عمرو سلامة: «لا مؤاخذة» حالة سينمائية لا تسيء إلى أحد

نشر في 07-02-2014
آخر تحديث 07-02-2014 | 00:02
بعد مشاكل مع الرقابة في مصر وتوقف التصوير فترة طويلة وصعوبات من كل حدب وصوب، أبرزها اختيار طفل لأداء دور البطولة، طرح المخرج عمرو سلامة فيلمه الجديد {لا مؤاخذة}، متمنياً أن يحقق إيرادات عالية، لا سيما أن توقيت طرحه يتزامن من بدء إجازة موسم نصف العام.
عن تقييمه للفيلم والقضية التي يطرحها كان اللقاء التالي معه.
هل أثرت المشاكل الرقابية عليك خلال تصوير {لا مؤاخذة}؟

لا أنكر خوفي من عدم خروج الفيلم إلى النور، لأن فكرة أن تضع الرقيب أمام عينيك أثناء التصوير سيشعرك تلقائياً بأنه يتدخل في عملك بشكل أو بآخر، وهو أمر يقيد أي مخرج، لذا قررت تصوير ما أريده متناسياً تماماً الرقابة. بتعبير أدق، تعمدت ترك أي مشاكل يمكن أن تواجهني حتى النهاية. وبالفعل صوّرت مشاهد ووضعت جملا لم تكن مكتوبة في السيناريو، وقدمت العمل كما أريد، ولحسن حظي عندما شاهدت الرقابة الفيلم مجدداً أجازته من دون ملاحظات.

هل يقتصر قلقك من الرقيب أو يتعلق بأمور أخرى أيضاً؟

طبيعي ألا يرتبط الخوف بالرقيب فحسب، إنما يشمل جودة المشهد ومدى تقبل الجمهور للفيلم، وتفاصيل أخرى أضعها كمخرج في حساباتي. لكن ما يزيد الأمر تعقيداً عندما تدرك أن ثمة رقيباً ينتظرك في النهاية.

لماذا تعرض الفيلم لتعنت الرقيب السابق؟

لا ألوم الرقيب السابق الدكتور سيد خطاب، بقدر ما ألوم المنظومة ذاتها التي تضع الرقيب في مأزق وتحمله مسؤولية كبيرة لا يجب أن يتحملها، ففكرة تصنيف الأفلام وفرزها تعود إلى الجمهور الذي يقرر دخول الفيلم الذي يعجبه ويمتنع عن دخول فيلم آخر.

هل شعرت باليأس خلال أزمتك مع الرقابة؟

الفيلم بالنسبة إلي حالة خاصة، ولم أفكر أثناء كتابته بإمكان اعتراض الرقابة عليه لأنه لا يسيء إلى أحد، وفوجئت برفضها للسيناريو عندما عرض عليها  للمرة الأولى، لكني لم أيأس لأن كتابة الفيلم أمر يستغرق بين ستة أشهر وعام، ولا يمكن أن أهدر الوقت الذي بذلته، وكل ما حدث أن تصويره تأخر.

استغرق تعنت الرقابة وقتاً طويلا، هل أثر ذلك على حماستك للعمل؟

خسارة جولة في المعركة لا تعني الهزيمة، عندما رفضت الرقابة الفيلم صورت فيلم {أسماء}، ثم أعدت السيناريو إليها مرة أخرى، ولو رفضته مجدداً كنت سأقدّم عملاً آخر ثم أعيد تقديمه.

ما سبب تمسكك بالفيلم؟

موازنته مناسبة لظروف الإنتاج، بالإضافة إلى سخونة قضيته وواقعيتها، ولا يعقل أن يتوقف بسبب آراء موظفين.

لكن تتحجج الرقابة بأن العمل يسيء إلى المسيحية

فكرة الإساءة إلى الأديان متمثلة في ازدراء أحدها، وهو أمر ليس مطروحاً في الفيلم من الأساس، بل يدعو إلى التعايش واحترام الآخر.

 كيف تعاملت مع مشكلة الأطفال الأقباط التي يتطرق إليها الفيلم؟  

مررت بتجربة مماثلة عندما عدت من المملكة العربية السعودية والتحقت بمدرسة في مصر، وتحدثت مع أطفال كانت لهم تجارب مماثلة. كذلك ساعدني صديقي جورج عزمي، وهو قبطي، لمواجهته تجربة مماثلة خلال دراسته، لذا يعبر العمل عن تجارب حقيقية مرّ بها أشخاص في حياتهم.

