ما علاج تساقط الشعر؟

نشر في 13-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-09-2014 | 00:01
No Image Caption
يشكل الشعر جزءاً مهماً من صورتك الذاتية. وإذا بدأت تخسرينه، كما يحدث مع 60% منا، تكون هذه الخسارة أليمة على الأرجح، مع أننا نخسر في حياتنا نحو 50 إلى مئة شعرة يومياً. لكن هذه العملية تتسارع مع التقدم في السن. كذلك يعاود الشعر النمو بوتيرة أبطأ. لذلك نعجز عن ملء المواضع التي يصبح فيها الشعر خفيفاً بسهولة.
تختلف خسارة الشعر المرتبطة بالسن عن النمط النسائي من خسارة الشعر، مع أنهما قد يتزامنان أحياناً، وفق الدكتورة ديبوراه سكوت، مديرة عيادة خسارة الشعر في مستشفى Brigham and Women's وبروفسورة مساعدة متخصصة في الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة هارفارد. يظهر النمط النسائي من خسارة الشعر (على غرار النمط الذكوري) في الجهة الأمامية من فروة الرأس. في المقابل، تحدث خسارة الشعر المرتبط بالتقدم في السن مع تساقط الشعر من مختلف أنحاء الفروة. تضيف الدكتورة سكوت: {إنها خسارة بطيئة وتدريجية لا تترافق مع تزايد ملحوظ في تساقط الشعر. تستيقظين ذات يوم وتقولين: {أين ذهب شعري؟}.

بالإضافة إلى ذلك، قد يرافق خسارة الشعر بعض الحالات الصحية، بما فيها أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة وبعض اضطرابات الغدة الدرقية. تقول الدكتورة سكوت: {من الممكن لكل ما يجهد الجسم أن يسبب خسارة الشعر. لكن هذا نوع مختلف من خسارة الشعر، وهو موقت. على نحو مماثل، قد تؤدي سنوات من تجعيد الشعر، صبغه، تجفيفه بالهواء الساخن، وتمليسه بمواد كيماوية إلى إضعاف بنيته، ما يسبب تكسره وضعفه.

استشارة الطبيب

تشير الدكتورة سكوت: {إذا كنت تشعرين بالقلق بسبب خسارة شعرك، فعليك استشارة طبيب أو اختصاصي يستطيع مساعدتك في تحديد سبب هذه المشكلة}. فبإمكان الطبيب معالجة حالات قد تكون سبب تساقط الشعر، مثل اضطرابات الدرقية وأمراض المناعة الذاتية. كذلك تتوافر علاجات لخسارة الشعر نتيجة التقدم في السن أو النمط النسائي من فقدان الشعر. صحيح أن هذه العلاجات ليست شافية، إلا أنها تسهم في إعادة جزء من الشعر الذي فقدته.

ثمة دواء واحد حظي بموافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية كعلاج للنمط النسائي من خسارة الشعر، وهو المينوكسيديل (Rogaine)، كريم أو رغوة تُفرك مباشرة على فروة الرأس. يبطئ هذا الدواء، الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية، سرعة تساقط الشعر، حتى إنه يجعل بعض الشعر ينمو مجدداً في المناطق التي يُوضع عليها (مثل مقدمة الرأس).

الدواء الفموي الفيناستيريد (Propecia) العلاج الوحيد لخسارة الشعر في حالة الرجال، إلا أن بعض الأطباء يستخدمه لمعالجة النساء اللواتي لا يتجاوبن مع المينوكسيديل. كشف بعض الدراسات أن الفيناستيريد لم يعُد بأي فائدة على النساء عند تناول المليغرام الواحد منه الذي يوصف عادةً للرجال. ولكن مع جرعات أعلى (2.5 أو 5 مليغرامات)، يعزز على ما يبدو نمو الشعر.

لكن الدواء قد يسبب تأثيرات جانبية خطيرة، تشمل زيادة الرغبة الجنسية، الكآبة، وبعض حالات سرطان الثدي لدى الرجال، ما قد يدفع النساء إلى التفكير ملياً قبل استعماله. تذكر الدكتورة سكوت: {لا أتسرع في وصف الفيناستيريد لامرأة، وخصوصاً إذا كانت تواجه تاريخاً طويلاً مع سرطان الثدي}.

خيارات إضافية

ثمة تقنيات مختلفة يُقال إنها تعيد نمو الشعر المتساقط، علماً أن بعضها أكثر فاعلية من التقنيات الأخرى. على سبيل المثال، تسوَّق المكملات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات مثل البيوتين على أنها تحد من خسارة الشعر، مع أن ما من أدلة تثبت هذا الادعاء.

تشير الدكتورة سكوت: {ما من دراسات أكيدة سليمة من الناحية الطبية تؤكد، من جهة، أهمية تناول هذه الأدوية، إلا أنها غير مضرة من جهة أخرى». لذلك إذا رغبت في تناول البيوتين، فلا ضرر في ذلك على الأرجح. يُباع البيوتين لخسارة الشعر في جرعتين: 2 و10 مليغرامات. وبما أن نقص بعض المواد المغذية، خصوصاً الحديد، قد يزيد خسارة الشعر سوءاً، فمن الجيد الخضوع لفحص دم، علماً أن من الممكن معالجة هذه النواقص بسهولة.

تستطيع النساء، كما الرجال، تحسين مظهرهن بالخضوع لعملية زرع شعر. ولكن إذا كانت خسارة الشعر موزعة في كل أنحاء فروة الرأس، فقد لا تُعتبرين مرشحة مؤهلة لكل هذه العمليات. يكون الحل الأمثل في حالة مماثلة إخفاء خسارة الشعر باعتماد تقنيات مبتكرة لتصفيفه، فضلاً عن منتجات مثل الرذاذ المثبت (spray) والمساحيق التي تعطي شعرك مظهراً أكثر كثافة. أما إذا كانت خسارة الشعر مفرطة، فتستطيعين وضع شعر مستعار كامل أو جزئي يتلاءم مع لون شعرك وتصفيفه بغية إخفاء البقع الفارغة. فالشعر المستعار يبدو اليوم أقرب إلى الشعر الحقيقي مقارنة بما كان مستخدماً في الماضي.

مواجهة الخسارة العاطفية

لا تشكل خسارة الشعر مشكلة جسدية فحسب، بل تؤثر أيضاً في نظرتك إلى نفسك واحترامك لذاتك. توضح الدكتورة سكوت: {يحتاج الناس إلى وقت ليتقبلوا واقع أنهم يعجزون عن شفاء تساقط الشعر. وهذا صعب بالتأكيد بالنسبة إليهم. لذلك أنصحهم بزيارة طبيب نفسي}.

تحدثي إلى معالجك النفسي، طبيبك، ومصفف شعرك للتوصل إلى حلول تساعدك على الشعور كما في السابق. تختم الدكتورة سكوت: {يمكنك معالجة خسارة الشعر، ولكن عليك تقبل الواقع أولاً. قولي: ‘أخسر شعري، إلا أنني سأبذل قصارى جهدي لأحاول وقف هذه المشكلة وتحسين حالة شعري}.

back to top