتبر الاختلافات الكبيرة في تربية هؤلاء الأطفال الوجه الوحيد الذي يجعل هذا الفيلم الذي مر على صدوره أربع سنوات مذهلاً (يُقص شعر الطفل الأفريقي بواسطة سكين كبيرة، ويُحمَل الطفل المنغولي من المستشفى إلى المنزل على متن دراجة نارية). يكشف هذا الفيلم أن الأطفال يبقون أطفالاً، بغض النظر عما ارتدوه من... كنت لأقول خفاضات، إلا أن اثنين فقط من الأطفال الأربعة ارتدوا حفاضاً.

أظن أنني أنظر إلى الأمهات الحديثات تماماً كما نظرت أمي إلي وإلى صديقاتي، فيما رحن يطالعن بنهم كتباً عن الأطفال، ويخصصن ساعات لتعديل المنزل ليصبح ملائماً لاستقبال مولود جديد. ونحن تماماً مثل أمهاتنا في السابق نصر على ألا يقترب أحد من طفلنا إن كان يعاني الرشح، أو حتى شاهد إعلاناً تلفزيونياً عن أدوية الرشح وهذا من باب الفكاهة طبعاً.

ما زلت أذكر النصيحة التي قدمتها لي أمي بشأن المصاصة. فبعدما قرأت بعض الكتب التي تحذر الأهل من كارثة وشيكة إذا سمحوا لطفلهم بالتلهي بالمصاصة باستمرار، أخبرت أمي أنني لن أعطي مصاصة لابنتي الصغيرة. أمضيت الليلة الأولى في المنزل مع طفلتي، فزارتني أمي خلال النهار. وعندما لاحظَت أمي أننا منهكتان لأننا لم ننم طوال الليل، وقفت في الردهة وكانت تضع مصاصة في فم طفلتي النائمة بهدوء. ثم نظرت إليّ وهي تبتسم مؤكدةً: {ستشكرينني ذات يوم}.

نعم شكراً أمي.

عندما بدأ عرض الفيلم Babies، قال معداه (المخرج توماس بالمز والمنتج آلن شابات) خلال مقابلة معهما أنهما اكتشفا خلال تصوير الفيلم أن الأطفال يكونون سعداء وأصحاء ما داموا ينعمون بالحب. وهذا درس قيم في هذا الفيلم.

أعتقد أن الأمهات الحديثات ينشغلن أحياناً كثيرة بتفاصيل دقيقة في حياة مولدهن، ما يشعرهن بتوتر وإجهاد لا داعي لهما. لذلك أنصحهن: اتركن مساحيق التعقيم، شاهدن هذا الفيلم، وأمضين مزيداً من الوقت في معانقة ومداعبة مولودكن الجديد. لا تقلقن، إذ لن يصيبه أي أذى.

back to top