«قناع» السعادة... هل يخفي واقع النجوم «غير السعيد» ؟

نشر في 19-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 19-04-2014 | 00:01
ثمة مشاهدون يخلطون بين الدور الذي يظهر به الفنان على الشاشة وحياته الشخصية، ولا يفرقون بين نهايات الأعمال السعيدة في معظمها وبين واقعه. بينما في الحقيقة أن النجم، مهما اتسعت شهرته، يظل إنساناً  ينوء تحت ضغوط الحياة ويعاني أكثر من غيره الحسد والغيرة والحقد... وكثيراً ما يختلط على الناس مظهر الفنان بكامل أناقته وإطلالته المميزة وواقع حياته الذي يكون في بعض الأحيان في قمة التعاسة... ويبقى السؤال على الدوام، هل الأضواء والشهرة قناع يخفي الفنان وراءه ما يعتمل في نفسه من ألم قد يكون جسدياً أو نفسياً؟ أم هو سعيد فعلا  كما يظهر أمام الناس؟

«الجريدة» استطلعت آراء نجوم عرب حول تحديدهم لمفهموم السعادة، والعلاقة بين ما يظهرون به أمام الرأي العام والواقع، وحصدت الأجوبة التالية:

محبة الناس والجماهيرية الواسعة

أحمد عبدالمحسن

محمد العلوي

{ثمة أمور داخل الوسط الفني تجعلك تشعر بالسعادة دوماً}، يؤكد الفنان محمد العلوي مشيراً إلى أن الوسط الفني لو أنه لا  يحمل  هذا الكم من السعادة لما اقتحمه هو وباقي الفنانين.

يضيف: {أعتقد أن الفنانين في غالبيتهم،  يشعرون بسعادة مطلقة وهم تحت الشهرة والأضواء، لا يمكن لأي إنسان في الدنيا رفض محبة الكبار والصغار من حوله، حتى عندما أقصد مكاناً عاماً،  يكون تعامل الناس معي مختلفاً، على اساس أنني فنان ولي قاعدة جماهيرية، وهذا أمر يسعدني في حياتي الشخصية وأفتخر بكوني فناناً ولي أحبة}.

يرى العلوي أن الوسط الفني قد يسبب مضايقات للفنان، لكن عليه تحمل كل شيء في سبيل سعادته الدائمة، يتابع: «في بدايتي كانت ثمة مضايقات، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «فيسبوك»، «تويتر»، «أنستغرام»، لكن على الفنان تجاوز ذلك، لأن ثمة أموراً أجمل داخل الوسط الفني، ولا وقت للمجادلة والرد على الإساءات.

يتابع: «أصبحت سياستي، في الفترة الأخيرة، الرد على كل ما هو جيد وترك كل ما هو مسيء، وأعتقد أن هذه السياسة يتبعها الفنانون في غالبيتهم، لأن لكل فنان قاعدة جماهيرية معينة، وهي سر سعادته، ثم محبة الجمهور ورغبته في استمرار الفنان نعمة من الله}.

عبدالعزيز الأسود

«لم أندم يوماً على دخول الوسط الفني، ومنذ يومي الأول تحت النجومية والأضواء تغمرني سعادة لا حدود لها،» يشير الفنان عبدالعزيز الأسود لافتاً  إلى أن «الوسط الفني  فيه أمور جميلة تشكل دعماً لمتابعة  الفنان طريقه، من دون مشاكل، حتى إن واجه الصعاب عليه التغلب عليها والاستمرار في الوسط الفني المليء بالمفاجآت».

 يضيف: «أنا سعيد جداً، ولله الحمد، هذا بفضل الله عز وجل، وبفضل دعم الجمهور  ومحبته لي، كونت قاعدة جماهيرية جميلة وهي تدعمني دائماً حتى في أوقات الشدة».

يؤكد أن تعرض الفنان لمضايقات يزيد من عزيمته على المتابعة، والاستمرار بطريقة أو بأخرى، يتابع: «لست نادماً على دخولي الوسط الفني ولو 1%، صحيح أنني واجهت مشاكل، لكني تغلبت عليها بسرعة البرق، رغم أن ثمة مشاكل كانت عصيبة ولا يستطيع أحد تحملها، لكن بفضل الله ومحبة الجمهور وتوجيهات الكبار، تجاوزتها وأعيش راهناً أجمل لحظاتي، أتمنى ألا أندم يوماً على دخولي هذا المجال، مهما حدث، وأن أكون عند حسن ظن الجمهور وأرسم على وجوه الناس البسمة دائماً}.

