«تهدئة غزة» تتقدم ببطء... وإسرائيل تخطط لمنطقة عازلة

نشر في 24-07-2014 | 00:10
آخر تحديث 24-07-2014 | 00:10
No Image Caption
• إلغاء رحلات طيران إلى «بن غوريون»
• عباس يؤيد مطالب «حماس» وطهران تتصل بمشعل
• الأردن يقترح مشروع قرار على مجلس الأمن يتضمن العودة إلى «اتفاق 2005»
في حين دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه السادس عشر، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القدس، أن مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار تقدمت «خطوات»، بينما علمت «الجريدة» من مصادر أن تل أبيب تخطط لاحتلال أراض داخل القطاع تشكل منطقة عازلة.

مع التقدم البطيء لمساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، علمت «الجريدة» من مصادر أن الحكومة الأمنية المصغرة الإسرائيلية التي اجتمعت مساء أمس أقرت خطة لاحتلال منطقة بمعق 4 كيلومترات بمحاذاة الشريط الحدودي من الشمال والشرق مع القطاع، في مناطق تقع غرب حي الشجاعية وجنوب بيت حانون وبيت لاهيا، في الأماكن التي كانت تشكل مستوطنات إسرائيلية قبل الانسحاب الأحادي من القطاع وتعتبر مواقع استراتيجية.

وأفادت المصادر بأن الجيش الإسرائيلي دفع  بمزيد من البدابات إلى القطاع منذ مساء أمس الأول، وأنه ينوي التمركز في المناطق التي سبق ذكرها لاستخدام الانسحاب منها كورقة خلال مفاوضات التهدئة، أو ربما في التفاوض على جثة الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون الذي تحتفظ «حماس» بجثته، كما أشارت المصادر.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله عن تقدم «بضع خطوات» في جهود وقف إطلاق النار، مؤكداً في الوقت نفسه أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت. وقال كيري في القدس عند لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «لقد تقدمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام، ولكن يتعين علينا القيام بالمزيد من العمل». من جهة أخرى، تعززت الضغوط على إسرائيل لوقف هجومها، بدعوة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء أمس الأول إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، مؤكدا أن مقتل أكثر من 600 فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية أمر «لا يمكن قبوله».

عودة لاتفاق 2005

إلى ذلك، أفاد دبلوماسيون بأن الأردن عرض أمس الأول على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار يتم احترامه بالكامل» بين إسرائيل و»حماس»، فضلا عن رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وأوضح الدبلوماسيون أنه لم يتم تحديد أي موعد للبدء بمشاورات حول المشروع الذي يطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإعادة فتح المعابر بشكل دائم على قاعدة اتفاق يعود إلى العام 2005، ويرحب بجهود الوساطة التي بذلتها مصر.

ظلام ودماء

ميدانياً، واصلت إسرائيل أمس قصف غزة لليوم الخامس عشر على التوالي، واستهدفت العديد من المواقع من بينها محطة الكهرباء الوحيدة، وأقرت تل أبيب بأنها تواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي حركة حماس.

وخيمت فوق القطاع المكتظ بالسكان سحابة كثيفة من الدخان الأسود، مع تردد أصوات المدفعية والدبابات في الأجواء. وقتل خمسة مدنيين فلسطينيين بينهم طفلان وصحافي صباح أمس بقذائف الدبابات الإسرائيلية في شرق خان يونس بجنوب القطاع، كما قتل 17 شخصا في قصف جوي على عدة قرى مجاورة لرفح، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الثامن من يوليو الجاري إلى 660 من بينهم 161 طفلا و66 امرأة و35 مسناً، بينما بلغ عدد الجرحى 4010 معظمهم من المدنيين.

في المقابل، قتل عامل أجنبي جنوب إسرائيل، أمس، بعد سقوط قذيفة هاون أطلقت من غزة، فيما تواصل «حماس» إطلاق الصواريخ باتجاه عدة بلدات ومدن إسرائيلية، وارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 31 بعد الإعلان عن مقتل ضابطين وجندي إسرائيلي يحمل الجنسية الفرنسية، ووصل عدد المصابين إلى 200.

ضربة اقتصادية

وفي ضربة للاقتصاد الإسرائيلي، أوقفت شركات طيران أميركية وأوروبية رحلاتها إلى تل أبيب أمس الأول، حرصاً على سلامة الركاب، بعد أن سقط صاروخ على منزل قريب من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.

وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن يساعد في استئناف الرحلات الجوية الأميركية إلي إسرائيل التي علقت بسبب القتال في غزة.

عباس يؤيد «حماس»

وفي تطور لافت، أيدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية رسمياً في بيان صدر في وقت مبكر من صباح أمس، بعد اجتماع رأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المطالب الأساسية لحركة حماس لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن بيان تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه أن «مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه»، وأشاد البيان بـ»الصمود العظيم لشعبنا وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال».

وكان عباس أكد مساء أمس الأول في كلمة عبر تلفزيون فلسطين، أنه «لن ينعم أحد في العالم بالسلام ما لم ينعم به أطفال غزة»، مشدداً على أن السلطة ستلاحق مرتكبي «الجرائم» ضد الشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى، تلقى رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» خالد مشعل، أمس الأول، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبّر فيه عن دعم بلاده «للمقاومة الفلسطينية» في مواجهة الهجوم الإسرائيلي.

نافي بيلاي

دولياً، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إلى إجراء تحقيق بشأن جرائم حرب قد تكون إسرائيل ارتكبتها في قطاع غزة، منددة في المقابل بالهجمات العشوائية التي تشنها «حماس» على مناطق مدنية إسرائيلية، وداعية إلى فتح تحقيق في الحوادث.

بيريز يتهم قطر

وفي سياق منفصل، اتهم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قطر بأنها أصبحت أكبر ممول لـ«الإرهاب» في العالم، وهي تقوم بذلك في وضح النهار.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بيريز قوله إنه لا يحق لقطر تحويل أموال من أجل إنتاج القذائف الصاروخية التي يطلقها «مخربون» باتجاه مدنيين أبرياء، مشيداً في الوقت نفسه بأداء سلاح الجو خلال المعركة الحالية، قائلا إن «الطيارين لا يلقون القنابل عشوائيا إنما يقومون بذلك بشكل مدروس».

back to top