العسل... الأول في الغذاء والعلاج

نشر في 28-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 28-07-2014 | 00:02
العسل منتج طبيعي ومعقد جداً وهو يحتوي على عدد كبير من العناصر الحيوية التي تؤثر في المقام الأول على توازن وظائفنا البيولوجية. هذا الغنى النوعي يمنح العسل مكانة أولية في عالم الغذاء، فضلاً عن مكانة لافتة في مجال الطب الوقائي والعلاجي.
ينتج النحل العسل انطلاقاً من الرحيق الذي يجمعه من الزهور، على مستوى غدد نباتية صغيرة اسمها الغدد الرحيقية (تقع غالباً في عمق التويج)، أو انطلاقاً من المن الذي يلتقطه من النباتات، علماً أن المن عنصر تفرزه الأجزاء الحية من تلك النباتات وهو يرتبط بطرد بعض الحشرات التي تمتص عصارة النبات. بالتالي، يبرز نوعان من العسل بحسب أصله الإفرازي: عسل الرحيق وعسل المن.

أفضل أنواع العسل

لا تتردد في تفضيل عسل الزهور أو عسل المزارع لأنه يتفوق على غيره إلى جانب العسل العضوي. لتحديد أصل العسل الزهري أو النباتي، مثل «عسل الخزامى» أو «عسل إكليل الجبل»، يجب التركيز بشكل أساسي على المصدر المذكور. لا يمكن أن يكون العسل زهرياً بالكامل ولكن يجب أن يكون غبار الطلع النباتي طاغياً. كل عسل من هذا النوع يتمتع بخصائص كيماوية، حسية وجسدية، وهو يتراوح بين الأصناف الخفيفة (عسل الأكاسيا وإكليل الجبل والزيزفون) والأصناف القوية (القطلب، الكستناء، الخزامى، دوار الشمس، الصعتر...).

محتوى العسل

يحتوي العسل على العناصر التالية:

• الماء بنسبة قصوى تتراوح بين 17 و18%.

• كمية كبيرة من السكريات: 70 إلى 80%، منها 38% من الفركتوز و31% من الغلوكوز، فضلاً عن سكر الشعير وسكر القصب وأصناف متنوعة من السكريد.

• دهون بكمية ضئيلة على شكل كربوهيدرات وأحماض دهنية.

• أحماض أمينية بكمية صغيرة: أقل من 1%. لكنها تحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية الحرة.

• أحماض عضوية حرة أو مختلطة على شكل لاكتون بنسبة 0.3%، أبرزها حمض الغلوكونيك.

عناصر معدنية منها 0.2% في عسل الرحيق وحتى 1% في عسل المن، مع أكثر من 30 عنصراً آخر مثل الألمنيوم، الفضة، الزرنيخ، الباريوم، الكالسيوم، الكلور، الكوبالت، النحاس، الحديد، الليثيوم، المغنيسيوم، المنغنيز، الزئبق، الفوسفور، البوتاسيوم، السيليسيوم، الصوديوم، الزنك...

• عدد كبير من الفيتامينات: أبرزها الفيتامينات B1، B2، B3، أو الفيتامينات PP، B5، B6،C .

• أنزيمات: أبرزها أميلاز الألفا والبيتا.

• عوامل طبيعية ومضادة للالتهاب: تجتمع تحت اسم {إنهيبين}، وهي تمنع تطور الجراثيم لكنها لا تقضي عليها.

• عناصر أخرى متنوعة مثل المواد الفلافونية والعناصر العطرية.

مزايا

منذ بضعة عقود، بدأ عدد من الباحثين (من ألمانيا وفرنسا وروسيا بشكل أساسي، وحتى من بريطانيا والولايات المتحدة) يختبرون بطريقة منهجية مجموعة المزايا التجريبية للعسل بعد جمعها على مر آلاف السنين لاستخلاص خصائصه الحقيقية وتحديد ما يمكن أن نتوقعه على المستوى الصحي. تلك الدراسات والتجارب المتعددة والمستمرة حتى الآن لم تؤكد على جميع المنافع المعروفة فحسب بل طرحت معطيات جديدة ووجدت استعمالات وتطبيقات مغايرة.

من المؤكد الآن أن العسل يتمتع بمنافع غذائية وعلاجية كثيرة. على ضوء هذه الأبحاث، تبين أن التقاليد القديمة كانت صائبة حين اعتبرت أن العسل لا يُعتبر غذاء ممتازاً فحسب، بل إنه يتمتع بمنفعة علاجية مؤكدة ولكن يصعب تفسيرها في بعض الحالات.

