الأسد يصعّد في حمص والمعارضة تتقدم في دمشق

نشر في 18-09-2014 | 00:03
آخر تحديث 18-09-2014 | 00:03
No Image Caption
«داعش» يضم مقاتلين جدداً بعد خطاب أوباما و«يختفي» من شوارع الرقة والإنترنت
في محاولة لفك الضغط عن العاصمة السورية، التي تشهد تخومها أكبر مواجهات منذ صيف 2012، شنّت قوات الرئيس بشار الأسد هجوماً دموياً على ريف حمص، أسفر عن مقتل العشرات خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم قائد أكبر فصائل المعارضة في المحافظة.

مع احتدام المعارك في حي جوبر شرق وفي الريف المتاخم جنوب شرق وجنوب غرب دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل 25 شخصاً في قصف جوي من قوات النظام على مدينة تلبيسة في ريف حمص (وسط) الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، وذلك غداة قصف مماثل استهدف المدينة وقتل فيه 23 شخصاً.

وقال المرصد، في بريد الكتروني، إن من بين القتلى في هجوم تلبيسة الذي استمر طوال الـ24 ساعة الماضية، «أبوحاتم الضحيك قائد لواء الإيمان بالله، أكبر فصائل المعارضة السورية في ريف حمص الشمالي، وشقيقه محمد قائد كتيبة أنصار الحق، إضافة إلى 7 نساء وطفل».

وأوضح المرصد أن صاروخاً أطلقته طائرة حربية استهدف الضحيك وشقيقه وقيادات أخرى أثناء اجتماع في أحد مقار اللواء بالمدينة الواقعة في ريف حمص الشمالي.

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن اللتين تعتبران معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما يوجد مقاتلو المعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة، مثل أم شرشوح التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام.

معركة العاصمة

وفي دمشق، التي تشهد ترقباً أمنياً ومعاناة غير مسبوقين، ارتفع عدد المقاتلين المعارضين الذين قضوا في محاولة التسلل إلى حي الميدان في جنوب المدينة، الاثنين، واشتبكوا مع قوات النظام الى 18، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن بعض عناصر المجموعة المهاجمة تمكنت من الاختباء في مبنى بمنطقة الزاهرة القديمة وتهاجم النظام بين الفينة والأخرى.

وبينما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف هاون على أحياء في وسط المدينة، تسببت بمقتل شخصين أحدهما طفل، استمرت المعارك في حي جوبر شرق العاصمة، وفي الريف المتاخم لها جنوب شرق وجنوب غرب، ترافقت مع قصف مكثف جوي وصاروخي من قوات النظام، ما أسفر أمس الأول عن مقتل 12 شخصاً في بلدة حمورية (شرق)، ومدينة دوما (شمال شرق).

كما أعلن لواء أجناد الشام، أمس، قيامه لليوم الثاني على التوالي بقصف طال أحياء التضامن والمزرعة وعين الكرش والشعلان والعدوي وسط العاصمة.

«الجبهة» و«أحرار الشام»

وغداة إصابة القيادي بالجبهة الإسلامية جمال معروف مع عدد من مساعديه في غارة على مقره، الجبهة المرشحة لتلقي الدعم والتدريبات الأميركية في إدلب، أصدر القائد العام لحركة أحرار الشام المنضوية تحت لواء الجبهة الشيخ أبو جابر قراره الأول بتعيين قادة جدد، خلفاً لأسلافهم الذين قتلوا في تفجير رام حمدان بإدلب قبل أيام.

وأكّدت الحركة أن القرار تضمن تعيين الشيخ خالد أبي أنس الذي يعد من مؤسسي كتائب أحرار الشام نائباً للأمير العام، وأبي صالح الطحّان الذي كان يشغل نائب القائد العسكري العام أبي طلحة، القائد العسكري العام للحركة.

كما تضمن تعيين الشيخ أبي محمد الصادق، عضو المكتب الشرعي سابقا، المسؤول الشرعي العام للحركة خلفا للشيخ أبي عبدالملك.

وعيّن الشيخ أبوأنس نائبا لأمير الجبهة الإسلامية في حلب الدكتور عبدالعزيز سلامة، خلفا للشيخ أبي يزن الشامي، وأبوالبراء أميرًا لألوية وكتائب ريف حلب الشرقي خلفا للشيخ أبي جابر.

كما تم تعيين أبي محمود الإدلبي أميرا للواء بدر خلفا لأبي يمن رام حمدان، وأبي البراء أميرا للواء العباس العامل بإدلب، وتعيين الدكتور أبي حمزة الحموي قائدا للواء الإيمان، خلفا للشيخ أبي الزبير الحموي.

«داعش» و»النصرة»

من جهة ثانية، أكد المرصد، أمس، انضمام مقاتلين جدد لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحاً أن 162 شخصاً التحقوا بمعسكرات تدريب التنظيم في حلب منذ العاشر من سبتمبر، حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عزمه توسيع نطاق الغارات الجوية ضد التنظيم لتمتد لمعاقله في شمال سورية وشرقها.

ولا يمثل المتطوعون الجدد إضافة كبيرة لمقاتلي التنظيم، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القواعد الرئيسية للتنظيم موجودة في محافظتي الرقة ودير الزور، إضافة إلى حلب، حيث استولى في أغسطس على أراض من جماعات معارضة أخرى، واحتل قمم جبال استراتيجية.

ومنذ إعلان أوباما الحرب على «داعش»، يتوارى عناصر هذا التنظيم عن الأنظار في معقلهم بالرقة، حيث لم يعودوا يظهرون في الشوارع، وأعادوا نشر أسلحتهم وخففوا من ظهورهم الإعلامي.

وقال سكان المحافظة إن «الجماعة تنقل معدات كل يوم»، فيما قام ناشطو التنظيم بإغلاق صفحات كانوا يردون فيها على أسئلة على الإنترنت.

وفي محافظة حماة، استعادت جبهة النصرة والكتائب المقاتلة السيطرة على قريتي تل ملح والزلاقيات، وتمكنت من إغلاق الطريق الواصل بين مدينة محردة والسقيلبية بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها.

تحقيقات في إدلب

وفي إدلب، بدأت حكومة المعارضة، أمس، تحقيقاً في وفاة 15 طفلاً وإصابة عشرات آخرين بعوارض مرضية إثر حقنهم بلقاحات ضد الحصبة في بلدة جرجناز ومحيطها.

وأعلنت وزارة الصحة تشكيل فريق متابعة بإشرافها وبمشاركة من وزارة العدل، يضم جميع المنظمات والهيئات المسؤولة عن الحملة.

(دمشق، اسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

النظام يكشف عن 3 منشآت جديدة للسلاح الكيماوي

أفادت مصادر دبلوماسية وكالة رويترز أمس بأن النظام السوري كشف لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية عن ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية لم يعلنها من قبل.

وقالت المصادر إن من بين هذه المنشآت منشاة للأبحاث والتطوير ومختبراً لإنتاج غاز الرايسين السام، مضيفة أن سورية قدمت للمنظمة قائمة بتفاصيل المنشآت الثلاث في إطار المراجعة المستمرة للترسانة الكيماوية التي كانت تملكها دمشق.

(لاهاي- رويترز)

back to top