ثلاثة كتَّاب قرأوا نماذج من حكاياتهم السردية في «صيفي ثقافي»

نشر في 03-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-09-2014 | 00:01
استضافتهم رابطة الأدباء الكويتيين ضمن جلسة أدبية خليجية
استعرض ثلاثة كتاب بعض نصوصهم الأدبية في أمسية قصصية خليجية ضمن مهرجان صيفي ثقافي التاسع.

احتضنت رابطة الأدباء الكويتيين أمسية قصصية شارك فيها أحمد البريكي من الكويت، وجوخة الحارثي من سلطنة عمان، وزينب الخضيري من المملكة العربية السعودية، وأدار الأمسية الكاتبة استبرق أحمد.

وجاءت الأمسية القصصية ضمن مهرجان صيفي ثقافي التاسع، وحضرها الأمين العام المساعد للثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، وعدد من الأدباء والمثقفين.

في البداية، قرأت الروائية جوخه الحارثي سطورا من روايتها "سيدات القمر" التي صدرت عام 2010، وتتناول التحولات التي تطرأ على الإنسان، ومن أجواء الرواية: "ولد أحمد ضعيفا وشاحبا، توقعت أمه موته في كل لحظة كما مات بكرها محمد قبل أن يكمل الشهرين من عمره، ألبسته كل أنواع الحروز التي وصفت لها، وفقد عزان فيه الأمل".

ومن إصدار "في مديح الحب" قرأت "الضفة المقابلة": "وقف على الضفة المقابلة، بيننا بحر، بحر وحيد وصغير، وحين مددت يدى استطالت أصابعه وتلامسنا. سحبت المراكب الشراعية وسفن الركاب وناقلات البترول تحت أصابعنا المتلامسة".

الجدير بالذكر أن "في مديح الحب" صدر عام  2008 وجاء في 79 صفحة، ويبين قدرة الحارثي السردية، وأن كتابتها فيه تفيض شعرا، إضافة إلى أن بعض نصوصها تقدم التحليل الفكري أو النفسي.

حزن الأسمر

ثم جاء دور الروائية زينب الخضيري التي استهلت كلمتها بشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاستضافة. وبينت أن هذه الفرصة اتاحت لها التقاء كتاب في القصة، وأنها سعيدة بهذه التجربة الثرية وسعيدة أيضا بنقل بعض تجربتها. وبدأت قراءتها بقصة قصيرة جدا هي "حزن الأسمر" ثم "رجل يسكن كتابا".

وبعدها كان دور الروائي أحمد مبارك البريكي الذي قرأ مقتطفات كتاب" فضاءات لا ضفاف لها"، وكانت بعنوان "وداعا .. صغيرتي" و "سعد" التي تصف ذكريات الطفولة، ومن أجوائها: "نهار غائم أخذته قدماه حيث بيته القديم، وساحة طفولته الجميلة... وقف على حافة تلك الساحة، هنا كان يلعب كرة القدم مع صديق براءته سعد".

ثم فتح باب النقاش، وتخللت الأمسية عدة مداخلات أدبية، ومنها مداخلة من الروائي طالب الرفاعي الذي طلب من الروائيتين جوخه الحارثي وزينب الخضيري تقديم نبذة بسيطة عن المشهد الروائي والقصصي في كل من عمان والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنه قريب من المشهد السعودي أكثر من المشهد العماني، مدركا اللهفة والانفتاح الكبير على المشهد الروائي في السعودية.

وأشاد الرفاعي بتجربة الحارثي والخضيري في القصة والقصة القصيرة جدا، مدركا صعوبة تجاوب الجمهور مع هذا النوع من القصص وخصوصا القصة القصيرة التي تحمل لحظة خاصة جدا ما بين القارئ والنص، ومن جانبها، تساءلت الروائية هدى الشوا عن أهمية قيمة المكان في القصص والكتابة.

