رشدي أباظة... الرجل الأول: العيب (24)

نشر في 22-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 22-07-2014 | 00:02
عاش رشدي أباظة أياماً عصيبة عقب رحيل المخرج عز الدين ذو الفقار، فبعدما أقلع نسبياً عن الشراب، وهو ما أسعد سامية جمال جداً، عاد إليه بشراهة، لا بسبب حزنه على رحيل صديقه فحسب، بل أيضاً لإحساسه بأنه فقد «دليله» السينمائي إلى الأبد. فرغم أنه كان في الفترة الأخيرة يقدم معه فيلماً من بين كل عشرة أفلام، فإنه كان يطمئن على نفسه فنياً لمجرد إحساسه بأن عز الدين ذو الفقار موجود، حتى لو لم يكن يعمل معه.
كانت أمنية عز الدين ذو الفقار الأخيرة أن يُخرج فيلم {صلاح الدين الأيوبي} ويؤدي بطولته رشدي أباظة، غير أنه برحيله لم يبق من الأمنية سوى القسم الأول، فبعد أقل من شهرين من رحيل عز الدين، قررت المنتجة آسيا داغر استئناف العمل بالفيلم، خصوصاً وقد تم إنفاق أموال كثيرة على التحضير، فعهدت بالفيلم مجدداً إلى المخرج يوسف شاهين، كانت طلبت منه في المرة الأولى الانتظار أملاً في شفاء عز الدين، كما طلب رشدي.

 ما إن بدأ يوسف العمل في الفيلم حتى قام ببعض التعديلات على السيناريو والحوار مع الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، خصوصاً في شخصية صلاح الدين، وبدأ التصوير مع فريق العمل من فنانين وفنيين، الذين كان عز الدين سبق واختارهم، باستثناء بطل الفيلم رشدي أباظة، الذي اختار مكانه الفنان أحمد مظهر، ظناً منه أن رشدي أهانه عندما رفض أن يعمل معه، مقرراً أن ينتظر شفاء عز الدين ذو الفقار.

أثار هذا الأمر غضب رشدي، وأثر بشكل كبير في نفسه، خصوصاً أنها الفرصة التي انتظرها طويلاً، وحلم بها، بل وقام بكثير من الاستعدادات لأجلها.

كان هذا الموقف نقطة فارقة ومهمة في مشوار رشدي، فطلبت منه زوجته سامية جمال أن يتوقف مع نفسه ليعيد حساباته:

- أقسم لك بقسمت بنتي وبيكي وبأمي... عمري ما هاشتغل مع يوسف شاهين. لو هأقعد من غير شغل حتى لو مش هلاقي آكل.

* أنت بتقول إيه يا رشدي؟ أنت نجم كبير وكل مخرجين مصر وسورية ولبنان يتمنوا يشتغلوا معاك.

- أنا عارف دا كويس. بس بأقسم وبأفترض المستحيل.

* طب مابلاش القسم دا لأنك لما بتقسم بيه ما بترجعش في كلامك. ماتروح تقابله وتزيلوا سوء التفاهم اللي بينكم.

- سامية... الموضوع انتهى.

* أوكيه انتهى. بس لازم تقف مع نفسك شويه وتعيد ترتيب حساباتك.

- مش فاهم تقصدي إيه؟

* أقصد أنك دلوقت واحد من النجوم المعدودين في مصر والوطن العربي... والطريقة اللي كنت بتشتغل بيها زمان ماتنفعش دلوقت.

- أيوا أنت عارفه أني بأخد الأمور ببساطة... وماعنديش عقد النجومية.

* دا جميل لأنك فنان بجد يا رشدي. بس للأسف في ناس بتفهم دا غلط.

- يعني عايزاني أعمل إيه؟

* لازم يبقى لك سكرتير... سكرتير مش سكرتيرة.

- يوووه يا سامية إحنا في إيه ولا إيه؟

* أنا بتكلم جد. لازم يبقى لك سكرتير أو مدير أعمال يتفاوض باسمك ويجهز العقود.. ويقدر يشيل عنك الحرج إذا منتج ولا مخرج أخل باتفاقه معاك. وأنا من ناحيتي ياعم هأشتغلك سكرتيرة في البيت وأجري على الله. هأرد على التليفونات وأنظملك مواعيدك واختارلك ملابس أفلامك... وفوق كل دا يا سيدي قلبي.

