معلومات ضرورية لكل حامل

نشر في 10-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 10-06-2014 | 00:02
No Image Caption
صحيح أن العيوب الخلقية لا تشكّل موضوعاً ترغب الأم الحامل في مناقشته، ولكن من الضروري الاطلاع على هذه المسألة في أقرب وقت ممكن. ففي الولايات المتحدة مثلاً، يعاني نحو 3% من الأطفال عند الولادة من عيوب خلقية ووراثية. ولحسن الحظ أن من الممكن اتخاذ خطوات كثيرة للحؤول دون تشوهات مماثلة قبل الحمل وبعده.
تتطلب عيوب خلقية عدة تظهر عند الولادة تدخلاً طبيّاً أو جراحيّاً، إلا أنها لا تهدد حياة الطفل. لا شك في أن لعبارة «عيوب خلقية عند الولادة» تأثيرات سلبية، ولكن من الضروري أن ندرك أن من الممكن معالجة عدد كبير من التشوهات الخلقية، وأنها في حالات كثيرة لا تؤثر البتة على مواهب الطفل ومهاراته.

أسباب شائعة

يحدث معظم التشوهات الخلقية (تلك التي تظهر بعد الحمل) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، عندما تتشكل أعضاء الطفل. ولكن في حالات نادرة، من الممكن اكتشاف بعض التشوهات بعد الولادة بمساعدة طبيب متخصص.

يمكن تفادي الكثير من هذه التشوهات باتباع نظام غذائي ملائم والامتناع عن التدخين. يؤدي التدخين، على وجه الخصوص، إلى حرمان الجنين من الأوكسجين، ما يؤدي إلى نمو أبطأ ووزن متدنٍ عند الولادة. ومن المعروف أيضاً أن التدخين يسبب شفة مشقوقة أو حنكاً مشقوقاً. كذلك يصبح معدل الولادة المبكرة أو خطر ولادة الطفل ميتاً أكبر عند التدخين، مقارنة بالحوامل غير المدخنات.

تسبب بعض الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيب عيوباً خلقية. ومن المعروف أيضاً أن نقص حمض الفوليك قبل الحمل وبعده يسبب عيوباً في الأنبوب العصبي، مثل الصلب المشقوق (spina bifida).

بالإضافة إلى ذلك، يصبح احتمال الإصابة بتشوهات خلقية أعلى إذا كان أحد أفراد العائلة قد ولد بعيب مماثل. ويتضح ذلك من العائلات التي تعاني تاريخاً من الصبغيات الزائدة أو الناقصة.

الحوامل الأكبر سنّاً

ثمة فكرة شائعة عن أن الحمل يصبح أكثر خطورة في حالة النساء الأكبر سنّاً. فقبل وقت ليس ببعيد، كانت الحامل التي تخطت الخامسة والثلاثين من عمرها تُعتبر حاملأ مسنة للمرة الأولى. تذكر الطبيبة النسائية البارزة كريستيان نورثراب في كتابها Women›s Bodies, Women›s Wisdom (أجسام النساء، حكمة النساء) أن صحة الحامل لها تأثير أكبر على صحة الطفل، مقارنة بسنها.

تضيف الدكتورة نورثراب: {لا دخل للسن بالمخاض والولادة. فلا شك في أن امرأة في الأربعين من عمرها تتمتع بصحة جيدة وتخطط لحملها جيداً تكون أفضل حالاً من حامل في الخامسة والعشرين من عمرها تدخن علبتين في اليوم وتشرب غالوناً من المشروبات الغازية كل يوم}.

لكن متلازمة داون تُعتبر الاستثناء الوحيد في هذه الحالة. فقد أظهرت دراسات كثيرة أن هذا التشوه يصبح أكثر احتمالاً في حالة الحوامل اللواتي تخطين سن الخامسة والثلاثين.

تناول الأدوية

تسبب أنواع الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيب عيوباً خلقية، خصوصاً الثاليدوميد والإيزوتريتينوين (يُباعان تحت اسم Accutane). ومن الضروري تفادي هذه الأدوية، إن كنت تفكرين حتى في الحمل. لذلك على مَن تتناول هذه الأدوية استخدام وسائل منع حمل فاعلة.

