10 نصائح لتحسين ذاتك

نشر في 18-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-04-2014 | 00:02
يبذل الأهل قصارى جهدهم ليحسنوا تربية أولادهم. ويحاولون أحياناً التحسن من خلال مطالعة مواد تثقيفية متخصصة، أو يلجأون إلى أطباء الأولاد وغيرهم من الخبراء وأصحاب الاختصاص ليضمنوا أنهم لا يهملون أحد أوجه حياة أولادهم. لكن مجرد تساؤل الأهل عما إذا كانوا أهلاً صالحين يدل على أنهم كذلك على الأرجح، لأن الأهل السيئين قلما يكترثون بذلك. إليك لائحة صغيرة ببعض النصائح التي يمكنك اتباعها:
تذكّر أنك كنت يوماً ولداً:

عندما تنتظر مولوداً جديداً، من الطبيعي أن تفكر في الماضي. في هذه الحال، نفكر عادةً في التربية التي تلقيناها بسلبياتها وإيجابياتها. ويكون هدفنا من هذه الخطوة، غالباً، تقديم ما هو أفضل لأولادنا لأن العالم يتغيّر باستمرار. ولكن تذكر الانطباعات التي كوّنتها حين كنت ولداً. صحيح أننا لا نتذكر الكثير من سنواتنا الأولى لكننا لم ننسَ بالتأكيد السنوات اللاحقة، وخصوصاً مرحلة المراهقة والتحديات التي تحملها. لذلك تذكّر ردود فعلك قبل أن تحاول التصرف كوالد مسؤول. لا شك في أن البيئة المحيطة بنا قد تبدّلت كثيراً، إلا أن أنماط السلوك قلما تتغير.

قواعد تربية مشتركة:

سواء كان الأهل يربون أولادهم معاً أو منفصلين، من الجيد الاتفاق على قيم تربية مشتركة. يصدف أحياناً أن الثنائي يقع في الحب ويتزوج وينجب قبل أن يتسنى لهذين الزوجين التفكير حتى في الطريقة الأنسب لتنظيم حياتهما. ينجح الأهل، غالباً، في التوصل سريعاً إلى حلول والتكيّف مع هذا الوضع الطارئ بفاعلية، مع أنهم قد يقعون أحياناً ضحية الخوف. ولكن بعد تجاوز مرحلة الإنجاب، من الضروري أن يتبع الأهل معايير التربية ذاتها كي يشعر الولد بالوفاق بين والديه، سواء كانا يقيمان معاً أو مطلقين. يجب أن يحرص الأهل على تطبيق القيم ذاتها في ما يتعلق بالاحترام، التهذيب، وغيرهما من المجالات، بما فيها التعليم والدين.

يستطيع الأولاد تمييز عدم التوافق بين الأهل، وقد يحاولون استغلال هذا الاختلاف في وجهات النظر. لا تشكل بعض الاختلافات الطفيفة مشكلةً، شرط أن تبقى القواعد الأساسية موحدة ومحترمة من كل الأطراف. وتذكّر أن العيش في حالة من الغموض وعدم الاستقرار مضر للجميع، الأولاد والأهل.

الحاجة إلى الشعور بالأمان:

يُعتبر الشعور بالأمان من أهم حاجات الولد الأساسية، بما أنها ضرورية لتوازنه النفسي. فلكي يكبر الولد وينمي ثقته بنفسه، يجب أن يشعر بحماية أهله له. وهكذا تبقى قدراته على النمو والتطور سليمة، ولا ينطوي على ذاته بسبب الخوف وعدم الاستقرار.

يشعر الولد بالأمان من خلال العادات والروتين اليومي. فتُعتبر أوقات الوجبات المحددة، القيلولة بعد الظهر، والنوم فترات كافية ليلاً من العناصر الضرورية للحفاظ على صحة الولد الجسدية والنفسية في آن. وتبقى الحاجة إلى الشعور بالأمان أساسية فيما يكبر الولد. علاوة على ذلك، يجب على الوالد ألا يتخلى مطلقاً عن دوره كراعٍ وحامٍ، متفادياً مشاركة أولاده همومه ومخاوفه قدر المستطاع. فالولد يحتاج إلى النمو في جو من الطمأنينة والهدوء والأمان، إلى أن يتخطى سن المراهقة وينجح في تكوين شخصيته الخاصة الثابتة والمستقلة.

