كرم لـ الجريدة•: شبكة الصرف الصحي بريئة من تهمة تلويث جون الكويت

نشر في 17-01-2014 | 00:03
آخر تحديث 17-01-2014 | 00:03
• المجاري لا تصب في الجون منذ 15 عاماً وأتحدى مَن يثبت العكس

• لدينا أحدث التقنيات لصرف المياه ومعالجتها وسبقنا دول الخليج في ذلك

«تجيك التهايم وإنت نايم» مثل كويتي قديم ينطبق على حال محطات الصرف الصحي التي وُجِّهت إليها عدة تهم مؤخراً بأنها السبب الرئيسي وراء تلوث جون الكويت، في حين أن رئيس مهندسي الصرف الصحي في وزارة الأشغال العامة محمود كرم نفى أن تكون هناك مياه صرف صحي تصرف في الجون.

وقال كرم في حوار مع «الجريدة» إنه «لا يتم صرف مياه الصرف الصحي في الجون منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وأتحدى مَن يثبت عكس ذلك»، مضيفاً أن «الأشغال» قطعت شوطاً كبيراً في إعادة تأهيل شبكة الصرف، وتجديدها بشكل كامل، وتحسين المحطات، وإلغاء المحطات المتهالكة، مؤكداً أن مياه الصرف الصحي تتم معالجتها وإعادة استغلالها بما يخدم البلاد في الزراعة وفي مجالات عدة. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما السبب الحقيقي وراء تلوث جون الكويت؟

- جون الكويت عانى ما عاناه من التلوث بشكل كبير جدا منذ أكثر من 30 سنة، لعدة أسباب، يتمثل السبب الرئيسي في أن «التيارات المائية التي تأتي إلى الجون تدور ببطء شديد جدا»، لأنها تسير بسرعتها الطبيعية على الساحل الكويتي، وعند وصولها إلى الجون تتباطأ، لطبيعة شكل الجون، لذلك ما يأتي من شط العرب من مياه وتدخل الجون تحمل مغذيات ممتازة جدا، وبالتالي أفضل ربيان تجده في الجون، إلا أن الجون تأثر بالملوثات بسبب مجرور الغزالي، فهذا المجرور كان يتم إيصال وصلات صرف غير قانونية « قديما» به بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى ذلك وجود بعض محطاتنا القديمة المتهالكة في ذلك الوقت.

• من المسؤول عن إيصال تلك الوصلات غير القانونية؟

- كان يتم إيصالها من قبل مستشفيات، وجراجات، ومصانع، وجميعها وصلات غير قانونية يتم إيصالها إلى شبكة الأمطار، ومن ثم تصرف في البحر.

• هل لا يزال هناك صرف صحي يصرف في الجون؟

- منذ أكثر من خمسة عشر عاما وقطاع الصرف الصحي في وزارة الأشغال منع إلقاء مياه الصرف الصحي في جون الكويت، واستطعنا بتجديد الشبكة وتحسين الميول، وتحسين المحطات، وإلغاء المحطات المتهالكة، أن نمنع نهائيا أن يتم تصريف مياه الصرف الصحي به، إذا كان هناك مياه تصرف في الجون فتكون مياه معالجة فقط.

صرف المنطقة الحرة

• هل الأمر مقتصر على الجون؟

-  للأسف لا يزال هناك صرف غير قانوني يتم في مياه البحر، من ضمنه صرف المنطقة الحرة، وهناك قضية تنظر أمام المحكمة في هذا الشأن، فالمنطقة الحرة كانت تصرف مياه صرف صحي «بالهبل» إلى البحر.

• ما الإجراءات التي اتخذتموها في هذا الصدد؟

- هناك عدة لجان شكلت من عدة جهات مختلفة، منها البيئة والبلدية والمواصلات ووزارة الكهرباء والماء، لوضع حلول لتلك المشكلة، واليوم لدينا عقد نتعاون من خلاله مع الهيئة العامة للبيئة لوضع حلول نهائية لمشاكل صرف المياه في البحر، وإذا تمت الموافقة على تلك الحلول التي سيتم الاتفاق عليها سيكون هناك عقد، لتأهيل كامل للجون، بحيث تمنع الملوثات من الجون تماما، وسيكون الإصلاح جذريا.