من المعروف أيضاً أن مسكنات مثل الأوكسيكونتين، الفيكودين، والبيركوسيت، تزيد خطر تشوهات الأنبوب العصبي، مثل الصلب المشقوق. كذلك لا تُعتبر أدوية مرض الكآبة آمنة، ولكن ثمة بدائل. أظهرت دراسة أجرتها جامعة يال عام 2002 أن العلاج بالضوء يحسن حالة الحامل التي تعاني الكآبة بنحو %49 من دون أن يكون له أي تأثيرات سلبية في الطفل.

على النساء الحوامل أو اللواتي يفكرن في الحمل استشارة الطبيب بشأن أي دواء يتناولنه، بما فيه الفيتامينات، المكملات الغذائية، والعلاجات الطبيعية. علاوة على ذلك، لا تتوافر دراسات حول تأثيرات الكثير من الأدوية على الجنين. لذلك من الضروري دوماً استشارة الطبيب، تقييم الأدلة المتوافرة، واتخاذ قرار مدروس بشأن متابعة  تناول دواء أو مكمل غذائي ما.

تفادي العيوب الخلقية

يُعتبر عدد كبير من حالات الحمل غير مخطط له. لكن التخطيط لإنجاب طفل بالغ الأهمية لأن معظم العيوب الخلقية يحدث في مرحلة باكرة. وإذا لم تكن المرأة تعرف أنها حامل، فقد تواصل عاداتها غير الصحية، معرضة طفلها للمخاطر من دون علمها. ولا شك في أن اتباع نظام غذائي صحي في مرحلة ما قبل الحمل يمهد الطريق أمام حمل صحي.

تُظهر الإحصاءات أن معدل العيوب الخلقية يتراجع في حالة النساء اللواتي يتمتعن بكمية كافية من حمض الفوليك في أجسامهن. ينصح معظم الأطباء بتناول ما لا يقل عن 400 مكروغرام من حمض الفوليك، مع أن دكتورة نورثراب تنصح بنحو 800 ميكروغرام حتى قبل الحمل. فيساهم هذا الحمض في تفادي عيوب خلقية مثل الشفة المشقوقة. ومن الأفضل تناول حمض الفوليك مع فيتامينات B الأخرى لأنها تعمل معاً بتناغم.

أحماض أوميغا-3 أيضاً مفيدة، وخصوصاً DHA. يقدّر بعض الدراسات أن نسباً عالية من الناس تعاني نقصاً في أحماض أوميغا-3. لذلك تناولي زيت السمك بانتظام، إذا أمكن، قبل الحمل وزيدي الجرعة خلاله. يساهم حمض DHA في تشكّل دماغ الطفل وعينيه وقلبه وجهازه المناعي. وتوضح الدكتورة نورثراب أن النساء اللواتي يأخذن ما لا يقل عن 400 مليغرام من الطحالب البحرية كل يوم خلال الحمل (حمض دهني أساسي وبديل نباتي لزيت السمك) {ينجبن أذكى الأولاد}.

كذلك من الضروري الإقلاع عن التدخين في أقرب فترة ممكنة قبل الحمل لإعداد الجسم لاستقبال الجنين.

علاقة العقل بالجسم

تخوض النساء، اللواتي ينعمن بدعم كبير خلال فترة الحمل، مخاضاً أسهل وينجبن أطفالاً أكثر صحة. كذلك يتراجع احتمال خضوعهن لجراحة قيصرية وشق العجان (episiotomy). كذلك يمكن الحصول على دعم اختصاصية تُعنى بالأم خلال الولادة أن يُشعر الحامل أنها محبوبة وأنها تتلقى المساعدة اللازمة.

تشكّل {تمارين الولادة الهادئة} طريقة للاستعداد للولادة تعتمد على مقاربة العقل-الجسم وتستخدم تقنيات مثبتة تحدّ من الخوف والقلق، ما يقلل من خطر مواجهة أي مضاعفات. فيساعد التأمل في تحويل أي طاقة سلبية والشعور بالهدوء والأمان خلال الحمل، ما ينعكس إيجاباً على صحة الطفل.

بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن تتعاون الأم مع طبيب وقابلة تثق بهما، يشاطرانها أفكارها ومثلها، وتشعر بالراحة في التعامل معهما.

أخيراً، تذكري أن الإحصاءات تبقى مجرد إحصاءات، ولا تعكس الحالات كافة. ومع قليل من البحث والتصميم وكثير من الدعم الشخصي والمحترف، يمكنك بكل نجاح إنجاب طفل سليم معافى.

back to top