«الراقصة»... يشعل جدلاً حول حرّية الإبداع

نشر في 15-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-09-2014 | 00:01
No Image Caption
رغم انتهاء تسجيل حلقات «الراقصة» الذي يهدف إلى اكتشاف أفضل راقصة شرقية من دول عربية وعالمية، فإن البرنامج الجديد توقف عرضه موقتاً بعد الحلقة الأولى، بسبب ما وصفته القناة بظروف الحداد على استشهاد جنود لقوات الشرطة في تفجير إرهابي، وهو يعود إلى الشاشة مجدداً مع بداية سبتمبر وسط اعتراضات مستمرة منذ الإعلان عن تقديمه.
بلغت كلفة إنتاج برنامج «الراقصة» نحو 10 ملايين جنيه، توزعت بين ديكورات بنيت لتصويره تحديداً، وبين إقامة الراقصات في أحد الفنادق الضخمة لمدة شهرين تقريباً، وهي فترة التصوير والتحضير للبرنامج، بخلاف أجور أعضاء لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها التونسية فريال يوسف، السيناريست تامر حبيب، الراقصة دينا، فضلا عن كلفة سفر فريق العمل إلى بلدان عدة بحثاً عن مواهب جديرة بالاشتراك في البرنامج.

اعتراضات

كان البرنامج واجه اعتراضات، بعد صدور فتوى من علماء الأزهر بضرورة وقف عرضه واعتبار السماح لأي من القنوات التلفزيونية بإذاعته «أثم» يجب ألا يستمر، والمطالبة بتدخل الحكومة لوقفه.

مالك قنوات «القاهرة والناس» رجل الأعمال طارق نور رفض فكرة المنع بقرار حكومي على غرار ما حدث مع الفيلم السينمائي «حلاوة روح». وكانت قناة «القاهرة والناس» نفذت حملة دعائية ضخمة قبل بدء عرض البرنامج في الأول من سبتمبر، فقوبل بعاصفة من الانتقادات، فيما يقول البعض إن قرار وقف البرنامج جاء من مالك القناة شخصياً، لرغبته في عدم إحراج الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نفذ نور حملته الدعائية خلال الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن البعض يربط بين توجه القنوات الفضائية نحو الانفتاح والنظام السياسي القائم، مع أن فكرة البرنامج موجودة منذ سنوات وإن كان تنفيذها تعثر أكثر من مرة بسبب الظروف السياسية والأوضاع الأمنية.

البحث عن مواهب

أثارت الحلقة الأولى التي أظهرت جولة دينا في مهرجانات الرقص الشرقي بحثاً عن أفضل المواهب، عاصفة من الانتقادات، سواء من رجال الدين الذين اعتبروا البرنامج يحرض على الفسق، بتشجيعه للرقص الشرقي، أو من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين هاجموا البرنامج، فيما تبنى آخرون حملة للدفاع عنه مطالبين باستمرار عرضه وترك الحكم للجمهور وعدم فرض وصاية مسبقة عليه.

أهم الفنون

يقول السيناريست تامر حبيب عضو لجنة تحكيم البرنامج لـ»الجريدة» إن حرية الإبداع مكفولة طبقاً للدستور والقانون، ولا يتمنى أن يواجه البرنامج مصير فيلم «حلاوة روح»، وإلا ستكون الحرية مجرد كلام مكتوب على الورق، مشيراً إلى أن البرنامج لا يشجع على الفسق كون الرقص الشرقي أحد أهم الفنون المصرية منذ آلاف السنين.

يضيف أن الأزهر الشريف مؤسسة دينية يحترمها الجميع، ولم يعرض عليها البرنامج، ولا يجب أن يعرض عليها من الأساس، لأن دورها مرتبط بالدين والأمور الفقهية وليس ببرامج التلفزيون، مشيراً إلى أهمية أن يظل الأزهر منارة للعلم والعلماء وبعيداً عن الأمور غير المرتبطة بالدين.

وحول الانتقادات التي تواجه البرنامج كونه يهدف إلى اكتشاف راقصة جديدة، يؤكد حبيب أن الرقص الشرقي على غرار أي فئة في المجتمع، هو مهنة لها قانون وثمة ضوابط للعمل فيها، بالإضافة إلى الضرائب التي تسددها الراقصات إلى خزانة الدولة كل عام، فكيف تحصل الحكومة على أموال من مهنة غير لائقة إذا كان وصفها هكذا؟

وجهات نظر

يتابع أن الهجوم على البرنامج بدأ قبل عرضه ومن دون مبرر، مشيراً إلى ضرورة عدم الاستماع إلى أصحاب وجهات النظر المعارضة للبرنامج لمجرد فكرته، ذلك أنهم هاجموه بمجرد الإعلان عنه ومن دون النظر إلى محتواه وما يقدمه.

بدوره ينتقد الناقد طارق الشناوي الضغوط التي تمارس على مالك المحطة لإيقاف البرنامج  بقرار داخلي بعيداً عن القرار الحكومي، مشيراً إلى أن النظام يجب أن يدرك أن زمن فرض الوصاية على الأعمال الفنية انتهى تحت أي مسمى وبأي طريقة.

ضد المنع

من جهتها، تستغرب الناقدة ماجدة خيرالله الهجوم على البرنامج قبل مشاهدة حلقاته للحكم عليه، مشيرة إلى أن البرنامج يشبه في تفاصيله برامج اكتشاف المواهب الأخرى المنتشرة على المحطات الفضائية، وتشهد قبولا لدى الجمهور في أنحاء الوطن العربي.

ترفض خير الله فكرة وقف البرنامج بسبب الهجوم عليه من تيارات وأشخاص مختلفين، بغض النظر عن انتماءاتهم، مؤكدة عدم اللجوء إلى المنع في ظل وجود وسائل مختلفة للبث وتداول الفيديوهات.

back to top