هالة لطفي: نجاح {الخروج للنهار} أكبر من توقعاتي

نشر في 13-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 13-12-2013 | 00:02
خطفت المؤلفة والمخرجة هالة لطفي الأنظار بتجربتها الروائية الطويلة الأولى {الخروج للنهار}، ونالت عنها جوائز، وضُم فيلمها إلى قائمة أهم 100 فيلم عربي في {مهرجان دبي السينمائي الدولي} لهذا العام.
عن هذه التجربة وتقييمها لها، لا سيما أنها اعتمدت فيها على نجوم شباب، كان اللقاء التالي معها.
ما تقييمك لهذه التجربة بعد عرضها؟

 

في الحقيقة لم أتوقع هذه النتيجة؛ فعندما بدأت العمل كان هدفي الأساسي تقديم فيلم يعبر عن نظرتي إلى الحياة في مصر اليوم بشروط فنية معينة، وليس عملا يُرضي الجمهور أو يعرفني على المنتجين بغرض أن يتفقوا معي في ما بعد على عمل آخر مع نجوم كبار.

 

ما قصدك من كلامك هذا؟

 

تقديم فيلم شخصي وفقاً لمنطق الفنانين التشكيليين الذي ينص على أن الفن ليس صناعة ولا تجارة، بل إرضاء ذاتي.

 

من أين استقيتِ فكرة الفيلم؟

 

من قصة واقعية تعايشت معها عامين (2007- 2008) خلال مرض والدي، وكتبتها وأنا في حالة يأس شديدة، ورغبت في عرضها كفيلم وثائقي، لكنني فشلت في ذلك فتحوّلت إلى فيلم روائي، ولم تعد القصة خاصة بي وحدي، إنما أصبحت لدى المحيطين بي لمسة فيها، فأحضروا أكسسوارات وملابس ليكون الفيلم معبراً عنهم أيضاً.

 

وكيف اخترت الممثلين؟

 

أجرينا تغييرات واسعة، لا سيما في أدوار الأب والأم والبطلة؛ فمثلا لم تكن دنيا ماهر المرشحة الأولى لهذا الدور، لكنني تعرفت إليها قبل تصوير الفيلم بأسبوعين. للحق لم أتخيل أنها ستقدم الدور بهذا الأداء المتميز، لذا شكرت الله على وجودها معنا لأنها منحت الشخصية أبعاداً مختلفة.

 

هل تعمدت اختيار نجوم شباب غير معروفين؟

 

بالطبع، لاقتناعي بأن الممثلين الذين لم يشاركوا في أعمال سابقة سيضيفون جديداً إلى الفيلم، خلافاً للنجوم الذين لديهم حيل يستخدمونها أمام الجمهور لاسترضائه، ويفسدون اللحظة ويخرجونها مصطنعة، فيما هؤلاء الشباب غير المحترفين سيتورطون عاطفياً مع أدوارهم ليخرجوا أداء من قلبهم يؤثر في نفس المشاهد.

 

وكيف أقنعتِ الصحافي أحمد لطفي  بأداء دور الأب؟

 

اعتقدت في البداية أنه سيرفض الدور لأن لا تجارب تمثيلية سابقة له، ولخلوّه من أي جمل حوارية، إلا أنني فوجئت بموافقته، إذ اعتبر أن هذا الدور تكريم لذكرى والدته التي اعتنى بها في آخر عامين من حياتها، وأضاف بعض التفاصيل إلى الشخصية منحتها مصداقية.

 

صورت مشاهد الفيلم في غالبيتها داخل شقة... هل وجدت صعوبة في ذلك؟

 

إطلاقاً؛ كانت أسهل مشاهد لأنني سيطرت على الموقع بعيداً عن تصاريح التصوير، وتدخل بعض المسؤولين للسؤال حول العمل، وموضوعه.

 

تغلب على الفيلم نظرة سوداوية، لماذا؟

 

عندما كتبت القصة شغلني هذا السؤال كثيراً، وقلت في نفسي: حتى إذا كان الواقع كئيباً فيجب إضافة ما يبعث على التفاؤل، ووجدته في ميل البطلة إلى والدتها في مشهد النهاية ليفكرا في ما سيقومان به بعد وفاة الأب، ويجدا صيغة أخرى لعلاقتهما مع بعضهما البعض، بعدما توترت طوال سنوات، بسبب الجهد الذي بذلاه نظراً إلى حالة الأب المريض، وجهلهما كيفية التصرف معه.

 

كيف تقيمين رد فعل الجمهور؟

 

استغربت إعجابه برؤيتي وتفاعله مع القصة، وهذا أكبر بكثير مما كنت أحلم بتحقيقه، بالإضافة إلى اقتناعه بأن هذه الأحداث تقع يومياً ما دفعه إلى التورط معها عاطفياً.

