الكرملين: موسكو ستبقى مورداً يعتمد عليه للطاقة إلى أوروبا

نشر في 29-08-2014 | 00:03
آخر تحديث 29-08-2014 | 00:03
No Image Caption
أوكرانيا تناشد أميركا والاتحاد الأوروبي و«مجموعة السبع» تجميد أصول روسية
ناشد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة السبع تجميد أصول روسية حتى تنسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

قال الكرملين امس الاول ان روسيا ستبقى موردا يعتمد عليه للغاز الطبيعي الى اوروبا، وذلك ردا على تحذيرات من اوكرانيا بأن موسكو ستقطع الوقود عن القارة في الشتاء.

وأبلغ ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الصحفيين: «روسيا كانت ومازالت وستبقى موردا يعتمد عليه لموارد الطاقة الى اوروبا»، مضيفا ان روسيا تأمل أن تضمن اوكرانيا مرور الغاز الروسي بدون عرقلة في اراضيها الي اوروبا.

من جانبه، ناشد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك امس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة السبع تجميد أصول روسية حتى تنسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وفي اجتماع حكومي طالب ياتسينيوك «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجموعة السبع تجميد أصول وأموال روسية حتى تسحب روسيا قواتها المسلحة ومعداتها العسكرية وعملاءها».

وأضاف أن وزارة المالية ستبيع أذون بقيمة 340 مليون دولار لصالح البنك المركزي لتعزيز الاحتياطيات والمساعدة في استقرار العملة المحلية.

نفي موسكو

وفي المقابل نفت روسيا المزاعم الأوكرانية بتخطيطها لمنع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وإيقاف الإمدادات عبر الأراضي الأوكرانية، وذلك حسبما جاء في بيان بوكالة أنباء «رويترز».

وقال وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك إن موسكو ستبذل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها مع مستوردي الغاز الأوروبيين بغض النظر عن القضايا السياسية.

جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الأوكراني قال في تصريحات له امس لوكالة أنباء «رويترز» إن روسيا تخطط للقيام بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا هذا الشتاء.

وقالت صحيفة «بيلد» الألمانية إن هناك ستة أعضاء في الاتحاد الأوروبي يعتمدون على الغاز الروسي بنسبة 100 في المئة أربعة منهم يحصلون عليه بشكل مباشر من روسيا دون المرور بأوكرانيا

معضلة إيطاليا

وفي سياق متصل، تواجه إيطاليا صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء إذا تسبب صراع روسيا مع أوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز، وانزلقت ليبيا في الفوضى، وهو ما يشكل خطرا على تعاف اقتصادي هش بالفعل عقب سنوات شهدت ركودا وتباطؤا في النمو.

وفي ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال إفريقيا وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا، تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما تحسبا للتوقف التام للتدفقات القادمة عبر الأراضي الأوكرانية استخدام المخزونات وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة، وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها.

وتعتمد إيطاليا على الواردات في تلبية احتياجاتها من الغاز الذي تستخدمه في تشغيل نحو نصف محطات الكهرباء، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو إلى تعطيل إمدادات شركة جازبروم لأوروبا.

وقال المدير السابق للاستراتيجية في شركة ايني الإيطالية العملاقة، ليوناردو ماوجيري، الذي يعمل حاليا بكلية هارفارد كنيدي «إنها مشكلة. في الأجل القصير لا يوجد أمام إيطاليا بديل للغاز الروسي».

وفي عامي 2006 و2009 تسببت خلافات على الأسعار بين روسيا وأوكرانيا - التي تضخ نصف إمدادات موسكو من الغاز إلى أوروبا - في تعطل الإمدادات على نطاق واسع، وهو ما دفع إيطاليا إلى اللجوء لإجراءات الطوارئ التي تضمنت استعمال احتياطيات الغاز الاستراتيجية.

العنف في ليبيا

وتشكل شمال إفريقيا أيضا مخاطر بالنسبة لإيطاليا، فعلى الرغم من ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط والغاز في الآونة الآخيرة يخشى المستوردون الإيطاليون توقف الصادرات مع تصاعد العنف.

وتشتد المخاطر هذا العام بعد أن دفع خفض الأسعار إيطاليا لزيادة نسبة الواردات الروسية إلى 49 في المئة من إمداداتها في النصف الأول من العام مقارنة مع 41 في المئة في 2013، و32 في المئة في 2012.

وفي الوقت نفسه، دفعت تخمة المعروض من الغاز الروسي المشترين الإيطاليين إلى العزوف عن صفقات بديلة للإمدادات، الأمر الذي قلل الخيارات المتاحة أمام إيطاليا.

من جانب آخر، قال رئيس اتحاد الحبوب الروسي أركادي زلوتشيفسكي إن روسيا قد تجني محصولا قياسيا هذا العام وهو ما سيسمح لها بزيادة الصادرات لأعلى مستوى لها على الاطلاق وإعادة ملء المخازن الحكومية بمحصول يشمل حبوبا من شبه جزيرة القرم.

وروسيا إحدى أكبر مصدري القمح في العالم وهي بصدد جني محصول قياسي في وقت توترت فيه العلاقات مع الغرب بعد ضمها منطقة القرم من أوكرانيا واتهام الغرب لها بالتقاعس عن نزع فتيل الصراع العسكري بين كييف والمتمردين المؤيدين لموسكو في المناطق الشرقية.

وقال زلوتشيفسكي في مؤتمر صحافي في موسكو إن محصول الحبوب الروسي في 2014-2015 قد يتجاوز المحصول القياسي المسجل في 2008 البالغ 108 ملايين طن إذا ظلت ظروف الطقس مواتية.

القمح الروسي

واضاف أن توقعات الاتحاد الحالية للمحصول تبلغ 104 ملايين طن - تشمل 60 مليون طن من القمح - مقارنة مع التقديرات الحكومية الرسمية بمحصول لا يقل عن 100 مليون طن من الحبوب.

وقال: «ربما يكون ثاني أكبر محصول في تاريخ روسيا المعاصر. وقد يكون أكبر. بوسعنا كسر الرقم القياسي المسجل في الموسم 2008-2009 عندما حصدنا 108 ملايين طن».

وتوقع وصول صادرات الحبوب لمستوى قياسي قدره 30 مليون طن تشمل أربعة ملايين طن في أغسطس ارتفاعا من ثلاثة ملايين في يوليو.

ومن المتوقع ألا تقل صادرات القمح في السنة التسويقية 2014-2015 بأكملها التي بدأت في الأول من يوليو عن 22 مليون طن.

وترغب الحكومة الروسية في استخدام المحصول الكبير لإعادة ملء مخازنها من خلال الشراء من السوق المحلي.

وفي إطار جهود لتحسين العلاقات مع الدول التي لم تنضم إلى العقوبات الغربية حظرت روسيا معظم واردات الغذاء الغربية في مطلع أغسطس ووافقت على تعزيز واردات اللحوم من البرازيل والخضروات من مصر.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقاء عقده مؤخرا مع نظيره المصري إن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم تعتزم أيضا زيادة واردات القمح من روسيا.

وقال زلوتشيفسكي إنه لا توجد حاليا أي دلالة على زيادة الامدادات لمصر بالفعل لكن روسيا مستعدة لزيادة صادرات القمح بمجرد ارتفاع الطلب المصري في الخريف.

(رويترز)

back to top