خولة العتيقي: الفتنة من صنع الغرب بمساعدة العملاء العرب

نشر في 03-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 03-07-2014 | 00:02
«تطبيق القانون بالعدالة والمساواة سيخلّصنا من هذه الآفة الخطيرة»
تؤكد التربوية والناشطة خولة العتيقي أن الفتنة التي تعصف بالعالم العربي من صنيعة الغرب بمساعدة عملائه في المنطقة، فهذه القوى اعتادت على التدخل في الشأن العربي محتضنة بعض الأفراد من القاع لتضعهم في ما بعد في سدة الحكم ليكون الولاء خالصاً لها، ثم تبدأ مهمة تدمير المجتمعات العربية عن طريق مسوغات كثيرة وبأساليب مخادعة.

وتقول العتيقي إن الشعوب العربية بدأت بكسر حاجز الخوف وحينما تتلمس إمكاناتها الفعلية وقدراتها الكامنة ستنعم بالاستقرار، معتبرة أن فترة التغيير ستشهد فوضوية وغوغائية ولكن سيعقبهما استتباب الأمن لأن الشعوب ستكون هي سيدة قراراتها.

وفي حديث عن دور مؤسسات الدولة في وأد الفتنة، أكدت العتيقي أن وجود حكومة قوية تطبق القانون بعدالة ومساواة ستتلاشى هذه الآفة الخطيرة، وينعم المجتمع بالتعايش بأمن وسلام ضمن أسس وأحكام تطبق على الجميع فلا تشعر أي شريحة بالغبن أو الاضطهاد.

وفي شأن إغلاق بعض القنوات التلفزيونية التي تروج للفتنة، أوضحت أنها ضد التعسف في استخدام القانون، فثمة قنوات أخرى أيضاً تنشر الفتنة ولكن يتم السكوت عنها، وفيما يلي نص الحوار:

من الذي غرس بذرة الفتنة في البلدان العربية؟

 

فعلاً، يحتاج هذا الموضوع إلى تسليط الضوء عليه لأن الغرب زرع الفتنة في بلاد المسلمين عندما أيقن فشله وعدم قدرته على النيل من الإسلام، ولم يستطع من خلال حركات التبشير بالنصرانية تحقيق نتائج مرضيةً. لذلك بحث عن طرق بديلة للسيطرة على العرب، فدخل من أبواب مختلفة تم التخطيط لها بعناية فائقة وليست عشوائية. فكما نجح اليهود في تخريب المجتمعات الغربية وأبعدوها عن دينها خلال فترات سابقة، الآن تتعاون هذه المجتمعات الغربية مع اليهود في تخريب المجتمعات المسلمة عن طريق الإعلام والفكر وتغيير طرق الحياة ونشر الرذيلة والمسكرات والمخدرات، فأي دولة تريد السيطرة على دولة أخرى تغرقها بالمخدرات، وهذا ما يحدث في بعض الدول العربية، حيث نرى كمية السموم التي يتم إغراق الكويت بها رغم صغر مساحتها. ولك أن تتخيل الكميات الأخرى التي يتم إرسالها إلى الدول العربية الأخرى.

حديثك يدل على أن المجتمعات العربية مخترقة بشكل خطير؟

ولج الغرب إلينا من باب الحرية الشخصية لإغراء أفراد المجتمع، لأن السم لا يمكن أن يتجرعه الفرد إن لم يكن مغموساً بالعسل. وما يثير دهشتي وجود أفراد كبار في السن التقطوا هذا الطعم وتباروا في الدفاع عنه. عموماً، ما دامت الحرية الشخصية لا تتعارض مع حرية الآخرين فليس لدينا مشكلة، لكن علينا الانتباه لأن البعض يخترقنا عبر هذه الطرق السهلة والبسيطة ويحدث الفتنة، فيما ثمة من يتصور أن الفتنة هي أناس يدخلون في حرب كلامية يتلقفها الإعلام ويزيدها اشتعالاً حتى تتحول إلى حرب حقيقية. الفتنة كما أراها هي أن الإنسان عندما يدمن المخدرات سيدافع عن تاجر المخدرات، والإنسان المستمتع بالرذيلة وفساد المجتمع سيدافع عن كل ما يأتيه من الغرب.

