الـ 100 يوم

نشر في 19-09-2014
آخر تحديث 19-09-2014 | 00:01
قد يعتقد البعض أن عدم الحديث عن الـ100 يوم ذكاء من المرشح الرئاسي كي لا يحاسبه أحد، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالشعب المصري يدرك تماما صدق من يقدم برنامجاً ويسعى إلى حل مشاكله سواء نجح في ذلك أم لا، وبين من يخدعه بكلام معسول ويتهرب من المحاسبة.
 د. محمد لطفـي الـ100 يوم تعبير انتشر في الشارع المصري بعد ثورة يناير، وازداد كثافة مع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مايو 2012 وبلغ ذروته في جولة الإعادة بين مرسي وشفيق، وكان الهدف منه التعرف على البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي، وما سيفعله في الـ100 يوم الأولى من حكمه، وما المشكلات التي سيحلها؟ لتتم محاسبته على ما قاله، وأصبح تعبير الـ100 يوم إنجازا يحسبه البعض لثورة يناير، فلم نكن نعرفه قبلها.

وبعد أن استثمر الانقلابيون الـ100 يوم الأولى من حكم مرسي في الإطاحة به، وبعد أن سارت 6-30 على خطى يناير لمحو جميع إنجازاتها جاءت الانتخابات الرئاسية بين صباحي والسيسي، ولم نسمع عن الـ100 يوم ولم يجرؤ أحد على مجرد التفكير أو السؤال عنها، فإذا لم يكن هناك برنامج انتخابي أصلاً (كما أعلن بنفسه المرشح الأقوى) فهل سيكون هناك 100 أو 1000 يوم؟!

قد يعتقد البعض أن عدم الحديث عن الـ100 يوم ذكاء من المرشح الرئاسي كي لا يحاسبه أحد، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالشعب المصري يدرك تماما صدق من يقدم برنامجاً ويسعى إلى حل مشاكله سواء نجح في ذلك أم لا، وبين من يخدعه بكلام معسول ويتهرب من المحاسبة. وبعيداً عن السؤال والمحاسبة، وماذا فعل؟ دعونا نعرف على الأقل ماذا قال في الـ100 يوم.

"مفيش" كلمة من أشهر كلمات الرئيس التي حفظها عنه الشعب، ويعني بها عدم وجود موارد تساعده في حل المشاكل والأزمات التي يعانيها المواطن وتثقل كاهله. قد يكون من الطبيعي أن يقول المواطن "مفيش" ويصمت أما أن يقولها الرئيس ولا يخبرنا ماذا سيفعل فأمر غريب؟ فما الفرق بين الرئيس والمواطن إن كان كلاهما يقول "مفيش" ويعجز عن الحل؟ دور الرئيس أن يبحث عن الحلول لا أن تكون "مفيش" هي الشماعة التي يتم تعليق الفشل عليها. لقد تمت الاستدانة من الدول الصديقة وغير الصديقة وأيضا "مفيش"... تم إلغاء الدعم ورفع أسعار البنزين لدرجة غير مسبوقة، وما زالت "مفيش" هي الكلمة الأثيرة والمفضلة، وازدادت الشكوى من انقطاع التيار وخلل الكهرباء و"مفيش" هي الإجابة النموذجية لكل الأسئلة.

"الشفافية" ثاني أكثر الكلمات شهرة في أحاديث الرئيس بعد القسم بأنه لا يحب القسم، والشفافية تعني أن ينظر الإنسان من خلال شيء ما فيرى ما وراءه، أما أن ينظر ولا يرى شيئاً ولا يعلم شيئاً فأمر آخر مختلف تماما. لقد تم إنشاء صندوق "تحيا مصر" لتبرعات المصريين وكان الرئيس هو القدوة وتبرع بنصف ما يملك وتبرع الجميع ولم نرَ شيئاً، ولم نعلم كم تم جمعه وأين صرف؟ جاءت المليارات من الجميع مساعدة لمصر ولم نعرف أين ذهبت؟ وبمناسبة الشفافية ما زال سؤال المقال الماضي قائماً: ما آخر أخبار جهاز علاج فيروس سي والإيدز؟

وفي النهاية هل يمكن أن نسأل: ماذا حدث في أزمة سد النهضة؟ لماذا لم يصدر قانون الانتخابات البرلمانية؟ ومتى ستحل مشكلة انقطاع الكهرباء؟ وهل سيتم تطبيق قوانين الكوادر الوظيفية التي صدرت؟ هل... متى... لماذا... أين... فقط نريد أن نعرف، فهل يمكن هذا ولو بعد 100 يوم أخرى؟

back to top