فادي إبراهيم: الممثل اللبناني يُعامل أحياناً بقلة احترام في الأعمال العربية

نشر في 24-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-07-2014 | 00:02
No Image Caption
مشاركته في أي عمل درامي إضافة نوعيّة إلى العمل، سواء كان بطل المسلسل أو يشارك كضيف شرف، لأنه استطاع، خلال مسيرته الدرامية الطويلة، إزالة الحدود عبر أدوار ذات إنتاجات عربية.
رغم قرار الهجرة إلى {استراليا} يستمرّ الممثل القدير فادي ابراهيم في أداء أدوار درامية، ويطلّ هذا الموسم الرمضاني في مسلسل {اتهام}. عن دوره وعن الأعمال الرمضانية تحدث إلى {الجريدة}.
ما تقييمك لمسلسل {اتهام}؟

لم أتمكن من متابعته لانشغالي باستكمال تصوير مسلسل «ياسمينا»، لكنني سمعت ردود فعل إيجابية عليه. فضلا عن أنني صوّرت تسعين في المئة من مشاهدي مع تقلا شمعون التي تؤدي دور شقيقتي ليلى، لذا لم أكوّن فكرة عامة عن أداء الممثلين أو العمل بحدّ ذاته، واستمتعت بتصوير مشهدين مع الممثل أحمد خليل بحضور حسن الرداد وميريام فارس.

كيف تصف تركيبة شخصية «منصور» التي تؤديها؟

غريبة ومعقّدة، سنكتشف في سياق الأحداث أن انتحار والدته أمام عينيه، حين كان طفلا، وتعنيف والده لها، سببا له عقدة وجعلاه حسّاساً تجاه العائلة والمرأة، ومع مرور السنوات لم يتخلص من عقدته التي بقيت مكبوتة في داخله وحوّلته رجلا غاضباً من والده الذي يعيش في مأوى عجزة، ولم يزره منذ أكثر من عشرين سنة.

يضم العمل أسماء لامعة في الدراما اللبنانية، هل اختيروا لكفاءتهم المهنية أم لنجوميتهم؟

لا بدّ من أن ترافق النجومية كفاءة معيّنة، أي أن أحداً لا يحقق نجومية اعتباطية من دون مهنية، فضلا عن أن الشهرة لا تقتصر على الفنانين، لأن أي شخص مشهور أو نجم في قطاعه المهني. برأيي، تقتصر النجومية الفنيّة على من يشعّ عالمياً لا محلياً أو عربياً فحسب. إلى ذلك أعتقد أن المنتج مفيد الرفاعي استند إلى الكفاءة المهنية أولا في اختياره للممثلين اللبنانيين، لأنه مخضرم في قطاع الإنتاج العربي ولديه خبرة ونظرة وهو ذكيّ، من هنا لا يمكن أن يختار شخصيات وفق الأسماء على حساب الكفاءة في أداء الأدوار كما يجب.

 أي ردود فعل تلقيتها من جمهور الدراما الرمضانية؟

يبقى رأي الجمهور أهم من رأينا كفنانين، فهو الذي يُنجح العمل أساساً، وقد عبّر بعضهم عن انزعاجه من الجرأة المبتذلة في المواضيع المطروحة في هذا الموسم الرمضاني، مثل الخيانة الزوجية التي أصبحت طاغية درامياً، وكأن ليس ثمة مواضيع أخرى صالحة للمعالجة الدرامية أو كأننا افتقدنا احترامنا لأنفسنا وللغير. والأنكى أنه بدلا من معالجتها، تُطرح بشكل مغرٍ لجذب الجمهور في الحلقات الأولى من العرض.

 

ما الحلّ برأيك؟

أن ترتكز السياسة الإعلامية على مبادئنا وأخلاقنا، ومن ثمّ إلى الرقابة أو المسؤولين الإعلاميين والمنتجين. كذلك يُفترض أن نستغلّ تأثير الدراما في المجتمعات بشكل إيجابي وجيّد، وإذا أردنا معالجة موضوع معيّن يجب طرحه بهدف التوعية وليس لفت نظر المشاهد إلى بعض الطرق الملتوية في الحياة.

