«رئاسية» لبنان: اقتراع استكشافي... و«النصاب» يرجئ الانتخاب

نشر في 24-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-04-2014 | 00:01
• «14 آذار» تصطف خلف جعجع وتتعرض لاختراق... و«8 آذار» تطير النصاب
• جنبلاط يتحول إلى «ناخب أول»... وعون يتمسك بطرح نفسه «مرشحاً إنقاذياً»
شهد لبنان أمس جلسة برلمانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وصفها المراقبون بأنها استكشافية. وفي ظل التوازن الموجود في مجلس النواب يبدو أن الجلسة المقبلة قد تنتهي الى نفس نتيجة أمس، إذا ما تمسكت "قوى 8 آذار" بتكتمها بشأن هوية مرشحها الرئاسي، في ظل توحد "14 آذار" خلف رئيس "القوات" سمير جعجع، في حين يطرح زعيم تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون نفسه مرشحاً إنقاذياً.  

كما كان متوقعاً، لم تحصل معجزة في مجلس النواب اللبناني أمس، وفشلت الكتل السياسية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية من الدورة الأولى، في حين بات الفراغ الرئاسي مرجحاً بعد أن أظهرت كتلة "14 آذار" رغم الاختراقات التي تعرضت لها جديتها في المضي بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وتمسك النائب وليد جنبلاط الذي أصبح "الناخب الأول للرئيس"، بمرشحه "الوسطي" هنري الحلو، قاطعا بذلك الطريق على ترشيح زعيم تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون كمرشح توافقي بين جميع الكتل.

حضور كامل

وبعد الضغوط الكثيرة التي مورست على القوى السياسية، اكتمل نصاب جلسة أمس بحضور 124 نائباً (من أصل 128)، وغياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعضوي كتلة "المستقبل" النائبين عقاب صقر وخالد الضاهر، إضافة الى عضو "جبهة النضال الوطني" النائب ايلي عون.

الاقتراع ونتيجته

وافتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة، ثم جرى الاقتراع في الدورة الأولى، وكانت نتيجته حصول جعجع على 48 صوتاً، والحلو على 16 صوتاً، و52 ورقة بيضاء. وحصل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل على صوتٍ واحد، وأُلغِيَت 7 أوراق.

«تطيير» النصاب

وبعد التصويت وإعلان النتائج، بدأ نواب كتلة "التغيير والإصلاح" وفي مقدمتهم زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون ونواب "حزب الله" وحركة "أمل" وحلفاؤهم بالخروج من القاعة لتطيير نصاب الجلسة والحؤول دون دورة اقتراعية ثانية. وبعد أن طار النصاب اعلن الرئيس بري رفع الجلسة الانتخابية الأولى، داعياً النواب الى جلسة ثانية ظهر الاربعاء المقبل، مشدداً على أن النصاب الدائم لانتخاب الرئيس هو دائما 86 نائباً (ثلثا النواب).

جنبلاط «بيضة القبان»

ولدى مغادرته مجلس النواب، أكد النائب وليد جنبلاط أنه "ليس لدينا مرشح آخر وسيبقى مرشحنا هنري الحلو". واذا تمسك جنبلاط بهذا الأمر فذلك يعني أن أصوات "اللقاء الديمقراطي" أي 13 صوتاً على الأقل لن تجير لا لمصلحة "14 آذار" ولا لمصلحة "8 آذار". وبهذا الأمر ومع التوازن في القوى بين "8 و 14" يصبح جنبلاط "بيضة القبان" أو "الناخب الرئاسي الأول".

بدوره، لفت النائب الحلو الى أنّ "العملية الانتخابية كانت ممتازة وديمقراطية بكل ما للكلمة من معنى"، مؤكّدا أنّه "مستمر في المعركة".  

عون ينتظر الإجماع

من ناحيته، أعلن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون "تبين أن لا أحد يمكن أن يشكل حوله التفاهم، لذلك انسحبنا من القاعة بعد انتهاء الدورة الاولى في انتظار الاجماع حول المرشح".

وكان عون طرح نفسه قبل أسابيع على أنه مرشح توافقي وأعلن أكثر من مرة أنه على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وخصوصا من تيار "المستقبل" و"حزب الله". الا أنه بعد زيارة الحريري الأخيرة للسعودية ودعمه جعجع تراجعت حظوظ عون ليكون مرشحا توافقيا.  

ورأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سيمون ابي رميا أنه "اننا إذا جمعنا الاصوات التي نالها جعجع والحلو في الجولة الاولى فهي تساوي 64 صوتا، وبالتالي، يبدو واضحا ان الدورة الثانية لن تنتج رئيسا للجمهورية في ظلّ الانقسام القائم".

وأكد ابي رميا "ان العماد ميشال عون لن يكون مرشحا صداميا ولن يدخل لعبة المنافسة، فإما ان يكون رئيس الاجماع الانقاذي أو لا يكون"، مشدّدا على "ان العماد عون مرشح وفاقي، والدورة الاولى كانت لكشف اوراق ونوايا جميع الاطراف".