محمد رمضان

«لطالما كنت سعيداً في حياتي الشخصية ما يعني أن الفن سبب هذه السعادة»، يؤكد الفنان محمد رمضان مشيراً إلى أن الوسط الفني أدخله في عالم آخر لم يكن  بباله،  ويشعر بأن كماً هائلاً من السعادة مقبل في المستقبل.

 يضيف: «لا أستطيع التعبير عن حجم سعادتي، فمحبة الناس من حولي وثقة الجمهور والنقاد ومساندة الأهل والأصدقاء... جميعها عوامل تولّد السعادة  عند الفنان، ما ينعكس على حياته الشخصية التي تعمقت في الوسط الفني وأصبح الفن حياته وملاذه  الوحيد.

يعتقد رمضان أن الوسط الفني يحمي الفنان، {حتى إن كانت ثمة  مضايقات، على الفنان عدم الالتفات لها، لأن الوسط الفني لا يعترف بهذه الأمور، وتحقيق الشهرة والاستمرارية لا يعرف اليأس والوقوف}.

 يتابع: «نحمل في داخلنا مشاعر لا يمكن وصفها، لا سيما أن رسالة الفن السامية تكون على عاتق الفنان، لذا يجب أن يحتمل المضايقات لأنها ضريبة النجاح}.

مواجهة التحديات

بيروت  -   ربيع عواد

باسكال مشعلاني

{شكلت الأمومة سعادة مطلقة لي ، فمنذ ولادة ابني إيلي تغيرت نظرتي إلى الحياة  وصرت أستيقظ صباحاً بكل أمل وتفاؤل} تقول باسكال مشعلاني وتضيف: {الحمد الله حياتي الفنية ناجحة وأنا سعيدة  بالنجاحات التي حققتها في لبنان والدول العربية، وحصدت جماهرية واسعة}.

تشير إلى أنها، بعد ولادة ابنها وغيابها سنة ونصف عن الساحة الفنية، اكتشفت أن الجمهور بقي وفياً لها، لأنها رسمت هوية فنية خاصة على مر السنوات ما أسعدها كثيراً. {اما ابني فلطعم السعادة معه مذاق آخر}.

تتابع أن الفنان، على غرار أي إنسان، يمر بظروف صعبة وحزينة ويواجه صدمات وغيرها... لكن بما أنه تحت الأضواء عليه أن يظهر بأبهى حلة وألا تفارق البسمة ثغره حتى ولو كان يعاني في داخله.

مادلين مطر

{أعرف كيف اكون سعيدة، والتمسك بالأمل السبيل الوحيد لنكون سعداء}، تقول  مادلين مطر مشيرة إلى أن الظروف الصعبة التي  تعصف بالدول العربية أثرت سلباً على الوضعين الفني والاجتماعي، وأرخت بثقلها على المواطن العربي المسجون في دوامة التعب النفسي بسبب  المشاهد الحزينة التي تعرض يومياً عبر نشرات الأخبار.

تضيف: {رغم كل هذه الظلامية التي تحيط بنا  علينا التعامل مع الأمور بوعي وإدراك، وان نشغل عواطفنا مع عقلنا كي لا  نرزح تحت الحزن والألم}.

تؤكد أن {الفنان لا يمكن إلا أن يطل على الناس وهو سعيد، لأن من واجبه نشر الفرح ، لذلك يعيش أوقاته المؤلمة مع نفسه، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد  أنه لا يعرف سوى الفرح}.

نيللي مقدسي

{أنا راضية ومتصالحة مع نفسي، وهما عاملان  يوصلان إلى السعادة التي هي موضوع نسبي} تؤكد نيللي مقدسي لافتة إلى  عامل ثالث وهو أن ينام الإنسان وضميره مرتاح.

تضيف: {على غرار أي  شخص يمر الفنان بمراحل مختلفة  في حياته، منها الجيد ومنها السيئ، ويرزح تحت تعب نفسي، مع ذلك يجب أن يظهر بأفضل طلّة، وبالتالي لا يمكن للمشاهد أن يعرف ماذا يدور في قلبه}.

توضح  أنها تحاول جاهدة أن تسعد نفسها والمحيطين بها، لافتةً إلى أنّ الصحة أهم ما في الحياة، {طالما أن الإنسان صحته جيدة يمكنه الوصول إلى ما يريد}.

فيفيان مراد

{أنا متفائلة بطبعي، تعبت واجتهدت للوصول إلى ما أريد، لا أحب المشاكل والقيل والقال بل أثابر في عملي للتقدم وأنا راضية تماما عن حياتي}،  تؤكد فيفيان مراد وتضيف: {الحياة جميلة ويجب أن ننظر إليها  بتفاؤل والاقتناع بأن الغد أفضل من اليوم  كي نستمر، نواجه جميعنا مشاكل وصعوبات لكن علينا أن نعرف كيف يتخطاها، عندها نشعر بسعادة اكبر لأننا عرفنا طعم الألم في مكان ما}.

