مكملات الفيتامينات والمعادن... هل نحتاج إليها؟

نشر في 06-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 06-03-2014 | 00:01
استنتجت دراسة أن المكملات تحسّن الصحة، ثم شككت دراسة أخرى بمنافع أخذها. لا تزال النتائج متضاربة! إليكم بعض النصائح والتفاصيل في هذا المجال.
في نوفمبر 2013، أجرت {فرقة الخدمات الوقائية الأميركية} (لجنة مؤلفة من خبراء الوقاية من الأمراض) مراجعة شاملة للأبحاث التي نُشرت خلال العقد الماضي. ثم استنتجت عدم وجود أدلة كافية لدعم استعمال مكملات الفيتامينات والمعادن بهدف تجنب أمراض القلب والسرطان أو تقليص حالات الوفاة الناجمة عن تلك الأمراض عند الراشدين الأصحاء. حتى إن افتتاحية نُشرت في «حوليات الطب الباطني» بتاريخ 17 ديسمبر 2013 حثت المستهلكين على «وقف إهدار المال على مكملات الفيتامينات والمعادن». لكن هل يعني ذلك الجزم بعدم فاعلية المكملات الغذائية للوقاية من الأمراض؟

ليس تحديداً بحسب رأي د. هاورد سيسو، أستاذ طب في كلية هارفارد الطبية وخبير في علم الأوبئة في مستشفى بريغهام للنساء. لم يجد بعض التجارب العيادية في الماضي أي منفعة من أخذ معظم مكملات الفيتامينات والمعادن الفردية بجرعة مرتفعة للوقاية من الأمراض المزمنة: {كانت تلك الاستنتاجات معروفة وغير مفاجئة. لكن توحي هذه المراجعة بوجود بعض المنافع للفيتامينات المتعددة}. في {الدراسة الصحية الثانية للأطباء}، نجحت الفيتامينات المتعددة فعلاً في تخفيض خطر الإصابة بالسرطان عند الرجال. لكن لا بد من إجراء دراسات إضافية للتأكيد على المفعول نفسه عند النساء.

يحتاج بعض الفيتامينات والمعادن الفردية إلى دراسات إضافية أيضاً. يقول د. سيسو: {ثمة مكملات واعدة للوقاية من الأمراض المزمنة وهي تستحق أن تخضع لدراسات إضافية وأن تجذب انتباه الرأي العام. على سبيل المثال، تتعدد الدراسات التي تعتبر أن الفيتامين D قد يفيد في الوقاية من الأمراض المزمنة، لكننا نفتقر إلى تجارب عشوائية وطويلة الأمد في هذا المجال}. لتحقيق تلك الغاية، يعمل راهناً مع زملاء له على تنفيذ تجربةVITAL  التي تشمل أكثر من 20 ألف رجل وامرأة، ومن المنتظر أن تحلل آثار الفيتامين D (فضلاً عن أحماض الأوميغا 3 الدهنية) على مخاطر السرطان وأمراض القلب والجلطة الدماغية.

مبررات

قد لا تكون الأبحاث المتوافرة حتى الآن متماسكة أو مقنعة بما يكفي لتقديم توصيات موثوقة للنساء بشأن استعمال المكملات، لكن يمكن أن يحدد كل فرد بنفسه مدى حاجته إلى أخذها بحسب وضعه الصحي.

على سبيل المثال، إذا كنت مصاباً بهشاشة العظام أو معرضاً لهذه المشكلة، سيوصي الطبيب على الأرجح بمكملات الكالسيوم والفيتامين D. كل شخص فوق عمر الخمسين قد يحتاج إلى مكمّل الفيتامين B12 لأن الجسم يجد صعوبة في امتصاص هذا المغذي مع التقدم في السن. وإذا كانت حميتك غير مثالية، من المفيد إضافة حبة من الفيتامينات المتعددة يومياً. يوضح د. سيسو: {ننسى عموماً أن السبب الأولي الذي يجعلنا نأخذ الفيتامينات المتعددة هو الاحتماء من النقص الغذائي أو تجنب الافتقار إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية. نظراً إلى غياب أي مخاطر معروفة للفيتامينات المتعددة على المدى القصير أو الطويل ونظراً إلى قدرتها على سد النقص في الحمية، لا أرى مانعاً في أن تفكر النساء بأخذ حبة من الفيتامينات المتعددة يومياً}.  

اختيار المكمّل المناسب

الأمر الأصعب من تحديد مدى الحاجة إلى مكمل غذائي هو اختيار النوع الذي يجب أخذه. يقول د. سيسو: {حين نقصد قسم المكملات الغذائية في أي متجر، حتى لو كنا نحاول بكل بساطة شراء فيتامينات متعددة، سنقف أمام رفوف كثيرة وخيارات لا تُحصى، لذا قد يكون الأمر مربكاً}.

يقترح التمسك بالماركات البارزة من الفيتامينات المتعددة التي تخضع لاختبارات موثوقة وتتماشى مع الجرعات المنخفضة من الفيتامينات والمعادن الموصى بها يومياً.

لا يوصي د. سيسو عموماً بتجربة إحدى تركيبات الفيتامينات المتعددة والمتخصصة (لدعم المناعة أو الحفاظ على صحة القلب أو اكتساب الطاقة...) {ما لم تتحدث مع الطبيب الذي يوصي لك بتركيبة معينة تفيد حالتك}. لكن إذا كنت فوق عمر الخمسين، قد يكون الفيتامين المصمَّم لكبار السن فكرة جيدة لأنه قد يحتوي على مستويات أكثر تناسباً من الفيتامينات والمعادن لأشخاص بعمرك.

إذا كنت تأخذ الفيتامينات المتعددة، قد تميل إلى اعتبارها حلاً سهلاً للحمية غير الصحية ولكنها لا تهدف إلى ذلك. يؤكد د. سيسو: {تحسين الحمية نقطة البداية في أي خطة ثم يجب استشارة طبيب الرعاية الأولية حول نوع الفيتامينات المتعددة أو أي مكمّل آخر يناسب تلك الخطة}.

back to top