جميلات في حضرة جنبلاط... صورة تتحدَّى داعش

نشر في 21-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-08-2014 | 00:01
مع الإبقاء على عنصر المشاكسة، على غير عادته لم يتوكأ النائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط هذه المرة على أحداث تاريخية، أو أقوال مأثورة، أو كتب لبنانية أو أجنبية... بل استقبل مجموعة جميلات في قصره. تحدث البعض عن أن زعيم الدروز يبعث برسالة إلى {الخليفة} أبي بكر البغدادي، تقول إن تطرفه لن يقوى على إنهاء تعدد الثقافات في المنطقة.

في قصره في المختارة، الشوف- جبل لبنان، أمضى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منذ أيام نصف ساعة برفقة جمال متنوع وكثير. كان لافتاً مشهد حسناوات يتحدثن إليه ويلاعبن كلبه الذي طابت له الجلسة فلم يغادر قاعة الضيافة. وبدت المشاركات في مسابقة {ملكة جمال العالم لعارضات الأزياء} عفويات وكأنهن عرَّجن بالقصر وهن في طريقهن إلى البحر، إذ لم يتعمدن الظهور بأبهى حلة، بل بسراويل قصيرة أو طويلة ضيقة، وأحذية رياضية أو أخفاف، وتسريحات شعر منزلية بسيطة.

أسهمت لقطات النساء المثيرات في قصر وليد جنبلاط في كسر إيقاع السياسة في لبنان، والراجح أن الزعيم استقبلهن في هذه المرحلة بالذات رداً على هجمة ثقافة القرون الوسطى والجاهلية. فقد بدا بين «نساء القصر» كشهريار جالساً في مكانه المناسب. ربما كان يقول في خَلَدِه «ستغارون أيها الزعماء»، جلس معهن وأخذوا الصور وابتهج جمهور «البيك»، الشابَّ منه والمسن. حتى إن أحدهم كتب «لكم دواعشكم ولنا دواعشنا»، كأن صور النساء في القصر هي لمواجهة الداعشية السوداء في جانب من العالم العربي.

جنبلاط الذي يَعرِض عن الاهتمام بمظهره، فتراه يرتدي جينزاً وسترة جلدية غالباً، يتناسى ربطة العنق، يترك ما تبقى من شعره على راحته، يجلس وكتفيه إلى الأمام، ويعقد يديه كأنما اليأس والاستسلام أخذا منه كل مأخذ، لم يرتضِ إلا جميلة الجميلات زوجةً، وبعد دعوته الأخيرة إلى «تجميل» الطائف، ها هو يرتشف القهوة العربية مع نساء يتنافسن على لقب في الجمال ويتبادل معهن أطراف حديث، قال البعض إن السياسة لم «تلوثه».

وعلى مدى أيام تبادل أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً التقطها رسام الكاريكاتور ستافرو جبرا للجميلات في حضور جنبلاط، وفيما تساءل البعض عن أسباب الزيارة كتب البعض الآخر واضعاً «البيك» على عرش السلطنة: «حريم السلطان في قصر الزعيم، من بعد هذه الجلسة قرر جنبلاط أن يلعب دور الملك سليمان في مسلسل «حريم السلطان» ولكن في لبنان تحت اسم «حريم البيك»، القصر موجود والحريم هنا... إنه جنبلاط حريم السلطان، جنبلاط وحوله 30 فتاة... أحسده».

الكلب «أوسكار» الحاضر بكثرة في صور جنبلاط، جاء أيضاً في صدارة المشهد، وكان له نصيب من تعليقات ساخرة على شاكلة: «ربما هي إحدى أكثر المرات التي استدار فيها وليد جنبلاط وأوسكار في جلسة واحدة، حتى الكلب شعر بالخجل من الجميلات، وليد بيك لا يخسر أبداً».  

لم نرَ «سلفيز» للجنبلاط والحسناوات. فهل يحتفظ بها للنجم جورج كلوني وخطيبته المحامية البريطانية اللامعة اللبنانية الأصل (الدرزية) أمل علم الدين، بعدما زعم البعض أن الثنائي سيزور بلدة بعقلين، وكان رأي جنبلاط آنذاك: «أهلاً وسهلاً بالصهر العزيز، وربما يرافقه الممثل براد بيت والممثلة أنجلينا جولي».

وكان الجمال تصدَّر أخبار قصر المختارة منذ سنوات ببطلته داليا ابنة زعيم الدروز، وتبادل كثر صوراً قالوا إنها لها. بشعرها الأشقر وفستانها الأسود، بدت في سيارة رياضية حمراء وكأنها نجمة سينمائية تعرفها جيداً ولكنك تهت عن اسمها أو أن لسانك خانك.

معروف أن قصر وليد جنبلاط الشبيه بقصور «ألف ليلة وليلة»، كما وصفه ماريو فارغاس يوسا، تلوَّنت ذكرياته بالدم، وكان الروائي البيروفي كتب بعد زيارة إليه: «يملك الزعيم الدرزي وليد جنبلاط جناحاً كاملاً مخصصاً لذكرى أقربائه وأخوته المقربين في الدين الذين اغتالهم أعداؤه. إنه معرض مؤثر ومحرك للمشاعر. أبوه، كمال جنبلاط (بسبب جريمة قتله التي نُسبت إلى المسيحيين، أبيد نحو ثلاثمئة مسيحي على يد أتباع الزعيم الدرزي)، عمته، أعمامه، أبناء عمومته، حراسه الشخصيون، سائقه الذي كان يقود السيارة يوم انفجرت سيارة مفخخة لدى مرور سيارته. وكانت تلك أخطر محاولة لاغتياله، ولكنها ليست المحاولة الوحيدة التي نجا منها».

هل يجرؤ زعيم آخر على استقبال هذا السرب من النساء في «قصره»، وكيف سيأتي رد فعل جمهوره؟ الراجح أيضاً أن لجنبلاط هامشاً في هذا المجال، فهو لا يتردَّد في استقبال الشيخ أحمد الأسير (الشيخ السني اللبناني ذو النزعة السلفية)، وفي استطاعته أن يزور أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وأن يُصادق الغربيين... ويستضيف عشرات النساء كأنه نجم سينمائي، لا زعيم طائفة.

back to top