استعمالات قيّمة

• سكر طبيعي: العسل أفضل سكر طبيعي يمكن إيجاده. إنه عنصر مثالي لتحلية الشاي بدل استعمال السكر المكرر.

• تقوية جهاز المناعة: نُشرت دراسة في مجلة {علم الغذاء والزراعة} واعتبرت أن العسل يتمتع ببعض الخصائص التي منعت نمو الأورام عند الفئران. كذلك، يمكن أن تحمي مضادات الأكسدة الموجودة في العسل جهاز المناعة وتتخلص من مشاكل مثل الزكام ونزلة البرد.

• مكافحة ألم الحنجرة: إذا كنت تسعل، تناول قليلاً من العسل. وإذا شعرت بألم في الحنجرة مع سعال أو نزلة برد، يمكن أن يليّن العسل الحنجرة. حاول غرغرة الفم بالعسل لتخفيف ألم الحنجرة.

• مكافحة الأرق: العسل نوع من هيدرات الكربون وهو يساعد على هضم الدهون، وبالتالي فهو يحفز على إطلاق الأنسولين. تحفز هذه العملية بدورها على إنتاج التربتوفان (مركّب يجعلنا نشعر بالنعاس). إذا كنت تواجه مشاكل في النوم، تناول كوباً من الحليب الساخن مع العسل قبل النوم. تسهم الحرارة التي يبثها الحليب الساخن في زيادة أثر التربتوفان.

• تحسين الأداء: بدل التعويض عن النقص في السكريات عبر استهلاك مشروبات رياضية وبالتالي تناول كمية من السكر المكرر، حاول تناول ملعقة صغيرة من العسل لاستعادة الطاقة. يشير بعض الدراسات إلى أن العسل هو النوع الأكثر فاعلية من هيدرات الكربون قبل الحصة الرياضية، إذ يسهل هضمه وإطلاقه بإيقاع منتظم خلال عملية الأيض.

• معالجة الجروح والحروق: تسهم خصائص العسل المضادة للبكتيريا والفطريات في كبح نمو الجراثيم. في السابق، كانت المستشفيات والعيادات تدهن العسل على الحروق والجروح المفتوحة لمنع الالتهاب. عند الإصابة بأي جرح أو خدش أو حرق خفيف، ضع قليلاً من العسل على منطقة الجرح لتجنب التهابها. لكن لا تنسَ ضرورة تغطيتها بضمادة. تساعد مراهم العسل في تخفيف الحكة الجلدية.

• ترطيب البشرة والشعر: العسل بلسم ممتاز وغالباً ما يُستعمل في أقنعة الوجه والشعر، فهو يسهم في امتصاص الماء وحبسها. يمكن خلط العسل مع زيت الزيتون للحصول على مرطب طبيعي أو يمكن تجربته على شكل قناع مرطّب وعلاج للشفاه.

عسل «مانوكا» المدهش!

كان شعب الماوري يعرف هذه المعلومة منذ قرون وقد أثبتها العلم المعاصر: يتمتع بعض أنواع عسل {مانوكا} بخصائص فريدة من نوعها. أثبتت أبحاث امتدت على أكثر من 20 سنة أن بعض الأصناف من هذا العسل له مفعول مطهِّر لا يمكن إيجاده في أي نوع آخر من العسل. هذا العسل الذي يتمتع بمذاق مميز يجذب ملايين المستهلكين في أنحاء العالم. حتى إنه يُستعمل في بعض المستشفيات الكبرى.

 

ملح وردي بالعسل: يحتفظ هذا المنتج المميز واللذيذ بنقاوته الأصلية وغناه المعدني. إنه منتج طبيعي ومذاقه استثنائي، وهو مكوّن في الأصل من الملح الوردي المأخوذ من الهيمالايا. بالإضافة إلى الملح الوردي، ثمة خليط من الأعشاب والتوابل المأخوذة من قطاع الزراعة العضوية. يتمتع عسل {مانوكا} الذي يُضاف إلى هذه الخلطة بخصائص مطهِّرة استثنائية ومذاق ممتاز.

مزايا خارقة: يتمتع عسل {مانوكا} الشهي بخصائص مطهِّرة استثنائية ومعروفة في مجال العلم. إنه مطهّر طبيعي ويستطيع مكافحة الجراثيم التي تسبب التهاب القصبات والتهاب الجيوب الأنفية المزمن وألم الحنجرة ومشاكل المعدة والقرحة والمكورات العنقودية الذهبية.

back to top