- وأنا مش عايز من كل دا غير قلبك بس... دا يكفيني.

مرحلة جديدة

بدأ رشدي مرحلة جديدة من حياته الفنية، بعدما اختار مديراً لأعماله، إضافة إلى سكرتير شخصي يشرف على ملابسه في الأستوديو ويلازمه خلال فترات التصوير، وراح يستكمل الأفلام التي سبق وتعاقد عليها قبل رحيل عز الدين ذو الفقار.

قبل أن ينتهي العام 1963، صور ثلاثة أفلام عمل فيها في الوقت نفسه. شارك مع مها صبري ونجوى فؤاد وعبد السلام النابلسي وحسن فايق، بطولة فيلم «حلوة وكدابة» مع المخرج حسين فوزي، كذلك شارك إسماعيل ياسين بطولة فيلم «المجانين في نعيم» وشاركهما كل من زهرة العلا وشويكار ونجوى فؤاد وميمي شكيب وتوفيق الدقن وإستيفان روستي وزينات صدقي، فيما تولى الإخراج حسن الصيفي، ليعود مجدداً إلى التعاون مع المخرج فطين عبد الوهاب في تجربة كوميدية جديدة بعنوان «عروس النيل».

يدور الفيلم حول «لعنة الفراعنة» التي قد تصيب من يعبث بآثارهم، فما إن يحاول مهندس بترول التنقيب في منطقة الأقصر حتى تظهر له «عروس النيل» واحدة من تلك التي كان الفراعنة يلقون بها في النيل وهي على قيد الحياة، كي يفيض النيل.

شارك رشدي أباظة في بطولة الفيلم كل من لبنى عبد العزيز وعبد المنعم إبراهيم وشويكار وعبد الخالق صالح.

مع مطلع العام الجديد 1964 عرض على رشدي أفلام عدة، غير أنه اختار أن يبدأ بالعروض الخارجية. عرض عليه المخرج أحمد ضياء الدين بطولة فيلم «فتاة شاذة» ليتم تصويره في بيروت، ووجدها رشدي فرصة للسفر لتغيير الأجواء التي عاشها خلال العام المنقضي، وفي الوقت نفسه رأى أن الفيلم سيجمعه بأصدقاء الصبا المقربين أحمد رمزي وعادل أدهم. سامية بدورها رفضت السفر معه لارتباطها بعقود رقص مع عدد من الملاهي الليلية، فاضطر إلى السفر بمفرده، على أن يمضي شهراً في بيروت يتم خلاله تصوير الفيلم هروباً من الرقابة التي رفضت تصويره في مصر بسبب موضوعه.

«فتاة شاذة» أول فيلم عربي يتطرق إلى قضية «زنا المحارم» من خلال فتاة تموت والدتها ويسجن والدها، وتكبر الفتاة فيخدرها أحدهم ويغتصبها، وعندما تستيقظ تجد والدها إلى جوارها، فتظن أنه من اغتصبها، فتهرب وتنحرف.

شارك مع رشدي ورمزي وعادل أدهم في بطولة الفيلم، كل من يوسف فخر الدين والوجه الجديد مديحة كامل.

انتهى تصوير الفيلم، وعاد فريق العمل إلى القاهرة، لكن رشدي قرر البقاء في بيروت لسببين، الأول أن المخرج اللبناني محمد سلمان عرض عليه بطولة فيلم «بدوية في باريس»، سيتم تصويره بين بيروت وباريس، فوافق فوراً وشرع في تصوير المشاهد الخارجية في باريس لمدة أسبوعين، عاد بعدهما إلى بيروت لاستكمال التصوير. وفي الوقت نفسه ليتفرغ للسبب الثاني، وهو الأهم، فقد التقى رشدي خلال فترة وجوده في بيروت بشقراء لبنانية تدعى «ليندا» وعاش معها قصة حب جديدة، واتفقا على أن يكللاها بالزواج فور انتهاء تصوير بقية مشاهد «بدوية في باريس»، فاستغلت الصحافة اللبنانية الحدث، وراحت تنشر تفاصيله في الصحف البيروتية، حتى وصل الخبر إلى سامية جمال في القاهرة.