استقرار عائلي ونجاح فني

القاهرة –  بهاء عمر

تصنف غادة عبدالرازق السعادة إلى مستويين: عائلي، إذ تعتبر أن فرحتها الأكبر هي ابنتها روتانا وحفيداتها، مؤكدة أنهن يملأن حياتها بالسرور والبهجة، ومصدر طاقة إيجابية تساعدها في التغلب على ضغوط الحياة والمهنة.

أما المستوى الثاني فهو النجاح في العمل، وردود الفعل الإيجابية التي تتلقاها من جمهورها، بشأن فيلم أو مسلسل تقدمه ويكون حديث الرأي العام لفترة طويلة، لافتة إلى أن المكسب المادي عامل مهم، لكنه لا يقارن بإحساس إدخال الفرح إلى المشاهدين والمتابعين لأعمالها.

تضيف أن البعض يعتقد بأن حياة النجم هي أضواء وشهرة ومهرجانات ولقاءات تلفزيونية، لكنه لا يضع في حسابه الضغوط وراء تلك الأجواء، خصوصاً أن النجم يراعي كل حركة وتصريح ورأي. ورغم تأكيدها أنها تتصرف على طبيعتها أمام الناس، لكنها تشير إلى ضوابط يجب أن يراعيها الفنان أكثر من غيره، باعتبار أن العيون مسلطة عليه، سواء من وسائل الإعلام أو الجمهور وربما الحاقدين.

تكريم ورضا الجمهور

الأزمات التي تعرضت لها رانيا يوسف بسبب تجربة زواج سابقة، ليست خافية على أحد، وسببت لها مشاكل وصلت إلى حد تلفيق قضايا لها وكانت محل حديث الناس، لذلك تتمثل السعادة، بالنسبة إليها، في التخلص من المشاكل مع طليقها، والتفرغ لتربية بناتها بعيداً عن الصخب والمشاكل، مؤكدة أن حلمها رؤيتهن وقد كبرن وأتممن  تعليمهن، وأنها بهذا الأمل بالذات تتغلب على المصاعب الحياتية وضغوط العمل.

تضيف أن السفر إلى أماكن جديدة لتصوير أعمال فنية يولّد البهجة لديها، وأن نجاح المسلسلات والأفلام التي تقدمها قمة السعادة بالنسبة إليها.

بدوره يرى حسن الرداد، أن وجوده إلى جوار شقيقته ورضا والدته مصدر سعادته، لذا يسعى إلى أن تشعر والدته بالسعادة نفسها، ويبذل قصارى جهده، خصوصاً بعد وفاة والده منذ فترة قصيرة، لتعويض شقيقته ووالدته غياب رب الأسرة.

يتابع أنه على المستوى الفني يشعر بسعادة بالغة عندما يتلقى تكريماً من مهرجان أو مسابقة فنية على عمل شارك فيه، ويكون أكثر سعادة عندما يعبر له أحد المشاهدين عن إعجابه بالعمل، ويشعر بأنه حقق فرحاً لأي شخص.

يضيف: «سواء كان الشخص فناناً أو رجلا عادياً، يعتقد البعيدون عن تفاصيل حياته أنه في غاية السعادة، لكنه في الحقيقة يعاني كثيراً من الحسد ومن ضغوط مختلفة».

 لا تضع ليلى علوي خطوطاً فاصلة بين الحالة العامة للمجتمع وشعورها الشخصي، وتضيف أن من الصعوبة الشعور بالسعادة في ظل أجواء القتل والعنف والعمليات الإرهابية التي تستهدف مصر، مرجعة ذلك إلى أن الفن هو مرآة المجتمع.

تضيف أن التكريم الذي تحصل عليه عن أعمالها، أكثر الأمور التي تدخل السعادة إلى قلبها، كونه يأتي  تتويجاً لجهد بذلته في العمل وتحملت ضغوطاً لإنجازه.

تتابع أن استقرار الحياة الشخصية، أحد أهم الأمور التي تدخل السعادة إلى قلبها، لا سيما حرصها منذ خوضها الوسط الفني على الصراحة، وعدم إخفاء ما لديها وامتلاك الشجاعة لإعلان ما يخصها للرأي العام، لافتة إلى أن الأضواء تضع عبئاً على الفنان وتجعل من بعض التفاصيل الخاصة في حياته، محور آراء وانتقادات الناس، «لكن يجب الانتباه إلى ضرورة أن يراعي الفنان بين رغبة محبيه في معرفة أخباره وبين أن تكون حياته مشاعاً، ما يؤثر سلباً في حالته النفسية واستقرار حياته الشخصية».

back to top