• هناك اتهامات موجهة إلى شبكة الصرف الصحي بأنها وراء تلوث الجون؟

- أتمنى من أي شخص يرى أن هناك تلوثا صادرا من شبكة الصرف الصحي للجون أن يبلغنا بذلك، وأنا أؤكد أننا قطعنا هذا الموضوع، ولا توجد أي مياه صرف صحي يتم صرفها في جون الكويت من شبكتنا، وكل مياه الصرف يتم تحويلها إلى محطات المعالجة، وإذا وجدت أي مشكلة في أي محطة، يكون الأمر طارئا ويتم صرف المياه إلى البحر، بعيدا عن الجون، في أماكن أخرى، وتكون مياه معالجة أولية التي يتم صرفها وليست مياه صرف لم تعالج، ومن ثم يتم صرفها، حتى الانتهاء من المشكلة الكائنة.

• ما المشاكل التي تتسبب في تعطل المحطات؟

- هناك مشاكل متنوعة منها على سبيل المثال لا الحصر، انقطاع التيار الكهربائي، أو لا قدر الله كسر في خط رئيسي، إلى غير ذلك من مشاكل قد تحدث في أي مكان.

الكويت رائدة

• تستخدمون أحدث التقنيات في محطات التنقية فماذا تقول في ذلك؟

- دولة الكويت رائدة في هذا المجال، خاصة في تنقية مياه الصرف، واليوم يأتي إلينا الاخوة من دول مجلس التعاون الخليجي ويستفيدون من خبرات الكويت، في هذا المجال، ولقد حضرت أكثر من مؤتمر في دول مجلس التعاون، وهناك اشتياق من قبل الأشقاء في كل الدول الخليجية، لمعرفة التطور الذي وصلنا إليه في هذا المجال، ونحن وضعنا أحدث التقنيات الموجودة في العالم، وإن شاء الله سنستمر في التطوير.

تحديث الشبكة

• ذكرت أن هناك عمليات تجديد وتحديث لشبكة الصرف فإلى أين وصلتم في تلك التحديثات؟

- قمنا بتقسيم الكويت إلى 16 مرحلة، اليوم نتحدث عن المرحلة الـ13، والـ14، حيث بدأنا التحديث من مدينة الكويت وانتشرنا في جميع المناطق والضواحي، وقبل ذلك أجرينا دراسات علمية على الشبكة، وتبين لنا أن عمر أنابيب الاسبستوس الافتراضي ليس طويلا، وكان ذلك قبل الغزو، لذلك قمنا على الفور بتغيير الشبكة، والآن في المناطق الجديدة لا نستخدم الاسبستوس بل نستخدم الأنابيب ذات العمر الافتراضي الطويل، بكافة أنواعها، إضافة إلى تحسين الميول، حيث كانت في السابق تتناسب مع مدينة الكويت بحجمها الصغير، غير أنه بعد التوسع العمراني كان لابد من أن نقوم بتحسين الميول.

• كم تكلفت إعادة صيانة شبكة الصرف الصحي إلى الآن بعد المراحل التي قطعتموها؟

- المبالغ كبيرة، حيث تتضمن بعض المراحل عدة أقسام، وتتراوح التكلفة من 20 مليون إلى 60 مليون دينار، وإذا كانت المحطات ضخمة، تصل أحيانا إلى 70 مليونا، ولكن عند حساب تلك التكلفة لابد أن نراعي أننا بدأنا العمل في تأهيل الشبكة وإعادة تجديدها منذ وقت ما قبل الغزو، ومع الأسف لا يرى الناس ذلك، فمادام الشخص يفتح الصنبور ويغتسل دون أن يجد مشكلة، فلا يهتم إلى أين ذهبت تلك المياه.

بفعل فاعل

• يقال إن شبكة الصرف الصحي بها تهالك وبفعل فاعل؟

- لا نستطيع أن نرد على كل من يتكلم بشكل عام، ولكن من لديه ملاحظات، ويرى أن هناك تهالكاً بفعل فاعل، نذهب معه إلى أقرب نيابة ونحاسب المقصر، وبالنسبة لوزارة الأشغال فإنها بدأت منذ منتصف الخمسينيات، وأوائل الستينيات بمنظومة صرف صحي، فنحن متقدمون جدا في هذا الشأن، حتى بالمقارنة بمناطق الجوار.

• هناك دائما خلط بين شبكة صرف الأمطار والصرف الصحي؟

- ندعو الله أن يجعل كل مطر يتساقط على الكويت مطر خير، ونشير إلى أن شبكة الأمطار التي نراها في الشوارع شبكة خاصة بالمطر، تجري من بين المناطق المختلفة في محافظات الكويت إلى البحر بأنابيب ومجارير خاصة، أما الصرف الصحي فله شبكة أخرى، ولا ارتباط بين الشبكتين.