ما رأيك بأداء ميريام فارس؟

عبّر بعض الممثلين الذين صوّروا بمعيتها عن مدى اجتهادها لتقديم الأفضل، هكذا يجب أن يكون أي ممثل، مهما صغر حجم دوره، لأن الجمهور سيحكم عليه في نهاية المطاف.

أوردت إحصاءات لبنانية أن نسبة مشاهدي «اتهام» تخطّت نسبة مشاهدي «كلام على ورق»، هل تؤدي هوية المحطة دوراً في هذا الإطار أو المنافسة بين هيفا وميريام فارس؟

لهوية المحطة دورها، لأن الجمهور يخلص أحياناً لمحطة معيّنة يقتنع بها، فضلا عن أن بعض المحطات يتقن كيفية الإعلان عن برامجه بطريقة مغرية للمشاهد. إلى ذلك أحبّ الجمهور قصة «اتهام» لأنها مشوّقة. أمّا بالنسبة إلى «كلام على ورق» الذي اهتممت ببعض مؤثراته المشهدية الخاصة، فرغم ضخامة إنتاجه ومستواه التقني العالي الذي استخدمه المخرج أحمد سامي، انتقد بعض الناس الجرأة الزائدة في كيفية معالجة موضوعه خصوصاً أنه يُعرض في شهر رمضان.

كيف تفسر تأجيل مسلسلات لبنانية محلية إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان، رغم جهوزيتها؟

يختلف سعر الحلقة الدرامية في شهر رمضان عن سائر أشهر السنة، وثمة نوع من المنافسة، يصرف المنتجون مبالغ لإنتاج أعمالهم وجذب النجوم إلى العمل، لذا يهمّهم، أولا، الحدّ من الخسائر المادية إن وُجدت، والاستفادة من هذا الموسم الدرامي. من هنا قد يفضّل بعض المنتجين عرض عمله في توقيت آخر، خصوصاً أن التنافس، في ظل زحمة الأعمال يحول دون متابعتها والاستمتاع بها. من جهة أخرى، تختار المحطات أعمالاً أكثر ملائمة للجمهور الرمضاني، وتؤجل عرض بعضها الى ما بعد الشهر الفضيل.

ألا ترى أن ثمة أعمالا لبنانية أكثر أهمية، كتابة وإخراجاً، من بعض المسلسلات العربية؟

طبعاً، إنما يؤثر الإعلان والتسويق في الجمهور، خصوصاً إذا كانت البطلة نجمة  غنائية مثل هيفا أو ميريام فارس، فتحصل منافسة تُطغي أعمال هؤلاء على سائر المسلسلات المحلية، باعتبار أن للمرأة سحرها وموقعها واحترامها وجاذبيتها، التي تضفي هالة معينة على العمل.

 

هل تختلف تقنية الأداء بين الممثلين العرب؟

لا يمكن الحديث عن تقنية في هذا الإطار، إنما أسلوب أداء يتأثر بمدى عمق الممثل وشخصيته ومستوى معرفته والفراسة التي كانت متوافرة سابقاً لدى العرب ونحن نخسرها راهناً، فيما يدرّسونها في الغرب.

تتعلق التقنية في التمثيل بأسس معينة يتم التخصّص فيها، وهي تقنية السيطرة على المشاعر وطريقة الأداء وكيفية استعمال النفس ومخارج الحروف... وهي كلّها تعرّف الممثل إلى تقنية معيّنة تمكّنه من تفسير الشخصية التي يجسدها من خلال إحساسه. فضلا عن أن اختلاف أسلوب الأداء بين الممثلين العرب مردّه إلى شخصية الممثل بحد ذاتها، ونوعية الأعمال التي اعتاد المشاركة فيها.

عندما يتقدم الفنان في السنّ والخبرة ويحقق الانتشار، هل تتغيّر نوعية الأدوار التي يختارها؟

عندما تكبر نظرته ومفهومه وخبرته واجتهاده في خلال تلك السنوات، يتحقق نضج أعلى يدفعه إلى اختيار الأدوار الأنسب ويجسد شخصياته بشكل أفضل ويصبح مؤثراً أكثر فنياً.