وردا على سؤال عن الدورة المقبلة، قال ابي رميا: "علينا ان نستغل الاسبوع الفاصل عن الدورة الثانية لترسيخ منطق الحوار مع الآخرين ووقف اللعب بالاوراق المستورة. وقرارنا واضح بطرح العماد عون كرئيس وفاقي لانقاذ لبنان مع إعادة تكوين السلطة على مبدأ الشراكة الحقيقية والتوازن بين مختلف الفئات اللبنانية، وأبلغنا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط بقرارنا هذا".

احتمالات الدورة الثانية

وإذا ما بقيت الأوضاع كما هي، فإنه من المتوقع أن يتكرر سيناريو أمس يوم الاربعاء المقبل في الجلسة الانتخابية الثانية.

ويبدو أن موضوع نصاب الثلثين سيفرض على جميع القوى التوافق وإلا فسيكون الفراغ هو المرشح الوحيد، حيث بإمكان أي طرف أن يطير نصاب الجلسة ويحول دون انتخاب الرئيس.

سلام

إلى ذلك، أشاد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام بـ"مجريات جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية"، ووصفها بأنها "تعبير عن الديمقراطية اللبنانية بغض النظر عن النتيجة التي انتهت إليها".

وقال إن "جلسة مجلس النواب جاءت في سياق التوافق السياسي الذي ساد البلاد منذ تأليف الحكومة، وفي ظلّ المناخات الإيجابية التي وعدت الحكومة في بيانها الوزاري بتوفيرها، لإجراء الانتخابات الرئاسية".

ورأى سلام أن "أجواء الأمن والاستقرار التي نجحت حكومة المصلحة الوطنية في تثبيتها في البلاد بمساعدة جميع القوى السياسية، سمحت بإجراء هذه العملية الديمقراطية، التي هي في صلب ممارساتنا الدستورية وحياتنا البرلمانية".

وإذ تمنّى "استمرار هذه الأجواء الإيجابية"، أمل سلام أن "ينجح مجلس النواب في اختيار الرئيس الأصلح للبنان ضمن المهلة الدستورية".

صاروخان على بريتال

على صعيد آخر، أعلنت قيادة الجيش أمس أن "صاروخين سقطا بين بلدتي حورتعلا وبريتال، مصدرهما السلسلة الشرقية من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح". وفي وقت لاحق تبنى "لواء أحرار السنة بعلبك" إطلاق الصواريخ على بريتال، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

جعجع: لن نذهب إلى تسوية

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مؤتمر صحافي عقده في معراب بعد انتهاء جلسة الانتخاب في ساحة النجمة أمس، أن الذي حصل في جلسة مجلس النواب "انتصار كبير رغم محاولة البعض التشويه من خلال تصرفات غير مسؤولة"، مشدداً على أنه ماضٍ في ترشحه، ومؤكداً أنه لن تحصل أي تسوية على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أتت بالرئيس ميشال سليمان الى سدة الرئاسة. وانتقد جعجع تصويت "قوى 8 آذار" بالورقة البيضاء، مطالباً هذا الفريق بتسمية مرشحه للرئاسة.  

ورأى أن "14 آذار استطاعت أن تلبنن الانتخابات الرئاسية"، موضحاً: "لا ننسى كيف كانت تحصل الانتخابات في آخر 30 عاماً"، مضيفاً أن "الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أعلن من القاهرة عام 1995 التمديد للرئيس إلياس الهراوي ونفّذ النواب مطلبه في اليوم التالي".

واعتبر أن "ما حدث في مجلس النواب اليوم صورتان: فريق يحمل مشروع لبنان الوطن والدولة ذهب بكل قوته وبجدية لخوض المعركة مقابل فريق تصرف وكأن هذا البلد ليس بلده".

من ناحيتها، شكرت النائبة ستريدا جعجع زوجة سمير جعجع "الحلفاء في قوى 14 آذار"، لافتة إلى أن "الرهان كان أن نصل إلى الجلسة اليوم غير موحدين، ونحن أثبتنا العكس". ولفتت إلى أن "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون مرشح قوي، مشددة على أننا "سنكمل هذه المعركة حتى النهاية، والذي سيفوز بها سنبارك له". بدوره، أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان إلى أن "حزب القوات ماضٍ بترشيح جعجع للرئاسة"، لافتا إلى ان "هناك اجتماعا لقوى 14 آذار خلال هذا الأسبوع".

من اقترع للجميل وقتلى الحرب؟

تجري القوى السياسية اللبنانية تحليلات واستقصاءات لمعرفة هويّة النوّاب الذين اقترعوا لاسماء قتلى سقطوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية واتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بقتلهم، وأيضاً لمعرفة من صوت لرئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، بعد إعلان الكتائب ان كتلتها النيابية المؤلفة من 5 نواب التزمت بالتوصيت لجعجع.

وهناك 7 أوراق تصويت ألغيت نالها الراحلون رشيد كرامي، وداني شمعون، وجيهان طوني فرنجيّة، والياس الزايك وطارق داني شمعون، علماً أنّ الأخير نال صوتين مقابل صوت واحد لكلّ من الأسماء السابقة.

كبارة تمرد على «المستقبل»

رفض النائب في كتلة «تيار المستقبل» محمد كبارة قرار كتلته بالتوصيت لمصلحة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقال في كلمة قبيل دخول الجلسة: «لن أنتخب جعجع لأنه متهم بقتل رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي»، مضيفاً: «لطرابلس خصوصية ويجب مراعاتها».

back to top