سقوط المفكرين

ربما يرفض بعض المفكرين حديثك؟

لم ينتبه بعض المفكرين إلى الفخ الغربي وسقطوا في شراكه سقوطاً شديداً. نحن لسنا ضد الحرية، بل ديننا الحنيف يعززها ويؤكد عليها ويكفينا مقولة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص حينما كان والياً على مصر: {متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا}. لكن علينا أن نسأل أنفسنا عن مدى هذه الحرية ومتى يجب أن تتوقف. مثلاً، أنت تمارس حريتك في بيتك كما تشاء، وكذلك جارك. لكن حينما تقيم حفلة صاخبة تزعج الجار تكون بذلك قد اعتديت على حريته. يمكننا تطبيق هذا الكلام على مستوى الدول. فنحن نعيش في بلد مسلم لديه شريعته وقوانينه ودستوره، والمجتمع والقيم التي تحكمنا مستمدة من ديننا وتقاليدنا. لكن عندما يضخ الغرب سمومه عندنا ويدافع عنها باسم الحرية الشخصية، يجب أن نتنبه إلى ذلك، لأن الهدف واضح جداً وهو تخريب المجتمع وتدميره.

تقولين إن مشاكل العرب صناعة غربية بغالبيتها، ألا تعتبرين أن هذا الطرح يحتاج إلى إعادة نظر؟

من منظوري هي بالأساس صناعة غربية. يأتون بشخص من قاع المجتمع، يحيطونه برعايتهم ويغذونه بأفكارهم ويمنحونه منصباً كبيراً مثلاً، ثم يستولي على الحكم بتخطيط منهم ومساعدتهم ليضمنوا ولاؤه، ثم تُخرب المجتمعات المسلمة عن طريق الحروب الأهلية.

المجتمع العربي متنوع ويتضمن شرائح مختلفة، وهذا أمر طبيعي. لكن الأمراض الاجتماعية تدفع الأفراد إلى التناحر والتنابز لأسباب قبلية أو طائفية أو نخبوية، وهذه التقسيمات هي الجرثومة التي تفتت النسيج الاجتماعي، وهذا نوع من أنواع الفتنة، لذلك يجب معالجة هذه الأمور بحكمة لتفويت الفرصة على الغرب الذي يهتم كثيراً بالتركيز على الفتن.

يعيش بعض البلدان العربية حالة من الفوضى والضبابية في الرؤية فهل هي نتيجة الفتنة أو المؤامرات؟

نتيجة للفتنة والمؤامرات معاً. ولكنني أرى أنه رغم الظلم الذي وقع من بعض الرؤساء والثورات التي حدثت، كانت البلدان تشهد استقراراً اجتماعياً. اليوم، ثمة حراك مجتمعي يحدث بإرادة من الله سبحانه وتعالى، لأنه لا بد من أن يتغير شيء ما. والعصر الذي نعيشه سيكون مفصلياً ليفرق بين الحق والباطل، وهو فترة انتقالية لا بد من أن تواكبها فوضى وحراك ربما لا يكون في صالح الطرفين ولن ينتهي في الغد القريب، بل ستمر سنوات قبل أن ينتهي الصراع في العراق ومصر وتونس وليبيا وسورية... ذلك كله بحاجة إلى تضحيات كبيرة وعودة إلى العمل الجماعي البعيد عن الفرقة والتفتيت. وأجزم أن الشعوب حينما تكتشف قدراتها حتماً ستنتبه إلى حالها، لا سيما بعد تخلي البعض عنها، وستكون عودتها إلى الداخل وتبدأ بإدارة شؤونها بنفسها. حينها، ستمتلك الشعوب زمام أمورها وعقب ذلك ستنتهي الصراعات. أؤمن بقدرة الشعوب على قيادة أنفسهم.

فوضوية الجماهير

كيف ترين دور وسائل الإعلام في هذا المضمار؟

يسعى بعض وسائل الإعلام إلى التركيز على فوضوية الجماهير ليثبت الديكتاتوريات ويؤصل الخوف من التغيير والفوضى وعدم الاستقرار وضياع مستقبل الأولاد، ويرى أننا يجب أن نرضى بهذه الحالة وأن الشعوب فوضوية وغوغائية، ويطلق أسماء كبيرة وكثيرة. لكنني مقتنعة أن هذا التغيير لا بد من أن يحدث، فلاحقاً سيؤمن الحكام بالشعوب وتؤمن الشعوب بنفسها. وعندما يتحقق ذلك ستستقر الأمور ونعيش الديمقراطية الحقيقية لا ديمقراطية الـ %99 والتزوير، ويطلقون على أنفسهم أكثرية. هذه ليست ديمقراطية وإنما كلام فارغ. أعتقد أن الناس سيدركون أنه ليس لنا إلا الإسلام والحكم بشرع الله سبحانه وتعالى.