عدم نسيان سنه:

لا نتحدث هنا عن سن الأهل، بل الولد. لا ينمو كل الأولاد بالسرعة عينها، ويكون بعضهم أكثر نضجاً وهدوءاً. لكن هذا لا يلغي واقع أن الولد في سن الست سنوات يختلف كثيراً عن ولد في الثانية عشرة، وفي الثانية عشرة عن ولد في الثامنة عشرة. لكننا ننسى هذا الواقع أحياناً ونتحدث إلى الولد عن مسائل لا تتلاءم حقاً مع سنه أو نضجه.

لا تُعتبر الجملة الشهيرة {هذه المسألة لا تلائم سنك} سخيفة أو مبتذلة. قد يجد الوالد نفسه أحياناً في موقف صعب يدفعه إلى التكلم مع ولده في مسائل تفوق عمره. ويحدث ذلك غالباً عندما يكون الوالد متوحداً ويعيش بمفرده مع أولاده أو عندما يتملكه الأسى والحزن. صحيح أننا لا نستطيع دوماً ضبط أعصابنا، ولكن علينا محاولة تفادي هذه الهفوات قدر المستطاع.

معرفة فرض العقاب والانتقال إلى مسألة أخرى:

قد يكون بعض الأولاد أكثر انضباطاً من غيرهم. ولكن من الصعب تهدئة أو توجيه مَن يملكون طباعاً عنيدة، ما يستلزم أحياناً القليل من الحزم والصرامة. لا داعي لذكر أن العقاب الجسدي لا يجدي نفعاً. فلا يُعتبر ضرب الولد الحل الأفضل، مع أن صفعة خفيفة على الفخذ قد لا تقلب العالم رأساً على عقب. يجب أن يكون العقاب على قدر الخطأ. فهذه القاعدة لا تتبدل مع تبدّل طبيعة العقاب. فقد تحوّل الحرمان من الخروج في نزهة إلى منع من استعمال الكمبيوتر. وقد يكون أحياناً من الضروري التشديد على فداحة الخطأ كي يدرك الولد أهمية الكف عن ارتكابه. ولكن بعد الانتهاء من العقاب، لا داعي لتذكير الولد به. يجب اعتبار هذه المسألة منتهية والانتقال إلى أمور أخرى.

السماح للأمور بأن تأخذ مجراها الطبيعي:

تبقى تربية الأولاد عملاً طبيعياً ويجب ترك المجال لبعض العفوية، على غرار الحمل. صحيح أن من الضروري مراقبة حالة الحامل، ولكن عند التأكد من سلامتها، يجب السماح لهذه العملية الطبيعية بأن تأخذ مجراها. وينطبق الأمر عينه على التربية. فمن الطبيعي أن ينجب الزوجان الأولاد وأن يعتنيا بهم ويرعيانهم. لا شك في أن طرح الأسئلة ضروري لتحسين طريقة التربية، إلا أن العلاقة بين الوالد وولده تقوم على الحب في المقام الأول.

ولكن يحدث، أحياناً، أن الروابط بين الوالد وولده تضعف بمرور الوقت، وخصوصاً إذا كان الوالدان منفصلين. نتيجة لذلك، يتراجع الإحساس بالمسؤولية، ما يصعّب، بعد ذلك، إعادة بناء العلاقات بين الأهل والأولاد. قد تكون هذه مجرد مرحلة عابرة، لأن العلاقات غالباً ما تعود إلى طبيعتها وتستعيد زخمها مع بلوغ الأولاد سن الرشد.

كثرت حالات الطلاق والانفصال في يومنا هذا. وينتقل الأولاد بين منزلَي والديهما بسهولة واضحة. ولكن من الضروري تفهم ما يمرون به هم أيضاً: فقد يتعبهم هذا الوضع ويسبب لهم مشاكل جمة. ويتطلب السيطرة على هذه المرحلة الصعبة الكثير من ضبط النفس والصبر، خصوصاً عندما يبدأ الولد يشعر أنه صار راشداً.

لا تتردد في التوضيح:

يتمتع كل الأولاد بفضول كبير ولا يكفون عن طرح الأسئلة. وتزداد هذه الأسئلة تعقيداً فيما يكبرون. وهذا جيد بالتأكيد، لأنه يشكّل دليلاً على أن الولد يملك علاقة جيدة ومنفتحة مع والديه ولا يتردد في الوثوق بهما لينمو ويتقدّم. لذلك من المهم جداً الإصغاء إلى الولد، الإجابة عن أسئلته بطريقة واضحة ومفهومة من دون أن ننسى النصيحة الرابعة الواردة أعلاه. وسواء تساءل الولد عن الموت أو الانفصال أو مناسبة سعيدة مثل ولادة طفل جديد، يبقى الحوار مهماً للمضي قدماً والنمو بطريقة جيدة وإيجابية.

