محطة معالجة كبد... صرح عملاق بـ 56 مليون دينار

نشر في 19-04-2014 | 00:05
آخر تحديث 19-04-2014 | 00:05
تكنولوجيا حديثة، وسواعد وطنية ساهرة في قلب الصحراء، تعمل على معالجة مياه المجاري في أحدث المحطات المعالجة على مستوى الشرق الأوسط "بكبد"، لتستغل في ما بعد في تغذية المناطق الزراعية المختلفة في البلاد.

داخل صرح عملاق أنشأته وزارة الأشغال العامة بتكلفة قدرت بـ56 مليون دينار لمعالجة مياه الصرف الصحي "بكبد" وتحويلها إلى مياه صالحة للزراعة، جالت "الجريدة" لتتعرف عن قرب على عمليات المعالجة، ومراحلها المختلفة، وأحدث التكنولوجيا المستخدمة، وتأثير المحطة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا، بالإضافة إلى حجم الابتكارات والإنجازات في التصميم والهندسة والإنشاء المعماري.

بداية قال مهندس المشروع علي يعقوب ان المحطة تستقبل يوميا 150 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي "المجاري" القادمة من منطقتي الجهراء والصليبيخات، وتتم معالجة تلك المياه عبر مراحل مختلفة داخل المحطة، لتتم إعادة استغلالها مرة أخرى في الزراعات المختلفة.

وأضاف، إنتاج المحطة من المياه المعالجة يوميا يقدر ما بين 135 و140 ألف متر مكعب من المياه الثلاثية المعالجة، التي تضخ إلى مركز التحكم الرئيسي، لتجمع وترسل إلى المزارع.

مراحل المعالجة

وبين مهندس المشروع أن المرحلة الأولى للمعالجة هي المرحلة الفيزيائية، وهي المرحلة التي يتم فيها استقبال مياه الصرف، عبر شباك، لصد المواد الصلبة العالقة في المياه مثل "الأخشاب، البلاستيك، الرمال، وغيرها من مواد متعددة الأشكال والأحجام"، وعقب تجميع تلك المواد أمام الشباك وعند وصولها الى حجم محدد تنزل عليها كاشطات تقوم بتجميعها ومن ثم التخلص منها في حاوية وردمها.

وأضاف: "هذه الشباك هامة جدا لأن تلك المواد الصلبة إن استطاعت المرور دون أن تحجز تقوم بإتلاف معدات معالجة المياه"، مبينا "أن المياه تكمل دورتها داخل الأحواض المختلفة في المحطة، بداية بالأحواض التي تتعامل مع الرمال، ليتم التخلص منها، من خلال تدوير المياه عبر أجهزة حديثة لم تكن تستخدم من قبل، وتستخدم لترسيب الرمال داخل الأحواض، ومن ثم تنتقل المياه إلى أحواض أخرى تتعامل مع مواد أخرى عالقة في المياه مثل الصابون والزيوت، والمواد الدهنية، فنقوم بالتخلص منها قبل أن تدخل المياه إلى المعالجة البيولوجية".

المرحلة الثانية  

وأشار يعقوب إلى أن المرحلة الثانية هي المرحلة البيولوجية، ففي السابق كانت تمر المياه على أحواض تهوية، يضخ فيها الأكسجين، ليتم التفاعل البكتيري معها، أما الآن فيتم إدخال المياه على خنادق من خلالها يتم تقليب المياه، لإزالة بعض المواد العالقة، مثل الأمونيا والفسفور، ثم يتم إدخالها على مرحلة التهوية لإجراء عملية الانتعاش البكتيري، حيث تتغذى البكتريا على بعضها، من خلال ضخ الأكسجين إلى المياه.

وأضاف، يتحول لون المياه من الرمادي إلى البني خلال تلك المرحلة، وعقب ذلك يتم إدخالها على أحواض ترسيب، تصعد فيها المياه النظيفة إلى الأعلى، والمواد التي تكونت من تآكل البكتريا تتساقط إلى اسفل الأحواض، ونقوم  بسحب الرواسب "الحمأة" وهي عبارة عن بكتيريا نشطة، نستغل جزءا منها مرة أخرى بإدخالها للمعالجة، كونها عبارة عن بكتيريا حية، والجزء الآخر يتم التخلص منه عن طريق تجفيفه وخروجه كسماد، مشيرا إلى أن المحطة تنتج يوميا ما بين 400 إلى 500 متر مكعب من تلك الأسمدة، ويتم التخلص منها بالردم.

المرحلة الثالثة

ولفت يعقوب الى أن المرحلة الثالثة للمعالجة يطلق عليها المرحلة الكيميائية، وفيها نستخدم الكلور في المعالجة، وهي عبارة عن مرحلة الفلترة لإزالة المواد الدقيقة العالقة في المياه ويطلق على تلك المرحلة Total Suspend Solids، قائلا ان النظام القائم في المحطة نظام أوتوماتيكي بالكامل.

المعالجة الثلاثية والرباعية

وبين أن الفارق بين المياه الثلاثية والرباعية إجراء عمليات فلترة أكثر حيث تدخل المياه الثلاثية على وحدة أخرى تقوم بسحب المعادن والأملاح منها، لتصبح كأنها مياه مقطرة، تصلح للبحيرات الصناعية، واستغلالها في الأماكن التجميلية، بخلاف المياه الثلاثية التي لا تصلح إلا للزراعة.

وأوضح أن الكويت تمتلك ثلاث محطات كبرى للمعالجة هي محطة كبد والرقة وأم الهيمان، بخلاف المحطات الصغيرة العاملة كذلك في المعالجة، وهي مشاريع بيئية حيوية تحمي البيئة الكويتية من ملوثات المجاري المختلفة، إضافة إلى تدوير المياه مرة أخرى واستغلالها في الزراعات، والمحافظة على مخزون المياه العذبة.

حالة الطوارئ

وبين أن عمل المحطة لا يتوقف، ففي حالة الطوارئ التي تحدث عند انقطاع التيار الكهربائي وتتوقف محطة الضخ الموجودة في الجهراء، نقوم باستخدام مولدات كهربائية يتم تشغيلها بالديزل، "وتعمل تلك المولدات أوتوماتيكيا"، ليتم ضخ مياه الصرف مرة أخرى حتى عودة التيار الكهربائي، دون أن تتوقف محطة المعالجة، وتظل تقوم بعملها.

بدوره، أشار نائب مدير المشروع أحمد الرشيدي إلى أن المحطة يتم التحكم فيها كاملة من خلال غرفة تحكم رئيسية، عبر شاشة عرض كبرى يظهر من خلالها تفاصيل عمل المحطة، والأعطال إن حدثت ليتم التعامل معها على الفور.

back to top