كيف وقع اختيارك على الطفل الذي أدى بطولة الفيلم؟

لم يكن اختيار الطفل أمراً سهلا، على الأقل لأنه بطل الفيلم ويجب أن يكون ممثلا جيداً، لذا استغرق الاختيار فترة طويلة. وقد ساعدني أصدقاء كثيرون، إذ أرسلوا إلي أطفالا في المرحلة العمرية نفسها، حتى وجدت أحمد داش، وهو الأفضل للدور على الإطلاق.

هل وجدت صعوبة في توجيهه أمام الكاميرا؟

أحمد ممثل موهوب ولديه قدر كبير من الذكاء، لذا لم أجد صعوبة على الإطلاق في توجيهه خلال التصوير، وربما كانت تجربتي معه في التصوير أفضل من تجاربي مع ممثلين كبار.

تركز في أعمالك على البطولة النسائية، فهل هذا مقصود؟

على الإطلاق، فأنا لا أصنع أفلامي وفقاً لهذه الحسابات، بمعنى أن الأمر مرتبط بطبيعة الفيلم وقصته، وهذه المرة يعتمد الفيلم على الطفل بشكل أكبر.

ما أصعب مشهد بالنسبة إليك؟

 ثمة مشاهد صعبة، خصوصاً تلك التي يظهر فيها كمّ من الأطفال، فأن تحرك 600 طفل في الوقت نفسه أمر في غاية الصعوبة، ولم أتوقع أن يكون كذلك قبل بداية التصوير.

لماذا تأخرت في تصوير الفيلم؟

بسبب الظروف السياسية، فعندما حصلنا على موافقة الرقابة بدأت التصوير على الفور، وتوقفت فترة بسبب الامتحانات، وبعد ذلك حل شهر رمضان ثم الأحداث السياسية وحظر التجوال، فأوقفنا التصوير مكرهين أكثر من مرة.

لماذا لم يشارك الفيلم في المهرجانات؟

تأخرنا في التصوير جعلنا لا نلحق بالمهرجانات العربية المهمة، وعندما انتهينا من تصويره عرض في  {مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية} بالتزامن مع طرحه جماهيرياً، وسنحاول المشاركة في مهرجانات أخرى في الفترة المقبلة.

ألا يؤثر طرح الفيلم بالتزامن مع ذكرى الثورة على إيراداته؟

توقيت طرح الفيلم منوط بالمنتج والموزع، وليس لي كمؤلف ومخرج أن أتدخل فيه. لكني أعتقد أن التوقيت مناسب لطبيعته، ثم طرحه مع بداية إجازة نصف العام، باعتباره فيلماً للأطفال، ملائم لمشاهدته بعد انتهاء الامتحانات، وبالتأكيد كانت لدي مخاوف من الأحداث السياسية، لكن للأسف أصبحت هذه الأحداث موجودة طوال العام، وإذا وضعناها في حساباتنا فلن نطرح أعمالا جديدة.

ماذا عن مشاريعك الجديدة؟

أحضر لفيلمي السينمائي الجديد {صنع في الصين} مع أحمد حلمي، ولم يتحدد موعد البدء بتصويره بعد.

كيف تقيّم  التجربة مع حلمي الذي يحقق إيرادات مرتفعة عادة، وهو ما لم تتمكن أفلامك من بلوغه؟

يتمنى كل مخرج تحقيق إيرادات مرتفعة لتستمر الصناعة على الأقل، ولن يتعامل المنتجون معي إذا كانت أفلامي لا تغطي كلفتها، فقد حقق فيلما:  {زي النهارده} و}أسماء} إيرادات {معقولة}، الأول بالنسبة إلى طبيعته، والثاني رغم كونه تجربة صعبة سينمائية ولها خصوصية فضلا عن طرحه في وقت صعب للغاية. كذلك، أتمنى أن يحقق {لا مؤاخذة} إيرادات جيدة، فالنتيجة حتى الآن مبشرة. باختصار، لكل تجربة خصوصيتها وظروفها، وأتمنى النجاح في تجاربي كافة.

back to top