هل نعيش في مرحلة الفوضى الخلاقة كما أطلق عليها الغرب؟

نعم، هي فوضى خلاقة ولكنها لا تخلق حضارة وإنما تخلق إنساناً جديداً. فنحن عشنا مع حكام سنوات طويلة وتعودنا عليهم في دولنا العربية رغم ظلمهم لأن الناس تعودوا على نمط الحياة وربما يأتي التغيير بإنسان فاضل عادل نستطيع أن نقول له {حكمت فعدلت فأمنت}.

حاجز الخوف

هل كسر الإنسان العربي حاجز الخوف بالفعل؟

يكسر اليوم هذا الحاجز في مصر وسورية والعراق، وستستقر الأمور بحسب قانون الحضارة، فهي تأتي من القاع وترتفع وتسود في خط مستقيم حتى تبدأ في السقوط والنزول، وهذا هو التطور الطبيعي للحضارات. دائماً، تشهد بداية الحضارات الجديدة العدل والإحسان والحرية والديمقراطية، وعندما تقترب من نهاياتها تكون هذه القيم قد تراجعت لتخرب وتطيح، وتبدأ حضارة جديدة بعد فترة انتقالية للتغيير. هذا هو القانون الكوني الذي يجب أن نؤمن به.

أتذكر أن أحد المؤرخين الأميركيين وكان يعمل في {سى أي إيه} طلب مقابلتي بإلحاح قبل سنوات، باعتباري أنتمي إلى حركة نسائية إسلامية وسط مجموعة. وكان يحرص على الاجتماع خارج السفارة، فشعرت أنه يريد الحصول على شيء ما مني. ونحن في جلستنا مع السفير، سألته: أنت مؤرخ وتعرف قوانين الحضارات كيف تبدأ من الأسفل ثم ترتفع لتسير في خط مستقيم قبل النزول وأنتم في أميركا وصلتم إلى قمة حضارتكم وتسيرون في هذا الخط المستقيم، فهل تعرف كم بقي لكم كي تبدأوا بالنزول؟ هل من الممكن كمؤرخ أن تعطيني مؤشراً؟ وطبعاً رفض الإجابة وشعر بأنه لن يحصل على ما يريد مني فبدأ بالانسحاب من الحوار معي.

ثقافة الاختلاف

ثقافة الاختلاف شبه غائبة عن وطننا العربي فمتى تتعلم الشعوب العربية هذه الثقافة؟

لن نتعلم هذه الثقافة ما دمنا بعيدين عن ديننا ولا نؤمن بالديمقراطية الحقيقية ونريد المجتمع لنا فحسب وليس لغيرنا، فديننا فيه من الفكر ومن حرية الاختلاف والمشورة ما يبين لنا الأمور كافة. لكن يبقى أن ثمة نقطة علينا أن نلتقي عليها كي نبني مجتمعنا، على عكس ما نمر به اليوم. فكل واحد يبني جماعته وحزبه ويعتقد أنه الوحيد الذي يرى الصواب وأن الجميع على خطأ، وهذه المعارك التي نراها بين الكتاب وعلى صفحات الجرائد أكبر دليل على أن هؤلاء لا يعرفون ثقافة الاختلاف أو فقه الاختلاف أو الوسطية أو الممكن أو غير الممكن الذي تمتلئ به كتبنا. لكننا نتغنى بهذه المقولات على مواقع التواصل الاجتماعي ونغرد بها في {تويتر} والمحاضرات واللقاءات التلفزيونية، لكن على أرض الواقع {حدث ولا حرج}.

