نيكولاس كيج يعود مع الفيلم المستقل «جو»

نشر في 23-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2014 | 00:01
بعد مرور نحو عقد ونصف العقد على دوره الذي منحه جائزة أوسكار في Leaving Las Vegas، كانت مسيرة نيكولاس كيج المهنية تشهد تراجعاً مستمراً.
كان لسنوات من أفلام الخيال العلمي القليلة الكلفة (Knowing) وأفلام الحركة المنخفضة النوعية (Bangkok Dangerous وStolen) وأفلام القصص المصورة غير المتقنة (سلسلة Ghost Rider) تأثير سلبي في سمعته في هوليوود وبين معجبيه ومحبي أفلامه. ولا شك في أن استقطابه المستمر لاهتمام الصحف الصفراء ومشاكله الضريبية زادت الطين بلة. لذلك قرر، مع بلوغه سن الخمسين، أخذ إجازة مدة سنة.

يذكر المخرج ديفيد غوردن غرين: {شارك في أفلام كثيرة. وقرر أخيراً التوقف للتفكير في أعماله}.

يخبر كيج نفسه: «علمت أنني سأختار بعناية فليمي التالي». وهذا ما فعله بالتحديد. فترتكز عودة كيج، التي يرفض أن يعتبرها عودة، على فيلم مع غرين، الذي يشتهر بفيلمه Pineapple Express، وبنى مسيرته المهنية على أفلام مستقلة (All the Real Girls)، ويهوى السينما القاتمة الجنوبية (Undertow). وبخلاف البعض في هوليوود، ما زال غرين من المعجبين بكيج.

يقول غرين عن هذا الممثل: {إنه مذهل. فقد انطلق في اتجاهات مختلفة وبدّل مساره مرات عدة، مقدّماً أنواعاً مختلفة من الأفلام. كذلك أحببت فكرة إعداد دور له يختلف كل الاختلاف عن كل ما قام به حتى اليوم}.

دور مميز

أعدّ غرين لكيج دوراً مميزاً في نص فيلمه الذي كتبه أستاذ غرين الجامعي، مستنداً إلى رواية لاري براون القوية الجنوبية المنحى. وأخبر غرين كيج في محاولة لإقناعه بالمشاركة في الفيلم، ويقول كيج انه إذا قبِل بهذا الدور، فسيكون فيلم {جو} مختلفاً،   {عن كل الأعمال التي قمتُ بها من قبل. فيُعتبر دور جو خليطاً من أنواع مختلفة من الأدوار التي أديتها في الماضي}. جو رجل هادئ، محطم، ومدمن ينتمي إلى الطبقة العاملة في ريف تكساس ويملك طبعاً حاداً يظهر مرات عدة رغم كل الجهود التي يبذلها لكبحه. لا شك في أن {جو} سيتفوق على مدمن Leaving Las Vegas ومنتقم Drive Angry، إلا أنه سيرغم هذا الممثل على المرور بتجربة بشعة وصعبة.

يوضح غرين: {تشبه هذه الشخصية روبرت ميتشام. فكنت أفكر فيه عندما قرأت الرواية. ثمة ما يدفع إلى الشعور بالخوف والرهبة تجاه جو. ترغب في أن يصبح صديقك، لأنك تخشى أن يصبح عدوك}.

يضيف: {أعتقد أن كيج الممثل الوحيد الذي حصل على جائزة أوسكار عن دوره في فيلم دراما، في حين أدى دور البطولة في الكثير من الأعمال الكوميدية وبرع في أفلام الحركة. يتمتع كيج بصفة مؤثر جداً يمتاز بها الرجال الأبطال. وهو الممثل الحي الوحيد الذي يملك هذه الصفة}.

يخبر كيج أنه شعر برابط فوري مع تلك الشخصية. لكنه يرفض الإقرار بأن العمل مع غرين في فيلم مستقلّ يتيح له إعادة ضبط مسيرته المهنية. نجح غرين في إخراج عدد محدود من أفلام هوليوود الناجحة (The Sitter). لكن مصداقيته في عالم الأفلام المستقلة  تقوم على أفلام مثل Prince Avalanche وSnow Angels.

يذكر كيج: {لا يستطيع أحد أن يتوقع شكل الفيلم النهائي. لكن هذه، في رأيي، الفرصة الفضلى للقيام بعمل مميز. عندما تتأمل أعمال ديفيد السابقة، مواهبه، ورؤيته لهذا الجنوب التي لم نرها مطلقاً على الشاشة، تدرك أن احتمال نجاح هذا العمل كبير}.

عمل إيجابي

يعيش جو في منزل متداعٍ في إحدى زوايا شرق تكساس، حيث يُعتبر الفقر ظاهرة متفشية. ويقيم في هذه المنطقة سكان من الريف الذين أنهكتهم الحياة القاسية، ويترددون في سلخ غزال {حصلوا عليه لتوهم} في مطبخهم القديم، حيث تُعتبر الأسلحة والسكاكين عنصرين مهمين من عناصر الحياة اليومية. يترأس جو فريقاً يعمل في شركة لقطع الأشجار يتألف من مجموعة من العمال تحتل مرتبة اقتصادية أدنى منه.

يوضح غرين: {لم اعتبره مدمناً مطلقاً. لكنه يعاني مشكلة في هذا المجال. ويتضح ذلك في كل مشهد تقريباً}.

من الصعب ألا يرى كيج نفسه في هذا الرجل: إنسان مدمن يعاني اضطرابات، إلا أنه يملك أخلاقاً عالية في العمل وفي تعاطيه مع الناس، فضلاً عن طيبة قلب كبيرة، حتى إنه يقبل بانضمام ولد مشرد إلى فريق عمله لأنه يظن أنه يحتاج إلى فرصة. نتيجة لذلك، يبدو جو رجلاً يبحث عن التوبة.

دفع هذا الفيلم والدور النقاد، مثل ديفيد روني (The Hollywood Reporter)، إلى اعتبار أداء كيج {مميزاً وعميقاً}، في حين اقترح إريك كون (Indiewire) أن الفيلم {يسم بداية جديدة لبعض المشاركين فيه... وخصوصاً بطله}.

يقول كيج: {أردت دوماً تحويل السلبيات إلى إيجابيات. وقد أتاح لي عملي في هذا المجال من الفن تحويل أحلامي وأحزاني، مشاكلي وإخفاقاتي إلى عمل إيجابي، على الشاشة}.

يعتبر كيج جو {رجلاً يحاول النجاح ويعيش حياة تقشف. لكن الحياة لن تسمح له بتحقيق غايته وتهاجمه بقوة. ولا شك في أن أوجه الشبه بيننا واضحة}.

أراد كيج دوراً لا يُضطر فيه إلى أداء شخصية مختلفة كثيراً عن شخصيته. يخبر غرين أن كيج قال له إن جو {الشخصية الأقرب إليه}، وإنه يصدق ذلك. فكيج يتمتع بطيبة وأخلاق عالية، تماماً مثل جو.

يعرف كيج {اسم جميع العاملين في موقع التصوير. يُعتبر معظم المشاركين في هذا العمل ممثلين غير محترفين. إلا أنه تعامل معهم بلطف ورقة، تماماً كما لو أنهم محترفون. تلاحظ أنه ينظر إليك دوماً، محاولاً رؤية نفسه من خلال عينيك. وهذا أيضاً ما يميز جو. فلا يتردد هذا الرجل، حتى في المشاهد المظلمة، في النظر إلى عينيك، محاولاً معرفة ما إذا كنت صديقاً أو عدواً}.

back to top