لم تذهب سامية خلف مشاعر الغيرة العمياء، بل قررت معالجة الأمر بحكمة، فهي تعرف رشدي، طفل متهور شديد العناد، وإذا فعلت مثلما تفعل غالبية النساء في مثل هذه المواقف، ستكون هي الخاسرة الأولى، وهي تحب رشدي وهدفها الحفاظ عليه، وإعادته إلى عشهما الهادئ.

من دون أن تخبره سافرت سامية إلى بيروت، وبمجرد وصولها حجزت جناحاً في أحد أكبر فنادقها، وهو الجناح الخاص بـ{شهر العسل» للعرسان الجدد، ثم ذهبت إلى الأستوديو حيث يصور رشدي الفيلم الجديد وفاجأته، فلم يصدق وجودها:

- سامية!! وصلتي أمتى وإزاي، وماقولتيش ليه علشان استناكي في المطار؟

* واحدة واحدة يا حبيبي. أصل أنا عرفت من الصحافة.

- عرفتي إيه؟!

* عرفت أنك خلاص فاضلك أسبوع وتخلص تصوير الفيلم. وأنا كمان نهيت ارتباطاتي الموسم دا. فحبيت أعملك مفاجأة، وجيت.

- آه آه... حلو أوي.

* لكن المفاجأة الأهم بقى.

- ههههه... لسه في مفاجآت تاني؟

* طبعاً... أنا حجزت ليا أنا وأنت جناح «شهر العسل» في فندق «بلازا»... قلت أكيد دي حاجة هاتبسطك، خصوصاً إنك لازم ترتاح شوية بعد تصوير الفيلمين قبل ما ترجع القاهرة.

- ياااه... ما تتصوريش أنت أنقذتيني إزاي.

* أنقذتك! أنقذتك من إيه؟

- إيه آه... أنقذتيني من الهلاك.

* هلاك إيه بعد الشر؟

- قصدي أني فعلا هلكت الفترة اللي فاتت دي... ولازم فعلا أرتاح شوية قبل ما نرجع مصر. مش بس كدا... إحنا فعلا لازم نعمل شهر عسل جديد مع أجمل وأروع وأجدع زوجة.

الحصان الرابح

بحكمة وهدوء أنقذت سامية جمال بيتها من الضياع، ومنعت رشدي من أن يتمم الزيجة الرابعة له، بل أمضى الاثنان شهر عسل جديداً في بيروت، وعادت بصحبة زوجها إلى القاهرة.

عاد رشدي ليجد المخرج حسام الدين مصطفى في انتظاره بعملين جديدين، غير أنه كان قد اتخذ قراراً لا رجعة فيه، وهو أن أي جهة إنتاجية ستعرض عليه عملاً جديداً، ويراه رشدي مناسباً ويوافق عليه، ويتم الاتفاق وتحديد الأجر، سيكون له شرط واحد، وهو أن يرسل إلى الشركة الموافقة مدير أعماله، ومعه حقيبة خاوية، على أن يعود بها إلى رشدي وفيها أجره كاملاً، قبل أن يبدأ تصوير المشهد الأول. فاضطر جميع المنتجين إلى الرضوخ لشرطه، خصوصاً بعدما أصبح «الحصان الرابح» في السينما المصرية، ويكفي وجود اسمه على ملصق أي فيلم ليحقق أعلى الإيراد.ت، غير أن ما استوقفه في السيناريو الذي أرسله له المخرج حسام الدين مصطفى، الشخصية التي سيجسدها في فيلم «الطريق»:

- أيه الكلام اللي أنت بتقوله دا يا حسام... دا مش ممكن يحصل أبداً.

* مايحصلش إزاي. إذا كانت صاحبة الشأن موافقة... أنت معترض ليه؟

- لازم أعترض حتى لو هي وافقت... أنت فاهم يعني إيه أعمل دور ابن تحية كاريوكا في الفيلم دا.

* أيوا عارف... أنه هايكون فيلم هايكسر الدنيا.

- لا يا حسام إحنا كدا نبقى بنستغل تحية بشكل وحش أوي.

* عيب يا رشدي لا أنا ولا أنت اللي نعمل كدا.. تحية فنانة كبيرة وعارفة بتعمل أيه.