هل تتخذين ما تنادينه كمبدأ لك في الحياة؟

أحاول واتصل بجميع الناس وعندي جماعة معينة اعتز فيها وأنتمي إليها. ولكن لو أتتني جماعة أخرى وأرادت أن نجتمع على كلمة، فلن أتردد. وأنا، والحمد لله، على صلة جيدة بالجماعات كافة فهذه ثقافة يتشربها الإنسان من أسرته ومدرسته وجامعته. مثلاً، ذهبت في محاضرة إلى إحدى المدارس المتوسطة للبنات قبل فترة، وأنا على المنصة لمحت شجاراً قد نشب بين الحضور في آخر الصالة. استطاعت إدارة المدرسة التعامل مع الطالبات، فسألت الاختصاصي بعد ذلك عن المشكلة التي حدثت فقال إن السبب هو التعصب القبلي... هذا ما نشأت عليه البنات من أهلهم، فماذا ننتظر من جيل يسقط في براثن الفتنة؟ نحتاج إلى زمن حتى ينتهي هذا الجيل لتخرج أجيال جديدة تؤمن بمبدأ العدل والإنصاف والوسطية. للحقيقة، نردد دائماً {حرية إخاء مساواة}، ولكن هذا المبدأ مفقود بيننا كمذاهب وأجناس بشرية. والمساواة لا وجود لها لا في الوظائف ولا في أي مجال، ولا الشخص المناسب في المكان المناسب... نتغنى ببعض المقولات ونفرغ ما في جعبتنا ثم نذهب إلى النوم.

عدالة اجتماعية

هل أدى غياب العدالة الاجتماعية في أجزاء كبيرة من الوطن العربي إلى التطرف وإشعال الفتن؟

طبعاً، من دون شك والسبب الرئيس غياب سيادة القانون والعدالة الاجتماعية. أتذكر أنني دعيت إلى المشاركة في مؤتمر يوم اليتيم في اليمن أيام حكم الرئيس على عبد الله صالح حيث شارك فيه أشخاص من جميع أنحاء العالم، وكان لا بد من أن يفتتحه الرئيس وعندما جاء الأخير ومعه جيش من الحراس فوجئنا بيمني وقف في نهاية المسرح المدرج والتفت إليه الجميع وهو يقول صارخا: {حكمت فعدلت فآمنت فنمت يا عمر} واختفى هذا الرجل بعدها وطبعاً ذهب وراء الشمس. ولك أن تتخيل درجة اليأس والقنوط التي بلغت بهذا الشخص من الإصلاح في بلده، فمع وجود الجيش وقف أمام رئيس الجمهورية وقال ما قال.

قلت قبل ذلك إن المستقبل في الدول العربية مخيف ومرعب ويتطلب إرساء دولة القانون وتحقيق العدالة وتطويق أوجه الفساد، هل ترين إمكانية تحقيق ذلك في ظل الأوضاع الراهنة؟

نستطيع أن نتلافى هذه المرحلة. ولكن لا الغرب ولا أذنابه داخل دولنا يريدون الاستقرار لنا، بل يستغلون غياب العدالة الاجتماعية والثروات التي ينهبها الحكام وحاشيتهم وأعوانهم، فيما يزداد الشعب فقراً وسحقاً... الى أن يرسل الله سبحانه وتعالى لنا فرجاً.

رفعت الثورات العربية شعار {عيش حرية عدالة اجتماعية}، وتحديداً في مصر. هل تؤمنين بتحقيق ذلك في المرحلة المقبلة؟

نعم في ظل وجود شخص عادل يتميز بهذا الفكر ومعه بطانة أو جماعة تؤمن بالعدل ستتحسن الأمور. فمثلاً، في بلد مثل مصر الغنية بثروتها البشرية وأراضيها ومقومات الدولة الغنية كافة، تذهب موازنات الدولة إلى الرؤساء ومن حولهم فيما الشعب يزداد فقراً وسحقت الطبقة الوسطى التي كانت تحدث التوازن في المجتمع بين الطبقتين الفقيرة والغنية. حتى المجتمعات الغنية صارت فيها طبقات تعاني فقراً مدقعاً وطبقة تعيش كما في الأحلام من الرفاهية.