 

برأيك كيف ستكون الحال لو لم يتفاعل الجمهور مع الفيلم؟ 

 

 سيكرهه ويملّ منه، لأن هذا القبول مرتبط بمشاركة المشاهد واهتمامه ببناء علاقة مع الفيلم.

 

هل نفهم من كلامك أن الفيلم لا يناسب الفئات الشعبية كافة؟ 

 

 صحيح، فجمهور الأفلام التجارية لا يناسب «الخروج للنهار»، لأنه يتطلب مجهوداً ليدخل المشاهد في الأحداث، ويندمج فيها عاطفياً بقلبه، وإذا لم يحدث ذلك فهذا ليس جمهوري من الأساس.

 

إذاً لـ «الخروج للنهار» جمهور خاص.

 

بالفعل، أتمنى أن يأتي يوم  يبذل فيه جمهور السينما في مصر مجهوداً عاطفياً في تلقي الأفلام، ولا يكتفي باعتبار السينما مجرد تسلية وملء وقت الفراغ، لأن السينما في النهاية فن وليست «سبوبة» كما يحاول بعض المنتجين تصويرها.

 

وما رأيك بسيطرة الأفلام التجارية؟

 

ليست صدفة، بل نتيجة طبيعية لسيطرة الرداءة في كل مجال وانعدام   الإحساس بالجمال؛ لم يعد المشاهد قادراً على تلمس الجمال نتيجة الاستمرار في عرض أعمال رديئة، بحجة أن الجمهور يسعد بمتابعتها، ما يعني عدم احترام الصانعين للجمهور الذي فقد احترامه لنفسه.

 

حدثينا عن موازنة الفيلم باعتبارك مشاركة في إنتاجه.

 

لا يمكنني تحديد المال المنفق على هذا العمل بسبب طول مدة التصوير، وإعادة بعض الممثلين جزءاًً من أجرهم، ورفض البعض الآخر تقاضي  أجره، إلى جانب المساعدات التي حصلنا عليها وترجمت بشكل خدمات، من بينها: منحنا المخرج تامر سعيد معداته للتصوير الداخلي من دون مقابل مادي، وسمح لنا المخرج مجدي أحمد بالتحضير للجزء الأول من الفيلم في مكتبه. 

 

كيف أثر ذلك في الفيلم؟

 

فرضت لدينا هذه الروح التعاونية والخدمية مساندة بعضنا البعض  لتخرج التجربة بأفضل شكل، وعندما حصلنا على دعم من مهرجان أبو ظبي فضلنا استخدامه في طبع الفيلم بالخارج ليتمتع بالدقة.

 

وكم استغرق تصوير الفيلم من وقت؟

 

حوالى 25 يوماً؛ بدأنا التصوير الخارجي لمدة أسبوعين في 2010، ثم توقفنا وعدنا بعد ثورة يناير لنصوّر 10 أيام.

 

إلام يرجع نجاح «الخروج للنهار»، برأيك؟

 

إلى توق الجمهور لمتابعة فيلم مختلف بعيداً عن الأكشن والكوميديا اللذين اعتاد عليهما، حتى الآن نجح لدى جمهور المهرجانات الخاص، وقريباً سيطرح في دور العرض.

وماذا عن «حصّالة»؟

 

محاولة نقوم بها لنمنح الشباب الأمل؛ فبعد تقدير الجمهور لتجربة فيلم  «الخروج للنهار» الذي قدمناه بشروطنا من دون أي سيطرة خارجية، فكرنا في مساعدة المخرجين ليقدموا أعمالهم الأولى من دون انتظار أربع سنوات مثلما انتظرنا، وذلك بمساعدتهم من خلال خبرتنا في الإنتاج والإخراج، وامتلاكنا أدوات ومعدات كثيرة.

 

ما الذي تستفيدونه من هذه المساعدة؟

 

من مصلحتنا أن تكون 10 أفلام مثلاً في دور العرض سنوياً، عندها سيطلب الموزعون من صانعيها ضمّها إلى خارطة العرض. في المقابل، إذا كان ثمة فيلم واحد فقط في القاعات، فلن يتذكره الجمهور وسيضيع وسط الأفلام التجارية.

 

وما جديدك؟

 

أكتب قصة فيلم، وأنشغل بالتحضير لـ 12 فيلماً لمخرجين شباب انضموا إلى «حصّالة»، في أولى أعمالهم الروائية الطويلة، ويتم تصويرها في محافظات مختلفة منها: سيناء وأسوان وأسيوط وسوهاج، وأنا سعيدة بهذا العمل لأنني أشعر كما لو كنت أحرر مقيداً.

back to top