- أيوا بس تحية كاريوكا كانت مراتي من عشر سنين... تطلع معايا النهاردة في دور أمي؟

* الجمهور مش عبيط وفاهم أنه بيتفرج على سينما. وإلا ماكنش عمره صدق عزيز عثمان لما عمل أبو ليلى فوزي.

- أيوا بس...

* مافيش بس. عموماً أهي جت بنفسها أهي... وخليها هي بقى اللي تقنعك.

بموافقة تحية كاريوكا على دورها في الفيلم والقيام بدور والدة «صابر» (رشدي أباظة)، أعطت له درساً فنياً لم يَنسَه في حياته، وهو أن الفنان ملك لعمله الفني ولجمهوره، ولا بد من أن يستوعب تخطي الزمن لكل شيء، بما في ذلك نجوميته.

أمام إلحاح تحية كاريوكا وحسام الدين مصطفى، قبل رشدي دور «صابر ابن بسيمة عمران» في فيلم «الطريق» عن قصة نجيب محفوظ، سيناريو حسين حلمي المهندس وحواره، أمام شادية وسعاد حسني وحسن البارودي ومحمد توفيق.

تأكدت نجومية أباظة من خلال هذا الفيلم وبشكل مباشر من الجمهور، فعند تصوير أحد المشاهد أمام باب فندق «المحطة» في «شارع كلوت بك» في وسط القاهرة، وهو مشهد لا يستغرق وقته على الشاشة أكثر من 15 ثانية، بقي المخرج حسام الدين مصطفى ثلاثة أيام حتى تمكن من تصويره، فكلما ظهر رشدي في الشارع التف حوله الجمهور، لدرجة توقف المرور في الشارع، ويضطر المخرج إلى إنهاء التصوير وتأجيله إلى اليوم التالي، حتى اضطر بعد ثلاثة أيام إلى تصوير المشهد في وجود الجمهور وظهر في الفيلم والجمهور يلتف حول رشدي لحظة دخوله من باب الفندق.  

بعده وجد فيه المخرج حسام الدين مصطفى أنه نجم «المغامرات» الغائب عن شاشة السينما المصرية، وأن أحداً من المخرجين لم يستغل قدراته الجسدية كفتوة شاب من نوع خاص، فقدمه في فيلم «الشياطين الثلاثة» مع صديقيه أحمد رمزي، وحسن يوسف، ومعهم برلنتي عبد الحميد، ونوال أبو الفتوح، وعبد العليم خطاب، فنجح الفيلم بشكل جماهيري كبير، وهو ما لفت أنظار المخرجين إلى هذه المنطقة عند رشدي. فقدمه المخرج محمود فريد مع بداية العام 1965 في فيلم «المشاغبون» أمام نجوى فؤاد، ومحمود المليجي، وتوفيق الدقن، ونيللي، وبعد أقل من شهرين من الفيلم الأول عاد المخرج ليلتقي معه في فيلم آخر بعنوان «العقلاء الثلاثة» أمام سميرة أحمد، وأحمد رمزي، ومحمود المليجي، وشريفة ماهر، وتوفيق الدقن.

النوعية الجديدة من أفلام {المغامرات} التي حاول المخرجون محاصرته فيها، لم تنس رشدي الأدوار الرومانسية التي كان يفضلها، ويعود الفضل فيها إلى أستاذه الراحل عز الدين ذو الفقار، فلم يكتف بانتظار أن تأتي إليه كفيلم {الباحثة عن الحب} الذي قام ببطولته أمام صديقة عمره نادية لطفي، ونجوى فؤاد، من إخراج أحمد ضياء الدين، بل راح يبحث عن نوعية الأفلام الرومانسية بنفسه. حتى إنه كان إذا لم يجد المنتج الذي يتحمس لها، يتصدى بنفسه لإنتاجها. أنتج فيلم {شقاوة رجالة}، كوميديا رومانسية خفيفة، قصة أحمد المولا، سيناريو بهجت قمر وحواره، إخراج حسام الدين مصطفى، وأسند بطولته إلى كل من سعاد حسني، أحمد رمزي، محمد عوض. شارك فيه رشدي بدور بديل لعماد حمدي، الذي شارك كضيف شرف مع سامية جمال، وظهرا خلاله بشخصيتهما الحقيقية، مجاملة لرشدي.

