السرطان... جذور الشر تعود إلى العصور القديمة

نشر في 10-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:01
No Image Caption
كل سنة، يُشخَّص مرض السرطان لدى 450 ألف شخص في ألمانيا. يحلم كل واحد منهم بالانتصار في المعركة ضد المرض. لكن هل يمكن هزم السرطان بالكامل يوماً؟
توصل الباحثون في جامعة كييل إلى استنتاج منطقي حول السرطان: {السرطان قديم بقدر الحياة المتعددة الخلايا على الأرض ومن المستبعد أن يتم استئصاله بالكامل يوماً}. هذا ما استنتجه الأستاذ توماس بوش في نتائج أبحاثه الأخيرة. نُشرت الدراسة التي أجراها فريق دولي بقيادة بوش في المجلة العلمية Nature Communications.

أسباب الأورام هي «الجينات السرطانية». يحقق العالمان توميسلاف دومازيت لوسو وديتارد توتز من «معهد ماكس بلانك» لعلم الأحياء التطوري في بلون بالفترة التي شهدت ظهور الأورام منذ سنوات. يوضح دومازيت لوسو: «خلال أبحاثنا عن أصل الجينة السرطانية، قمنا باكتشاف غير متوقع ضمن مجموعة قديمة من الحيوانات». هو أحد المشرفين على الدراسة الراهنة ويعمل الآن في معهد رودر بوسكوفيتش: «تفترض بياناتنا أنّ أولى الحيوانات المتعددة الخلايا كانت تشمل معظم الجينات التي يمكن أن تسبب السرطان عند البشر». لكن لم تتوافر الأدلة الكافية حتى الآن على إمكانية نشوء الأورام عند هذه الحيوانات أو طبيعة الآليات الجزيئية لتشكّل الأورام في هذه الحيوانات البسيطة.

سبب الأورام

توصل فريق البحث بقيادة الأستاذ توماس بوش من جامعة كييل إلى استنتاج مبهر عن جذور السرطان: {اكتشفنا الآن وجود كتل حميدة تحمل الأورام عند فئتين مختلفتين من العدار، وهو كائن يشبه المرجان}. هذا ما يثبت وجود الأورام في الحيوانات البدائية والتطورية القديمة.

يوضح ألكسندر كليموفيتش، طالب لديه منحة مدرسية في مؤسسة ألكسندر فون همبولت في جامعة كييل: {عندما راجعنا تحليلات جزيئية أكثر تفصيلاً للأورام، وجدنا جينة تصبح ناشطة في نسيج الورم وتمنع موت الخلايا المبرمج. بما أن آلية موت الخلايا غير الناشطة تكون مسؤولة أيضاً عن نمو الأورام وانتشارها في أنواع عدة من السرطان البشري، تبرز في هذا المجال نقاط تشابه مذهلة مع السرطان عند البشر}.

كانت مهمة العلماء الثالثة تقضي بإثبات قدرة خلايا الأورام على الانتشار. يعني ذلك أن خلايا الأورام، إذا دخلت إلى جسم سليم، قد تعزز انتشار الأورام هناك.

للأورام جذور عميقة

تُصرَف مبالغ ضخمة في أنحاء العالم لمحاربة السرطان. استثمرت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 500 مليار دولار لإجراء أبحاث عن السرطان بحلول عام 2012. أدت الأبحاث العالمية إلى تحسين وسائل الوقاية والتشخيص والعلاج، ما ينذر بتسجيل بعض التجارب الناجحة. لكن يبقى التقدم الذي تحقق بطيئاً في ما يخص عدداً من الأورام الشائعة. وفق فريق الأبحاث الذي قاده بوش، توفر نتائج الأورام البدائية لدى كائن العدار كمية هائلة من المعلومات لمساعدتنا على فهم مشاكل معقدة مثل «السرطان». تستبعد دراستنا أيضاً أن نفوز يوماً بـ{الحرب على السرطان» المعلنة في السبعينيات. لكنّ معرفة العدو من جذوره هي أفضل طريقة لمحاربته والفوز بمعارك عدة.

back to top