أحمد العدواني... بصمات جليلة في مسيرة الحركة الثقافية والفنية (2-2)

نشر في 23-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 23-07-2014 | 00:02
{أم كلثوم} غنت من كلماته قصيدة {يا دارنا يا دار}

وضع أحمد العدواني بصمته عبر إنجازاته على صعيدي الثقافة والفن في الكويت، وساهم في صياغة إبداع وصل إلى الدول العربية المختلفة. لم تقتصر انجازاته على صعيد تأسيس معاهد فنية أو إصدارات ثقافية فحسب، بل كان له دور ريادي في ميادين الإبداع الفني الأخرى.
كان أحمد العدواني فناناً وإنساناً أفنى حياته في تقديم إسهام متميز للحركة الأدبية والفنية والثقافية تراثاً وإبداعاً وقيادة.

 غنى له مطربون ومطربات من الكويت والدول العربية، في طليعتهم أم كلثوم في قصيدة «يا دارنا يا دار».

كتب {مهزلة في مهزلة}، أول مسرحية شعرية في الكويت، بعدما وضع حمد الرجيب فكرتها، يوم كانا طالبين في القاهرة، وتُعدّ التجربة الأولى في المسرح الكويتي، طبعت في مطابع دار التأليف في القاهرة (1948) ومثلت في العام نفسه على مسرح {بيت الكويت، وأدى أدوارها الطلبة الدارسون في القاهرة وأخرجها حمد الرجيب.

قدم لها عبدالعزيز حسين، مدير بيت الكويت، في 27 نوفمبر 1948 بكلمة جاء فيها: {هذه المسرحية الشعرية، إلى جانب رصانة نظمها، واضحة المعنى، سلسة الأسلوب، يسهل على الطلاب التعبير، من خلالها، عن مواقف القصة، وتقدم لنا شخصيات فكهة تعيش بيننا وتكدح في الحياة بأسلوبها الخاص، وكل ما هنالك أنها وضعت تحت منظار يتمثل في هذه المسرحية، وهو أسلوب من النقد الاجتماعي محقق النفع عميق التأثير}.

نختار نموذجاً في حوارها الشعري الذي كتبه العدواني على لسان إحدى شخصيات مسرحيته:

عجيب أي شيء قد أصابك

وأي سحابة غمرت جنابك

عهدتك من أشد الناس صبرا

إذا طرق البلاء عليك بابك

قضايا كبرى

 كتب نقاد وأدباء عن نتاج العدواني ممتدحين أفكاره النيرة وفلسفته العميقة، قال عنه الدكتور خليفة الوقيان: {صحيح أن العدواني مهموم بالقضايا الكبرى، كالحياة والموت، العدالة والظلم، وما إلى ذلك، لكنه لا يكتفي بالوقوف حيالها موقف الفيلسوف أو المفكر، بوصفها قضايا كونية، بل يرصد انعكاساتها على أرض الواقع وينصهر في أتونها بروح الثائر المتمرد}.

 أما الدكتور سليمان الشطي فقال: {الشاعر، عادة، لا يقف عند حدود التعامل مع الحياة القائمة أو يجاور الحياة القائمة، لكنه يتجاوز هذا للتحليق إلى ما فوق الواقع، والدخول في إطار كتابة التاريخ، وهذا التاريخ ليس حادثاً عابراً، بل لحظات متميزة، هذه رسالة الشاعر، كما يتصورها العدواني، وهذا إحساسه بالتاريخ}.

بدورها قالت ليلى العثمان: {الشاعر أحمد العدواني الذي رحل بصمت سنة 1990 وخلف غصة في قلوب أهله ومحبيه، ترك فراغاً في ساحتنا الثقافية، وهو أحد رجالات الكويت الذين يستحقون، بجدارة، أن يحتفى بذكراهم وأعمالهم}.

 تحدث الكاتب عبدالعزيز السريع عن الجوانب الإنسانية في شخصية العدواني: {على المستوى الإنساني كان رقيقاً عطوفاً إلى أبعد الحدود، وكثيراً ما شاهدته دامع العينين إزاء مواقف إنسانية نبيلة، وشاهدته يساعد ويعطي بصمت وبلا منّة}.

 شهادات

 

تحدث مثقفون وأدباء عن أحمد العدواني، وكانت شهاداتهم خير دليل على عمق إبداعه، يقول الدكتور محمد الرميحي: {كان العذوبة محدثاً، والعفة مختلفاً، والترفع مخاصماً، والتفاني معطياً، والنبل إنساناً، والتواضع فضيلة، والكبرياء رمزاً أمام التجاهل والجهلاء}.

أما الدكتور سليمان العسكري فيقول: {الجيل الذي تأثر وعيه الثقافي بالعدواني، مطالب بحمل الراية وإيصالها إلى الأجيال التالية، ليستمر العطاء والبذل والحب للكويت وعروبتها}.

 من جانبه يشير الدكتور خالد عبداللطيف رمضان إلى إن {العدواني، فضلاً عن كونه شاعراً كبيراً، وأديباً مرموقاً، فإنه صاحب فضل على الحركة الفكرية والثقافية في الخليج العربي وكذلك على المستوى العربي}.

 وتقول الدكتورة نسيمة الغيث: {كان هذا الشاعر منبعاً وسنداً لأهم المنجزات الثقافية المؤثرة، عبر ربع قرن مضى إلى ما يشاء الله مستقبلا}.

وفاته

توفي أحمد العدواني في 17 يونيو 1990 بعد حياة حافلة بالإنجازات الرائدة التي قدمها خدمة للثقافة والفنون في الكويت.

تقدير وتكريم

 نال الشاعر أحمد العدواني شهادات تقديرية من بينها:

* شهادة تقديرية مع درع وزارة التربية والتعليم - اليوبيل الذهبي المدرسة المباركية.

*قلادة الجامعة العربية - المؤتمر الثاني لوزراء المعارف العرب (1964).

*شهادة تقدير مع درع وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (الشعر الغنائي على مستوى دولة الكويت- 1981).

*شهادة تقدير مع درع المسرح العربي، اليوبيل الفضي ( 1986).

*شهادة تقدير مع درع جمعية الصحافيين (لمناسبة مرور 25 عاماً على التأسيس- اليوبيل الفضي -1964 1989).

*شهادة تقدير مع درع وزارة الإعلام بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيس تلفزيون الكويت.

*شهادة تقدير مع درع ووسام التكريم من الدرجة الأولى - عمان - مسقط، لمناسبة انعقاد مجلس التعاون لدول الخليج العربي (ديسمبر 1989).

رثاء

كتب الشاعر عبدالله الدويش قصيدة يرثي فيها الشاعر أحمد مشاري العدواني، مما جاء فيها:

مرحوم يا رب المعاني والشعر والأدب

يا من سما بالثقافة والفنون بأدب

اسمك صعد في سماء الافاق عز أو أدب

لك سمعة بالوطن ما مثلها سمعة

عقل وثقل والفكر والراي والسمعة

عساك بعلا الجنان العالية بسمعة

يا رافع بالبلد احلا الذكر والأدب

مال المنايا خذت منا الأديب الأغر

الشاعر اللي لربات المعاني أغر

رب الشعر والأدب بمحكماته أغر

أحمد رزين العقل له حكمة شاعله

أسراج وقته لأرباب الفكر شاعلة

أبو مشاري بطيب أفعايله شاع له

حسن النبا في كلامه وكل وقته أغر

back to top