«بيرغر كنغ» تختار رئيساً تنفيذياً شاباً لسرعته في إعداد «الووبر»

في الصيف الماضي كان ثمة رجل بني الشعر ويتميز بابتسامة عريضة يقوم بإعداد شطيرة «ووبر» ويخدم في نافذة خدمة السيارات وينظف الحمامات في مطعم «بيرغر كنغ» في ميامي. كان اسمه دانييل شوارتز. وقد تعلم كيفية اعداد «الووبر» في أقل من 35 ثانية، وكان يخالط رفاقه في العمل بشكل جيد، ماعدا أنه كان مراقباً عبر آلة تصوير فيديو من أحد الأشخاص. ويقول شوارتز بتفاخر: «قمت بتنظيف حوالي 15 مرحاضاً في اليومين الماضيين» وقد تحدث وكأنه أتم سباق ماراثون.

في شهر يونيو الماضي تمت تسمية شوارتز رئيساً تنفيذياً لشركة «بيرغر كنغ»، براتب سنوي يبلغ 700 ألف دولار، ومكافأة نقدية تصل الى ضعف ذلك المبلغ. ولكن سبباً آخر كان يكمن وراء حيوية شوارتز؛ فقد كان عمره 32 سنة فقط، وفي طريقه لأن يصبح نجماً في صناعة الأطعمة السريعة.

مبيعات مستقرة

شوارتز هو الرئيس التنفيذي رقم 21 لشركة «بيرغر كنغ» منذ تأسيسها في سنة 1954. وكان لها 6 ملاك كما أنها عانت سنوات من الإهمال والتفكك الاستراتيجي. وبخلاف سابقيه لا ينافس شوارتز «ماكدونالدز» أو «ويندي»، بل يتعين عليه العمل لعدم توجه العملاء نحو شركات جديدة مثل: «تشيبوتل مكسيكان غريل» و»بانيرا بريد»، وقد نمت مبيعاتهما في الولايات المتحدة في السنة الماضية بنسبة 17 في المئة و12 في المئة على التوالي، بحسب شركة تكنوميك الاستشارية لصناعة الأطعمة، بينما كانت المبيعات مستقرة بشكل أساسي بالنسبة الى «بيرغر كنغ» ومنافستيها الرئيسيتين.

ويبدو شوارتز الى حد كبير كما كان طالباً في جامعة كورنل، ولم تكن لديه خبرة في الوجبات السريعة قبل انضمامه الى «بيرغر كنغ»، وقد أمضى قرابة عقد من الزمن في «وول ستريت» بعد التخرج. كما أنه أحاط نفسه بدائرة داخلية مماثلة من الشباب التواقين والحديثي العهد. ويبلغ كبير المسؤولين الماليين، جوش كوبزا، الثامنة والعشرين من العمر، وينضم اليه والى شوارتز في المؤتمرات الكساندر ماسيدو (36 سنة) وهو رئيس «بيرغر كنغ» لعمليات أميركا الشمالية، وسامي صديقي رئيس قسم علاقات المستثمرين، وهو في التاسعة والعشرين من العمر.

شركة حديثة العهد

يعتبر شوارتز شخصية من خارج عالم المؤسسات. ويقول ماتيو تونيلو المدير لدى كونفرانس بورد، وهي منظمة بحث غير ربحية تدرس مثل تلك الجوانب، إن المديرين التنفيذيين في تلك السن الشابة سمة نادرة في خارج نطاق التقنية مثل وادي السيلكون. ويقول أيضاً إن متوسط أعمار المديرين التنفيذيين القادمين في شركة ضمن مؤشر «اس آند بي – 500» كان 53 سنة في العام الماضي.

وسوف يكون شوارتز ثاني أصغر رئيس تنفيذي على فورتشن 1000 (بعد مارك زاكربرغ) اذا وصلت «بيرغر كنغ» مجددا الى تلك القائمة، بحسب أرقام «بورداكس» وهي شركة تقوم بتحليل معلومات حول مديري الشركات. ويقول تونيلو إن «الحكمة التقليدية تقول إنك في حاجة الى مرشح يتمتع بخبرة ويوجد كثير من التشكيك في قدرة الشباب».

وعلى اي حال تتصرف «بيرغر كنغ» مثل شركة حديثة العهد في هذه الأيام بقدر يفوق سلسلة «برغر» نموذجية. وفي سنة 2010 تم شراؤها مقابل 4 مليارات دولار من «3 جي كابيتال» وهي شركة أسهم برازيلية خاصة تمتلك أيضاً «اتش جي هينز» بالمشاركة مع «بيركشير هاثاوي».

خفض التكاليف

ويحب جورج باولو ليمان (74 سنة) وهو الملياردير والشريك المؤسس لشركة «3 جي كابيتال» تشغيل التنفيذيين الشباب وتعيينهم في مراكز عليا في فروع الشركة. ويقول وليم أكمان مدير صندوق تحوط في نيويورك يدير ادارة «بيرشنغ سكوير كابيتال» وهي أكبر مستثمر في «بيرغر كنغ» بعد شركة 3 جي: «من يقول انك يجب ان تكون كبير السن كي تكون بارعاً؟».

يعتبر شوارتز ورفاق العمل من أشد دعاة «3 جي» في خفض التكاليف. وهم يتحدثون عن الحاجة الى غرس «عقلية الملكية» في ذهن كل من يعمل في «بيرغر كنغ» بمعنى أن يتصرفوا بأموال الشركة وكأنها ملك لهم.

يذكر أن «ماكدونالد» كانت تملك 19 في المئة من مطاعمها الـ35429 في شتى أنحاء العالم في سنة 2013 بينما تملك «ويندي» 18 في المئة من مطاعمها الـ6557 وكانت «بيرغر كنغ» تتبع الطريقة ذاتها الى حد كبير، فعندما اشترت «3 جي» السلسلة في سنة 2010 كانت تملك 11 في المئة من مطاعمها الـ12174 حول العالم. ومنذ ذلك الوقت عمدت «بيرغر كنغ» الى بيع كل مطاعمها ما عدا 52 مطعماً وهي تحتفظ بها لأغراض التدريب واختبار المنتجات.