أمسية شعرية تختم احتفالية رابطة الأدباء بيوبيلها الذهبي

نشر في 16-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 16-05-2014 | 00:02
ركّز المشاركون في الندوات الأدبية على قضايا الكتاب وإشكاليات الرقابة

اختتمت رابطة الأدباء الكويتيين فعاليات احتفاليتها بيوبيلها الذهبي مساء أمس الأول بندوات أدبية وأمسية شعرية.
تنوعت الجلسات الأدبية في احتفالية رابطة الادباء الكويتيين بمرور 50 عاماً على التأسيس، مركزة على هموم المثقف وقضايا الكتاب وإشكاليات الرقابة.

وتضمن اليوم الثاني من احتفالية رابطة الأدباء الكويتيين مجموعة ندوات أدبية وأمسية شعرية، وشارك في الفعالية الشعرية كوكبة من الشعراء يمثلون أكثر من جيل، وتمحور كثير من القصائد حول احتفالية الرابطة واستعراض محطات من تاريخها ومواقف وأسماء لرجالاتها.  

فقدمت الشاعرة ندى الرفاعي التي صدر لها عدة دواوين قصيدة مهداة الى الرابطة تذكرت خلالها مسيرتها وذكرت انجازات الامناء، في حين قرأ الشاعر وليد القلاف قصيدة بعنوان» كويتي وأفتخر» وتتضمن دعوة الى العمل والانجاز والإبداع والابتكار يقول فيها:

كويتي وأفتخر وبالإبداع أشتهر/ وأرسم وجه آمال بها الايام تختصر/  أرى الأشواق تسقيني وليس بسقيها ضرر/ ومن فكر إلى فكر وبالأفكار نقتدر.

وبدورها، قدمت الشاعرة د.فاطمة موسى قصيدة أشادت فيها بالرابطة وإنجازاتها طوال نصف قرن، وخصت د. خليفة الوقيان بالمديح، وتقول بعض أبيات القصيدة:

رابطة الأدباء رابطة بالحب والإخاء تجمعنا بالنور والبهاء/ أعضاؤها الرواد والشعراء.

ومن جانبه، قدم الشاعر خلف الخالدي قصيدة أيضا الى الرابطة في عيدها الذهبي يقول فيها: فمن يحيا حياة العلم والقلم له نفس بعمر الدهر أحياها.

وقرأ ابراهيم الخالدي مقطعا شعريا للشاعر عبدالله الفلاح، ليختتم الامسية الشاعر عبدالله الفيلكاوي عضو منتدى المبدعين الجدد.

وأشار ابراهيم الخالدي في الأمسية الى انه بصدد طبع كتاب يرصد فيه كوكبة كبيرة من الشعراء يتكون من فصلين، الاول يتطرق فيه الى الشعراء الراحلين وأولهم عثمان بن سعد المتوفى عام   1827 وهو شاعر ومؤرخ، وآخر الشعراء الراحلين هو سليمان الجارالله الذي توفي هذا العام، مشيرا الى أن عدد الشعراء الراحلين بلغ 61 شاعرا، أما الفصل الثاني فيضم الشعراء المعاصرين، وأولهم فاضل خلف من مواليد 1927 وأصغرهم الشاعر ناصر البريكي مواليد 1994 وقد وصل عدد الشعراء المعاصرين في الكتاب إلى أكثر من 90 شاعرا.

يشار إلى أن مجموعة من الشعراء قرأوا قصائدهم خلال الأمسية منهم الشاعر يعقوب السبيعي والشاعر الدكتور خالد الشايجي.

مجلة البيان والمواهب

وفي محاضرة ضمن الفعاليات حول مسيرة مجلة «البيان» والحراك الثقافي أدارها صالح المسباح، يؤكد رئيس تحريرها سليمان الحزامي أن المجلة ركزت في الأعوام الأخيرة على الأديب والمثقف الكويتي، وأصبحت منفتحة أكثر للأقلام الكويتية بشتى أنواع الأدب من قصص قصيرة ومقالات وشعر وغير ذلك، لتساهم في تشجيع الكتاب الكويتيين في العالم العربي بعد استمرار «هذه الرحلة التي كان لها صدى في الكثير من المهرجانات والمنتديات الثقافية، ليصبح لها اسمها المعروف في جميع أرجاء الوطن العربي».

ولفت الحزامي الى تناوب كوكبة مميزة من المثقفين والأدباء على رئاسة تحريرها والذين كان لهم الدور البارز في تنظيم وتوسيع رقعة إصدار المجلة التي وصلت الى جميع أقطار الوطن العربي مشبها إياها بالواحة للكتاب العرب في المجالات المختلفة.