• ما المسار الذي تسير فيه شبكة الصرف؟

- تمتد هذه الشبكة من محطات الضخ إلى محطات التنقية، لتتم معالجتها والاستفادة من مياهها، إلا أن هناك مع الأسف مشكلة أزلية لا نزال نعانيها وقت سقوط الأمطار، وهي مشكلة صرف تلك المياه التي تتجمع على المنازل وداخلها، لاسيما أن الكثير من أصحاب المنازل يقوم بإيصال تصريف هذه المياه مباشرة بشبكة الصرف الصحي، لا بشبكة صرف الأمطار، مما يؤدي إلى ضغط رهيب في أوقات ذروة المطر.

• وما نتيجة ذلك؟

- يؤدي ذلك إلى طفح بعض مجارير الصرف الصحي، إضافة إلى تحميل محطات التنقية ومحطات الضخ كميات أكبر من معدل المياه الذي يفترض أن يصل إليها، وهذه هي المشكلة الوحيدة، وقت تساقط الأمطار، أما ما عدا ذلك من الأمور فهي جيدة، خاصة إذا كان المطر خفيفاً مثلما حدث في الأيام السابقة.

• كيف يتم التصرف عند وجود ضغط على شبكة الصرف الصحي مع تساقط الأمطار؟

- معظم محطاتنا تتسع، ولله الحمد، لهذه الكميات الكبيرة من المياه، ولكن التأثير السلبي يكون في العوالق التي تأتي مع تلك المياه، مثل الأخشاب، وغيرها من الأوساخ التي تدخل على منظومة الصرف الصحي عالقة في مياه الأمطار، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل، لكن عند وجود ضغط نقوم بصرفها إلى محطات التنقية التي تقوم بمعالجتها.

• هل تتأثر المعالجة في تلك الحالة عن الظروف العادية؟

-    بلا شك تتأثر المعالجة، خاصة إذا كانت كميات المياه التي تضخ إلى محطات المعالجة كبيرة، لكن في النهاية تتم المعالجة والاستفادة من المياه المعالجة.

• يقال إن ضيق فتحات بلاعات صرف الأمطار وراء عدم تصريف المياه عند تساقطها بغزارة؟

- لسنا بلدا ممطرا، ولدينا شح في الأمطار أغلب العام، والمصمم الذي قام بتصميم شبكة الأمطار صممها على هذا الأساس، إلا أن هناك اليوم إعادة نظر في ذلك، ومثال على ذلك عند إقامة بنيان ما، يتم إنشاء عمود بقطر 5 أمتار، وهو يكفي الغرض من بنائه، لكن عندما نقوم ببناء عمود قطره 10 أمتار لنفس الغرض، فإننا لسنا بحاجة إلى الخمسة أمتار الزائدة، إذ يعد ذلك هدراً للمال وحراما، وإذا كان العمل يحتاج مني خمسة دنانير، ويؤدي الغرض على أكمل وجه، فلماذا أقوم بإنشاء نفس العمل بـ 100.

وبشكل عام إذا كان المطر طبيعياً فلا توجد لدينا أية مشاكل، ويتم صرف الأمطار أولا بأول، لكن المشكلة عندما يكون المطر غزيرا، وهذا لا يحدث كل عام، بل يحدث على فترات متباعدة، ومع ذلك فإن لدى مهندسي شبكة الطرق والعاملين عليها في وزارة الأشغال دراسة موسعة حول شبكة صرف الأمطار، بحيث يعاد تحديث هذه الشبكة بما يتناسب مع الأمطار الغزيرة.

مياه الصرف إلى المريخ!

روى رئيس مهندسي الصرف الصحي في وزارة الأشغال العامة محمود كرم أنه دخل إحدى الديوانيات وسأل الحضور «إلى أين تذهب مياه الصرف التي تستخدمونها في الحمامات وفي الاغتسال، فكانت الإجابات عجيبة غريبة».

وقال كرم إن «أحدهم قال إنها تصدر إلى المريخ، وكان جادا في إجابته، وقال آخر إن هناك أحواضاً كبيرة في البر، ويتم تجميع مياه الصرف بها، ثم تلقى في البر، بينما ذكر ثالث أنها تذهب إلى البحر مباشرة»، مضيفاً «تبين لي أن الناس لا يعرفون إلى أين يتم صرف هذه المياه».

وبينما اعترف بأن «جزءا من مسؤولية ذلك يقع علينا»، لفت إلى أن العلاقات العامة في الوزارة حاليا تسعى إلى توعية الناس بوجود شبكة صرف صحي، يتم من خلالها صرف هذه المياه، لإعادة استغلالها في الزراعة وما شابه»، مضيفاً: «صحيح أن الشبكة لا ترى، لكنها موجودة وتؤدي دورا كبيرا جدا».

back to top