نجح الفيلم كما توقع رشدي، كمنتج باختياره سعاد حسني بطلة لفيلمه. فمثلما كان رشدي الحصان الرابح للمنتجين، كانت سعاد حسني {تميمة الحظ} بالنسبة إليهم، فاستغلوا ذلك وحاولوا الجمع بين {الحصان الأسود، وتميمة الحظ} على شاشة السينما، فجمعت بينهما شركة {صوت الفن} في فيلم {جناب السفير} سيناريو عبد الحي أديب، حوار أبو السعود الإبياري، وإخراج نيازي مصطفى، وشارك معهما في بطولته عادل أدهم وسهير البابلي، وفؤاد المهندس، وجورج سيدهم، بعده قدمهما معاً أيضاً المخرج حسن الصيفي في فيلم من إنتاجه بعنوان {مبكى العشاق} قصة يوسف جوهر، سيناريو وحوار محمد عثمان، وشاركهما البطولة يوسف شعبان.

محمود ذو الفقار

لم يكن رشدي ليرفض دوراً يعرضه عليه المخرج الفنان محمود ذو الفقار، ليس لأنه جزء أصيل من شقيقه الراحل عز الدين ذو الفقار، فنياً وإنسانياً، وإن كان له لونه الفني الخاص، لكن الأهم أنه كان يثق في ما يقدمه من توليفة سينمائية تجمع بين الشكل الفني والشكل التجاري، ما يضمن له نجاحاً متميزاً.

عرض محمود ذو الفقار على رشدي أباظة القيام ببطولة فيلم {عدو المرأة} أمام صديقته التي يطلق عليها لقب {الولد الشقي} نادية لطفي، ليقدم شخصية الدكتور عيسى الأيوبي، الذي يمر بتجربة قاسية في طفولته بعد وفاة والده وزواج والدته من آخر، فتسبب له {عقدة نفسية} ضد كل امرأة، فيصبح عدوا للمرأة، يهاجمها في كتبه ومقالاته الصحافية. حتى تقرر فتاة الدخول في رهان مع بعض أصدقائها حول كشف السر في حياته، وفعلاً تستطيع عبر الحيلة أن تدخل حياته، وتكشف سره، لكن الغيرة تدفع ابن خالتها إلى أن يكشف هذا الرهان للدكتور عيسى، فيزداد غضبه ونقمته على المرأة، لكنها تثبت له حقيقة حبها له.

شارك مع رشدي ونادية في بطولة الفيلم كل من عبد المنعم إبراهيم وليلى طاهر وشفيق نور الدين وزينب صدقي وسامية شكري والشاب سمير صبري الذي جاء من {الإسكندرية} بحثاً عن مكان له على الشاشة الفضية، واكتشف رشدي أنه يحمل الكثير من السمات والمؤهلات الشخصية والفنية التي ستجعل منه نجماً في المستقبل، فسمح له بالاقتراب كثيراً منه، خصوصاً أن سمير كان يتحدث لغات عدة أيضاً مثله، فراح يوليه رعاية خاصة، ولا يبخل عليه بأي ملاحظات أو اقتراحات يمكن أن تسانده خلال رحلته، فاتخذه سمير أخاً أكبر له، ومرشداً فنياً، ليس في ما يتعلق بفيلم {عدو المرأة} فقط، بل في كل ما يعرض عليه من أعمال، فلم يترك سمير باباً للفن إلا وطرقه، وهو ما أثار إعجاب رشدي:

- أيه يا سمرة جاي النهاردة يعني فرحان ومبسوط. فيلم ولا حاجة للتلفزيون.

* لا دا ولا دا... إذاعة.

- هأتعمل مسلسل للإذاعة... حلو أوي.

* لا يا أستاذ. عملت خلاص مسلسلين. والنهاردة رحت قبضت. يعني أنت دلوقت يا إكسلانس بتكلم الوجيه الأمثل سمير صبري. ولازم أعزمك بالمناسبة دي. أنت يا ما عزمتنا.

- طب هايل ياسي وجيه أمثل... يبقى نتعشى أنا وسامية على حسابك النهاردة.

قالها رشدي وانصرف، ولم ينتظر رد سمير، الذي شعر أنه أصيب فجأة بحالة دوار، وفغر فاه، ولم يقو على التحرك.

back to top