ألو Mayo Clinic ؟

نشر في 23-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2014 | 00:01
No Image Caption
س: شخص الأطباء قبل بضعة أشهر إصابتي بالتهاب المريء اليوزيني (eosinophilic esophagitis). إلا أنني أعاني مشكلة انحشار الطعام في المريء منذ سنوات. لذلك أعتقد أنني مُصاب بهذه المشكلة منذ زمن. هل من الممكن أن أحاول أولًا استبعاد أنواع الطعام الواحد تلو الآخر كي أحدد ما يؤدي إلى ردة الفعل الأرجية هذه أم الدواء علاج ضروري لهذه الحالة؟

ج: بما أن التهاب المريء اليوزيني قد يكون ناجمًا عن ردّة فعل أرجية تجاه أنواع محددة من الطعام، فمن المفيد الامتناع عن تناول مأكولات مسببة لردّة الفعل هذه. ولكن بما أن من الصعب تحديد سبب هذا المرض بدقة، وبما أن الطعام لا يكون دومًا السبب وراء هذه المشكلة، فمن الضروري تناول أدوية لضبط هذا الاضطراب بفاعلية.

الحمضات (اليوزينيات) كريات دم بيضاء تضبط الالتهاب داخل الجسم. كذلك تؤدي دورًا أساسيًّا في ردود الفعل الأرجية. يُصاب المريض بالتهاب المريء اليوزيني عندما تتشكّل أعداد كبيرة من هذا النوع من الكريات البيضاء في المريء، أي الأنبوب العضلي الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. ويرتفع عدد الحمضات في المريء عادةً كردّة فعل تجاه عامل مسبب للأرجية (الحساسية).

في حالات كثيرة، يعاني مرضى التهاب المريء اليوزيني من حساسية تجاه نوع أو أنواع عدة من الطعام. وتشمل الأنواع التي تؤدي عادةً إلى حالة مماثلة: الحليب، البيض، القمح، الصويا، الجوزيات، والسمك. لكن التهاب المريء اليوزيني يعود أحيانًا إلى حساسيات لا دخل لها بالطعام. على سبيل المثال، يمكن لتنشق مسببات الحساسية، مثل الرحيق، أن يؤدي إلى التهاب المريء اليوزيني في بعض الحالات. ويبدو أن لمرض ارتجاع المريء أيضًا دورًا في التهاب المريء اليوزيني، مع أن طبيعة العلاقة بينهما لا تزال مبهمة.

تشمل الأعراض الأبرز لالتهاب المريء اليوزيني انحشار الطعام عادةً في المريء، ما يؤدي  في بعض الحالات، إلى التقيؤ. وفي حالات نادرة، يسبب التقيؤ الحاد، نتيجة التهاب المريء اليوزيني، تمزق المريء، ما يؤدي إلى مضاعفات طبية خطيرة. وإذا لم يُعالج هذا الالتهاب، يسبب، في النهاية، ندبًا في المريء وتضيّقه، مفاقمًا الأعراض التي يعانيها المريض.

تقوم الخطوة الأولى في معالجة التهاب المريء اليوزيني على  تناول أدوية مضادة للأحماض. تحدّ هذه الأدوية من تأثير ارتجاع الأحماض وتخفف من الالتهاب داخل المريء. ومن مزايا مضادات الأحماض أن من الممكن تناولها لفترات طويلة من دون التعرض لتأثيرات جانبية تُذكر. لكن السلبي أن ثلث مَن يعانون التهاب المريء اليوزيني يحصلون على راحة كبيرة مع استعمال هذه الأدوية وحدها.

عندما يتبيّن أن مضادات الأحماض ليست كافية، على المريض تناول دواء ستيرويدي. خلال معالجة التهاب المريء اليوزيني، تقتضي المقاربة المتبعة عادةً ببلع الدواء الستيرويدي السائل بدل تنشقه كي يغطي المريء. كذلك تُعتبر التأثيرات الجانبية لهذه الطريقة في إيصال الستيرويدات إلى المريء أقل، مقارنة بتناول الستيرويدات كحبوب.

لا شك في أن الامتناع عن تناول الأطعمة التي تسبب ردّة الفعل الأرجية يُشكّل جزءًا فاعلاً من علاج التهاب المريء اليوزيني. تشمل الخطوة الأولى استبعاد كل أنواع الطعام الستة التي تُسبب عادةً ردّة فعل أرجية (البيض، مشتقات الحليب، السمك، الجوزيات، الصويا، والقمح) طوال ستة أسابيع. يشعر نحو 70% ممن يعانون هذا الالتهاب تراجعًا كبيرًا في الأعراض بعد اعتماد نمط الغذاء هذا طوال ستة أسابيع.

ولكن لا يمكن اتباع هذا النوع من نمط الغذاء القاسي خلال فترة طويلة. لذلك يعود المريض تدريجياً إلى تناول هذه الأطعمة، كل منها على حدة. وبعد كل مرحلة، يُفحص المريء بحثًا عن أي ردّة فعل أرجية. تتطلب هذه العملية بأكملها أشهرًا عدة. ولكن بعد الامتناع عن تناول أنواع الطعام هذه والعودة إليها تدريجًا، ينجح نحو 50% من مرضى التهاب المريء اليوزيني في ضبط أعراضهم بالابتعاد عن نوع أو اثنين منها، ما يتركهم مع نمط غذاء يسهل اتباعه على الأمد الطويل.

يحتاج معظم مرضى التهاب المريء اليوزيني إلى علاج طويل يقوم على الغذاء والأدوية بهدف ضبط الأعراض والحؤول بفاعلية دون إلحاق ضرر بالمريء. لذلك استشر طبيبك لتحدد المقاربة الأفضل في حالتك.

back to top