«البوتوكس» لمُحاربة سرطان المعدة!

نشر في 28-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-08-2014 | 00:01
نُشرت دراسة في عدد من مجلة {علوم الطب بالحركة} بتاريخ 20 أغسطس الجاري تشير إلى إمكان كبح نمو السرطان عبر التخلص من الإشارات التي ترسلها الأعصاب المرتبطة بالخلايا الجذعية السرطانية. بالتالي، ستعالج هذه المقاربة مرض السرطان. من خلال استعمال البوتوكس، سيصبح العلاج رخيصاً وآمناً وفاعلاً.

الجهاز العصبي أساسي لتنظيم أعضاء متعددة. أثبت باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا ومن جامعة كولومبيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى جانب باحثين آخرين من اليابان وألمانيا، أن العصب المبهم يسهم في نمو أورام المعدة، وبالتالي يمكن وقف نمو الورم من خلال إعاقة الإشارة العصبية المتوجهة نحوه.

يقول الأستاذ دوان تشين من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا والأستاذ تيموثي وانغ من جامعة كولومبيا، وهما المشرفان على الدراسة التي نُشرت أخيراً في مجلة «علوم الطب بالحركة»: «تشير الدراسة إلى أن الأعصاب تسيطر على الخلايا الجذعية السرطانية».

أوضح تشين: {اكتشفنا أن التخلص من أثر العصب يؤدي إلى كبح الخلايا الجذعية في الورم السرطاني، ما يمهد لمعالجة السرطان والوقاية منه}.

وجدت الدراسة أن الأعصاب تعزز نمو الورم عبر إطلاق ناقل عصبي.

طرق قيد الاختبار

جرّب الباحثون أربع طرق لقطع الرابط بين الأعصاب والورم: الجراحة من خلال قطع العصب المبهم، أو الحقن الموضعي للبوتوكس بهدف إعاقة إطلاق الناقل العصبي من العصب المبهم، أو إعطاء دواء لإعاقة مستقبلات الناقل العصبي، أو القضاء على الجينة المستقبِلة. أدت جميع الإجراءات إلى كبح نمو الورم.

أضاف تشين: {لكننا اكتشفنا أن الآثار المضادة للسرطان كانت لافتة على وجه خاص خلال عملية قطع العصب المبهم موضعياً أو عند حقن البوتوكس. فاجأتنا هذه النتيجة. كان اكتشاف مدى فاعلية البوتوكس أمراً مثيراً للاهتمام}. البوتوكس معروف كعلاج تجميلي لكنه يُستعمل أيضاً لأغراض طبية مختلفة.

في المستشفى

يقول تشين: {نظن أن العلاج مفيد نظراً إلى إمكان استعماله موضعياً وكونه يستهدف الخلايا الجذعية السرطانية. يمكن حقن البوتوكس عبر تنظير المعدة ولن يحتاج المريض إلى دخول المستشفى إلا لبضع ساعات}. أضاف تشين أن الإجراء أقل سمية من معظم علاجات السرطان النموذجية، إضافة إلى أنه أقل كلفة وبالكاد ينتج آثاراً جانبية.

أوضح وانغ: {لكن بالنسبة إلى معظم المرضى، نظن أن إزالة العصب تكون أكثر فاعلية تزامناً مع العلاج الكيماوي التقليدي، بما أن فقدان الإشارات العصبية يجعل الخلايا السرطانية أكثر ضعفاً أثناء العلاج الكيماوي، ما يعزز فاعلية هذا العلاج أيضاً}.

أدت النتائج الواعدة التي حققتها الدراسة إلى إطلاق المرحلة الثانية من تجربة عيادية تشمل مصابين بسرطان المعدة في النرويج.

دراسات إضافية

قد يكون البوتوكس علاجاً إضافياً للمرضى المصابين بسرطان المعدة الذي لا يمكن استئصاله بالجراحة، أو المرضى الذين تلقوا العلاج الكيماوي لكنهم ما عادوا يتجاوبون معه. يمكن اللجوء إليه أيضاً إذا لم يستطع المرضى الخضوع للعلاج الكيماوي بسبب سمومه أو إذا لم يحبذوا هذه الطريقة بسبب المعلومات المشبوهة في شأن العلاج الكيماوي.

أضاف تشين ووانغ معاً: {من المتوقع أن يكون الرابط بين العصب وبين نمو الورم صحيحاً في أورام صلبة أخرى كما في حالة سرطان البروستات، لكن قد تختلف الأعصاب المعنية بهذه الحالة من عضو إلى آخر ومن ورم إلى آخر. لذا تبرز الحاجة طبعاً إلى إجراء دراسات إضافية}.

back to top