وتحدث في ذات الاطار د.مصطفى الضبع معددا انجازات الرابطة.

تلتها محاضرة أخرى بعنوان «المواهب الأدبية في منتدى المبدعين الجدد» شارك فيها كل من الدكتورة ليلى صالح، والشاعر سالم الرميضي، والقاصة غدير المطيري، وأدارها عبدالوهاب السيد.

مشكلات الثقافة العربية

في ندوة تطرقت الى قضايا الثقافة العربية ومشكلاتها شارك فيها نخبة من الادباء والكتاب العرب وأدارتها الاعلامية والأديبة أمل عبدالله، أكد د. مدحت الجيار من مصر أن المادة الثقافية متوافرة في كل مكان من العالم العربي، ولكن القضية تكمن في احتياجنا الى تنظيم علاقاتنا، واقترح تأسيس شركة متخصصة في الطباعة والنشر والتوزيع بمشاركة كل الدول العربية تهتم بطباعة ونشر وتوزيع المؤلفات العربية بدلا من انغلاق كل قطر على نفسه، «فمثلا في الكويت أدباء ومسرحيون ومثقفون من الجنسين لا يصل إنتاجهم إلينا ولا نعرفهم، لماذا؟

أما الكاتب والإعلامي اللبناني عبده وازن فقال إننا عندما ننظر إلى كتب الرابطة نرى اسماء مجهولة بالنسبة لنا عربيا، معربا عن عدم تفاؤله بإقامة مؤسسات عربية تعنى بالكتاب العربي خاصة في ظل الربيع الخريفي الراهن، وإن من الصعب المراهنة على المبادرات الرسمية من الوزارات لأنها تقلص يدها وتنأى بنفسها عن أية مشاريع ثقافية.

وطالب وازن أن يلعب اتحاد الكتاب العرب دورا محوريا في جمع ما ينشر من اتحادات الكتاب المحلية، وأن يتم تبادل الكتب، وأن يكون في كل معارض الكتب جناح دائم لكتب اتحاد الكتاب العرب يضم مطبوعات من كل الاتحادات العربية.

ولفت وازن الى قضية الرقابة متسائلا عن موقف الرابطة عندما تمارس وزارة الاعلام عملا رقابيا على كتاب أو منشور تم منعه، مؤكدا أن اتحادات الكتاب عادة لا تكون في طليعة المطالبين بكسر الرقابة، مطالبا بالاهتمام بكيفية مواجهة الرقابة.

دعم الكتاب

وأشار جعفر العقيلي من الأردن الى وجود معركة حقيقية من اجل تحجيم وعي الانسان العربي، مؤكدا أن الأدب والثقافة في حالة حصار، موضحا أنهم فتحوا عيونهم على مطبوعات الكويت مثل عالم المعرفة ومجلة العربي، ثم تلاحقت اصدارات الكويت ومثلت مشروع نجاح حقيقي وكان فيها استشراف لرؤى مستقبلية، فكان الكتاب الكويتي مدعوما من الدولة، والمشكلة الآن عدم وجود دعم حقيقي من الدولة كما في الأردن، فالميزانيات المخصصة للثقافة تتقلص عاما بعد آخر، في حين تنفق الملايين على مهرجانات قد لا تحقق شيئا.

وأردف العقيلي أن هناك صراعا طويلا بين المثقف والسياسي، مختتما كلامه بأننا نعاني في الوطن العربي سوء تسويق الكتاب، فالكتاب بضاعة كاسدة.

صناعة الكتاب

وحدد الاديب والإعلامي المصري مصطفى عبدالله اسباب الركود في صناعة الكتاب العربي، معتبراً التزوير في مقدمتها، وكذلك ضياع حقوق الملكية الفكرية الى جانب النشر الالكتروني على المواقع في الوقت الذي لا توجد فيه اية سلطات تواجه خطر القرصنة داخل المعارض العربية على اقل تقدير.

وأشار عبدالله الى أن الاتحادات والروابط تبرم اتفاقات ثنائية مع اتحادات أخرى، لكنها لا تفعل وتحفظ في الادراج.

وطرح مبارك سالمين رئيس اتحاد كتاب اليمن قضية استبعاد الادباء العرب من المناهج المدرسية، وأن الاهتمام بالقراءة لم يعد ضمن اهتمامات الانظمة السياسية.

وقال الاديب اليمني غربي عمران إن المثقف بدلا من أن يكون رمزا صار تابعا، فالنظرة للمبدع دونية، والمثقف يشكل خطرا على الحاكم ولذلك يستبعده، مشيدا بفكرة سلاسل الكتب الشعبية في مصر وكيف نجحت ووصلت الى الناس.

back to top