ما مشاريعك المقبلة؟

إضافة إلى مسلسل «ياسمينا»، استمرّ في كتابة مسرحية «لما صرت إنسان»، ولأنني أردت حماية نفسي كفرد في هذه الحياة مسؤول عن عائلة، افتتحت مقهى وملهى concerto في منطقة الكسليك في لبنان، نقدّم فيه أجواء فنيّة لائقة وقائمة طعام صحية، فضلا عن مجلة RPN التي هي دليل سياحي للمقاهي والمطاعم اللبنانية، ويمكن الاطلاع عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إلى ذلك، يمكن أن أترك وطني لبنان الذي أحب، لفترة، لأعيش في الوطن الذي أحمل جنسيته بفضل والدتي وهو أستراليا، فهذه الجنسية تسمح بالعيش الكريم، إذا قارنت بين كرامتي والوضع الذي أعيش فيه، ربما تكون كرامتي أثقل وزناً وأقرر الرحيل لفترة معينة.

من المستفيد الأكبر من مشاركة ممثلين لبنانيين في الأعمال العربية؟

القيمون على هذه الأعمال طبعاً، لأن الممثل اللبناني يُعامل بطريقة غير لائقة، أحياناً، رغم أن وجوده في تلك المسلسلات سند لها ولأبطالها.

لماذا إذاً تشاركون فيها؟

نريد أن نعتاش وهم يستفيدون من حاجة الممثلين اللبنانيين على صعد الحياة اليومية والاجتماعية والعائلية والمعيشية.

تنوّع أعمالك بين المحلي والعربي، لمن الأولوية في خياراتك؟

الأولوية لعائلتي، إذ اختار العمل الذي يصبّ في مصلحتها كونها هي الأساس.

كيف يسهم الكتّاب والمخرجون والممثلون اللبنانيون في تطوّر الدراما المحلية ما داموا يعملون في الخارج؟

منذ سنين خلت أسهمت الدراما اللبنانية في انتشار الدراما العربية، وقدّمت أعمالا تضمّ ممثلين من دول عربية مختلفة، إنما الدراما اللبنانية المحلية راهناً غير مربحة لأن سوقها ضيّق، فيما الدولة لا تستثمر الطاقات الفنية المتوافرة لدينا. من جهة أخرى، إذا أردنا تسويقها في الخارج نحتاج إلى الالتزام بالمحاذير والممنوعات المفروضة في الدول العربية على صعيد البثّ الأرضي، ولكن مع انتقال البثّ إلى الفضائيات تجاوزنا الممنوعات، وباتت الأمور تتعلق بما يريد مسؤولو المحطات.

تقتصر الأعمال العربية المشتركة على ثلاثية مصر وسورية ولبنان، لماذا لا نرى مشاركة أردنية أو عراقية أو خليجية في هذه الأعمال؟

لا ينقص هؤلاء أي كفاءة مهنية. يزخر العراق بتاريخ فنيّ عريق وثمة ممثلون أردنيون رائعون وهم قريبون جداً منّا. إنما السياسة تؤدي دوراً في هذا الإطار، إذ  أعطينا مجالا للعالم للتلاعب فيناً، ومشكلتنا في لبنان في إفساحنا في المجال أمام ذلك. أمّا الخليجيون فأصبحوا أعلى من اللعبة العالمية لأنهم باتوا من اللاعبين ومن الصعب التلاعب بهم.

 

هل تحوّلت المنافسة الدرامية من منافسة بين بلدان إلى منافسة بين محطات وأعمال؟

لا ضرورة لتوافر المنافسة، إنما لنوع من النشاط العارم بهدف تقديم أعمال جميلة، بغض النظر عن زاوية المنافسة التي، إذا كانت إيجابية، حققت تطوّراً كونها تنبع من أشخاص يحبون ما يقدمون ولديهم هدف.

back to top