احترام متبادل:

لا تكون التربية جيدة في ظل غياب الاحترام المتبادل. إذا كان احترام الأهل قديماً قدم الديانات السماوية، يُعتبر احترام الولد حديثاًَ نسبياً. وكما يذكر علماء النفس، الولد إنسان ومن الضروري التعامل معه على هذا الأساس. صحيح أن الثقافات تتبدل، ولكن يجب ألا ننسى أن الأولاد طالما شكلوا امتداداً طبيعياً للعائلة. لذلك يلزم أن يشاركوا في الأعمال المنزلية والعائلية، وألا يكتفوا بالقيام بالواجبات المدرسية.

تحوّل الولد في الحضارات الغربية من فرد في العائلة عليه المساعدة ويشكّل مخزوناً من اليد العاملة إلى {ولد ملك}. صحيح أن هذا التبدّل حصل تدريجياً، إلا أن الجميع باتوا مقتنعين اليوم بأن الاحترام المتبادل يشكّل أساس التربية الجيدة. لكن الاعتدال ضروري في هذا المجال ويجب ألا تميل كفة الميزان في أي من الاتجاهين. فيجب ألا يعهد الأهل إلى الولد بأعمال ومهام تثقل كاهله، كذلك يلزم ألا يفرطوا في تدليله. فضلاً عن ذلك، من الضروري ألا ينجرّ الأهل وراء رغبات ولدهم ونزواته، بل عليهم تأكيد دورهم وسلطتهم كأهل.

ابقَ حذراً:

يدرك كل الأهل أن عليهم مراقبة أولادهم عندما يجتازون الطريق أو يلعبون على الشاطئ أو قرب حوض السباحة. فمن الممكن دوماً وقوع حادث أو تعرض الولد للغرق. لذلك على الأهل أن يبقوا حذرين. ويجب ألا يتخلوا عن حذرهم هذا عندما يكبر الولد قليلاً. قد يظن البعض أن من الممكن التخلي عن الحذر وترك الولد يقوم بخيارته هو بنفسه. ولكن في مجتمعنا هذا الذي يبقى فيه الولد في كنف أهله فترة طويلة، صار من الصعب على الأهل اليوم التخلي عن حذرهم.

يُضطر الأهل إلى مراقبة أصدقاء أولادهم، أو محاولة ذلك على الأقل، والتحقق من أن الولد الأكبر لا يشعر بتعب غير مبرر. كذلك عليهم تذكير الولد دوماً بمخاطر التبغ والمخدرات والقيادة بتهور. وما هذه إلا غيض من فيض. ولا شك في أن هذه الواجبات تطيل اليوم واجبات الأهل ومسؤولياتهم. فقد بات الدرب طويلاً إلى أن يبلغ الولد سن الرشد ويحقق استقلاليته.

تعلّم غض النظر:

لا شك في أن من واجبات الأهل التأديب والتوبيخ. ولكن عليهم أحياناً التغاضي عن بعض الهفوات. يقترف كل الأولاد الأخطاء، الكبيرة منها والبسيطة، ويتصرفون أحياناً بحماقة. ولكن بعد مناقشة سلوكهم هذا ومعاقبتهم، فلا جدوى من تذكيرهم باستمرار بها والعودة إليها مع كل مشكلة جديدة تنشأ. قد يكون ذلك صعباً، عندما يرى الأهل أن المسألة بالغة الأهمية. وقد لا يتنبهوا أحياناً إلى ردة فعلهم الطبيعية هذه. ولكن من الضروري تعلّم مسامحة الولد فعلاً. كذلك يلزم ألا يشعر أن أباه وأمه لا ينسيان ما يقترفه من أخطاء.

لا شك في أن كل النصائح جيدة، وخصوصاً الأبوية منها. لكن الميزة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل أب وأم تبقى مشاعر الحب التي يكناها لولدهما ومعرفة كيفية الإعراب عنها.

ولد سلعة

يحاول بعض الأهل بطريقة لاواعية تحويل ولدهم إلى أداة للشعور بالرضا والسعادة. فبات هذا {الولد السلعة} وسيلة يتأكد من خلالها الأهل من كفاءاتهم ويعززون شعورهم بالفخر نظراً إلى النجاحات التي يحققونها من خلاله.

يخبر الكثير من الأهل أنهم لا ينفكون عن طرح الأسئلة عندما يواجه الولد بعض المشاكل في المدرسة. فهم يخافون على مستقبله المهني ويخشون أن يعاني ولدهم مشاكل نفسية. لذلك يبقى الأهل في حالة تيقظ دائم.

back to top