فضائيات

هل ساهمت الفضائيات الدينية في نشر الفتنة والتطرف عبر أحاديث بعض المتشددين وما هو الدور المنوط بها من وجهة نظرك؟

علينا أن نعترف بأن الفضاء ليس حكراً على أحد، فثمة قنوات دينية وأخرى متنوعة رياضية واقتصادية وإباحية، والأخيرة فيها خلاعة ورقص وعري وعددها أكبر بكثير من القنوات الدينية، فلماذا نركز دائماً على أن هذه القنوات هي أصل. الفتنة فالقنوات الدينية المتشددة لا تتضمن خطاباً يحرِّض على الفتنة، وهذا لا ينفي تشددها في بعض الأمور الحياتية مثل، لا تأكل هذا أو تشرب أو تلبس ذلك. وهذه فضائيات مفتوحة وتطرح ما لديها والناس في المقابل لديها عقل تفكر به ولا يجبرها أحد على فعل ما، فتأخذ ما يناسبها. لماذا نصادر فكر الناس ونعتبرهم محدودي الأفق والفكر ويتبعون ما يسمعونه؟ بل السؤال الحقيقي: لماذا لا نقول إن القنوات الإباحية هي الداعية إلى الفتنة في المجتمع الواحد وإلى الانحلال الأخلاقي، وزواج المثليين؟ أليس هذا بفتنة أخلاقية تؤدي إلى فساد مجتمعي وفساد حياة كاملة؟ فبكل قلة أدب أبرر أو أدافع عن المثليين بدعوى الحرية الشخصية؟ عموماً، أرى أن فتنة القنوات الدينية المتشددة أهون من فتنة الفضائيات الإباحية.

هل أنت ضد إغلاق القنوات الدينية رغم ما تتضمنه من تشدد أو إثارة للفتنة؟

 

طبعاً لا أوافق على إغلاق القنوات الدينية، وإذا كان لا بد من ذلك علينا أن نغلق في المقابل القنوات الإباحية قناة أمام قناة. ورغم ما في ذلك من غياب للعدالة فإنني موافقة عليه لأنهم يزيدون في قنواتهم الفاضحة ويضيقون على الإسلاميين، الذين كلما تم التضييق عليهم زادت قوتهم.

كلمة أخيرة

 

كلما ازددنا قرباً من الله ستحل مشاكلنا كافة إن شاء الله، وعلينا أن نثق في بعضنا البعض ونتصدى للظلم والفساد. ونأمل من الله أن يحفظنا كشعب ويعطي البصيرة لحكامنا.

الرجل الشرقي

ما زالت نظرة الرجل الشرقي إلى المرأة قاصرة غالباً على أنها أنثى تثير الفتنة وأن خروجها من بيتها أضر بها وبالمجتمع؟

لم يعد الرجل {سي السيد} بل المرأة هي السيد، فالرجل الآن مستأنس ويعيش كما هارون الرشيد في أزهى عصوره. أتحدث هنا عن المجتمع الكويتي لأنني لست خبيرة بالمجتمعات الأخرى، فالرجل الكويتي بعدما ترك المرأة تعمل حملها المسؤولية كلها.

هل استأنست المرأة لهذا الوضع ورضيت به؟

استأنست في البداية واعتبرتها فرصة للخروج والوناسة، لكنها تشتكي اليوم فهي تذهب إلى عملها وتدرس أولادها وتحمل مسؤوليات إضافية. ولا أقول إن المجتمع خال من النماذج الجيدة من الرجال، لكن الكثير منهم تركوا الحبل على الغارب للمرأة كما يقولون.

يشهد بعض الدول الغربية غير الإسلامية مطالبات بعودة المرأة إلى البيت تجنباً للفتنة بعدما انهارت كثير من الأسر وأصبح المجتمع مهدداً.

في مجتمعاتنا لا نحب أن نلقي الضوء على هذه المطالبات لأن المرأة الكويتية أخذت دورها وخرجت وعملت، في حين أن المرأة في الغرب تتمنى أن يكون لها نصف ما للمرأة المسلمة من حقوق وواجبات. عاشت المرأة الغربية مساوئ الحرية المطلقة، ولذلك تنتشر في أوروبا الآن فكرة العمل من داخل المنزل.

كيف يمكن أن تتضافر جهود مؤسسات الدولة في وأد الفتنة وما هو دور المرأة في ذلك؟

ما نحتاج إليه هو وجود حكومة قوية تطبق الدستور والقانون على الكبير قبل الصغير، والغني والفقير، وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكذلك المرأة.

back to top