وفي إجابتها، أوضحت جوخة الحارثي أن المشهد الروائي والقصصي في عمان غير منفصل عن المشهد في  العالم. فالمشهد في العالم كله يتجه إلى الرواية حتى بات الشعراء الآن يكتبون الرواية، وهذا الشيء حدث في عمان، فهنالك شعراء قضوا 30 سنة من حياتهم لا يكتبون إلا الشعر، وأخرجوا روايات ونجحت وبيعت في حين أن دواينهم لم تُبع. فالرواية تتصدر المشهد العماني وتعد أكثر قراءة حتى من القصة القصيرة. والآن بالنسبة للمشهد يتصدره الشباب وهناك أسماء انتشرت خارج عمان.

غياب النقد

وبدورها تحدثت زينب الخضيري بشكل مختصر عن المشهد السعودي من وجهة نظرها، فقالت: "المشهد السعودي اتجه إلى الرواية من ناحية عملية، وتظل الرواية لها شعبيتها بين الشباب. وأوضحت الخضيري أن ثورة الانترنت سهلت عملية النشر والكتابة، والكل أصبح لا ينتظر أن يكتب ولا ينتظر ناقدا. والمشكلة التي نعانيها غياب عملية النقد التي تكون مبنية على المجاملات، وليس هناك نقد فعلي لما يحدث في الساحة.

وأضافت أن الساحة مليئة بالجيد وغير الجيد، ولكن الجيد يزاحم غير الجيد، والانتاجية في السعودية عالية في كتابة الرواية، أما القصص القصيرة فلا تعتقد أن التوجه لها كثير.

افتتاح معرض الكتاب في المكتبة الوطنية

ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان "صيفي ثقافي 9" افتتح في مكتبة الكويت الوطنية معرض الكتاب الصيفي الثاني، وتضمن المعرض مجموعة من أحدث إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهي سلاسل "عالم الفكر" و"عالم المعرفة" و"إبداعات عالمية" و"المسرح العالمي" و"جريدة الفنون"، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والمؤلفات التي يدعمها المجلس، مثل الكتب التاريخية والأدبية والروايات وكتب التنمية الذاتية والإدارية، وكتب المنارات الثقافية لرواد الفن والأدب والثقافة في الكويت.

وفي هذا الإطار، صرح مدير إدارة النشر والتوزيع في المجلس، منصور العنزي، بأن "إقامة المعرض في المكتبة الوطنية جاءت لكونها مكانا حيويا استضاف العديد من الفعاليات الثقافية في مهرجان صيفي ثقافي 9، وإلى جانب ذلك يأتي معرض الكتاب وإصدارات المجلس مكملين لهذه الأنشطة".

وتابع: "ونحن نهدف من خلال معارض الكتاب الصيفية وبيع الكتب بأسعار رمزية إلى ترويج الكتاب ضمن استراتيجية  المجلس للتشجيع على القراءة واقتناء الكتاب، لذلك نحرص على إقامة هذه المعارض المتنقلة بجميع مناطق الكويت وعلى مدار العام". وذكر أنه "تم رصد الإقبال على معارض الكتاب السابقة، وأرقام الكتب المبيعة مشجعة جدا في وجود هذه المعارض بالمجمعات  التجارية التي أصبحت الملتقى الجماهيري والعائلي لكافة الفئات العمرية، ولذلك قصدناها لتقديم الكتاب، وعلى الرغم من التنافس الشديد للنشر الإلكتروني والديجيتال الرقمي، فإن النشر الورقي مازال له متابعوه".

وقال إن المجلس يحرص على تقديم المطبوعة الجيدة التي تحتوي على الثقافة الرصينة للقارئ، مؤكدا أن "الفئات العمرية المقبلة على الكتاب متنوعة، فمنها فئة الشباب واتجاهاتهم نحو الرواية والشعر، وأيضا الفئات العمرية الأكبر التي تتجه نحو الكتب السياسية والتاريخية والاقتصادية والدينية".

back to top