أحمد عبدالله: أرفض العمل في السينما «المفسدة»

نشر في 02-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 02-12-2013 | 00:02
في تجربته السينمائية الجديدة «فرش وغطا»، يقدم المخرج أحمد عبدالله جوانب من واقع المجتمع المصري وحياة بعض المهمشين الذين يعرض عنهم صانعو السينما عادة، ولا يجدون لهم مكاناً في ذاكرة من هم في السلطة.
عن الفيلم الذي بدأ عرضه وفكرته، كان اللقاء التالي مع أحمد عبدالله.
كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

خلال أول اعتصام لنا في ميدان التحرير لإسقاط نظام مبارك، كان الشباب يوثقون الأحداث بجمع فيديوهات وصور، لإتاحتها عبر الإنترنت، ففكرت بتقديم عمل سينمائي حول هذا الواقع مرفقاً بقصص عن أشخاص حقيقيين، وتحدثت مع آسر ياسين بعدما جمعتنا صداقة في الميدان ووجدت أنه الشخص المناسب للبطولة.

هل استغرقت كتابة الفيلم وقتاً طويلا؟

كتبت سيناريو الفيلم في 18 صفحة فحسب، وهذه عادتي بعدم التقيد بسيناريو محدد للعمل، وبعد تصوير خمسة أيام أوقفت التصوير فترة محدودة لإضافة أحداث تتمحور حول أشخاص حقيقيين قابلتهم خلال التصوير في المناطق الشعبية.

ما الذي دفعك إلى الإقدام على هذه الخطوة؟

دوري كمخرج أن أنقل مشاكل الناس ومتاعبهم عبر السينما، وعندما عرضت على الأشخاص الذين قابلتهم الظهور بشخصياتهم الحقيقة رحبوا بالفكرة، من بينهم عم إسماعيل المنشد الذي قدم أناشيد دينية في الفيلم، وأهالي منطقة منشية ناصر التي صوّرت فيها.

ما الهدف منها؟

تعديل المضمون، فتظهر حكايات مع أصحابها الحقيقيين بعد توظيفهم في السياق الدرامي للأحداث. برأيي أضاف هؤلاء  الكثير إلى الفيلم ومضمونه.

لماذا اخترت محمد حفظي لإنتاج الفيلم؟

حفظي شريك منذ بداية تكوين الفكرة، وشاركني في ترشيح الأبطال، بالإضافة إلى أنه أحد المنتجين الذين  يقدمون أعمالاً مهمة في السينما ويهتمون بالجانب الفني أكثر من التجاري، على عكس غالبية الشركات، لذا كانت مساهمته إضافة إلى الفيلم.

هل يندرج {فرش وغطا} ضمن أفلام الثورة؟

 لا يتناول الفيلم أحداث الثورة، باستثناء المشاهد الأولى التي تتعلق بفتح السجون وهروب المسجونين (28 يناير 2011)، وحرصت ألا يسلك الترتيب الزمني للثورة، بل يتحدث عن أناس في المجتمع المصري يتعرضون للأحداث التي صوّرتها في الفيلم.

لماذا اخترت هذه الفئة تحديداً لتلقي الأضواء عليها؟

نتحدث دائماً عن الفقراء والمهمشين في المجتمع المصري، إنما يبقى الحديث حبراً على ورق، لا سيما أن كثراً منهم يعانون ويواجهون مشاكل حقيقية لو سلطت عليها الضوء لتغيرت أوضاعهم، لذا عندما سنحت لي فرصة يمكن أن أمنحها لهم لم أتردد.

ما العقبات التي واجهتها اثناء التصوير في هذه الأماكن؟

لم أواجه عقبات، إنما كان أهالي مناطق السيدة نفيسة والمقابر وعزبة الزبالين متعاونين للغاية وساعدونا، فضلا عن أنهم كانوا شركاء في صناعة الفيلم، وتصدوا للمضايقات ومحاولات عرقلة التصوير التي صادفناها، وساعدونا على إنجاز عملنا، فهم تعاملوا معنا كضيوف ومكننوا من أداء مهمتنا.

لماذا تخصصت في هذه النوعية من الأفلام؟

السينما التي تصنف الأفلام من ناحية محتواها مفسدة ولن أعمل فيها. يجب أن تقدّم السينما كما هي وليس تبعاً لتصنيفات محددة، بهذا  الأسلوب أعمل تحديداً، فأختار الأعمال التي  تشكل إضافة إلي وإلى الجمهور، ما يستغرق وقتاً في التحضير والتصوير.

لكن  السينما المستقلة التي تعمل ضمنها لا تحقق إيرادات جماهيرية.

لم تحصل السينما المستقلة على حقها في دور العرض. ربما كان فيلم «ميكروفون» سيحقق إيرادات، لكن ظروف طرحه، بالتزامن مع ثورة يناير، أثر على إيراداته، إنما النجاح الذي حققه عند عرضه عبر الفضائيات يؤكد ضرورة منح هذه النوعية من الأفلام فرصة، فمعظم التجارب التي قدمت تعرضت لظلم في التوزيع وفي دور العرض مقارنة بالأعمال التي تطرح معها.

عملت كمونتير في الأفلام التجارية، ما سبب معارضتك لها الآن؟

شعرت بأنني أساهم في إفساد ذوق الجمهور لذا توقفت عنها، وبدأت التفكير في تجارب مختلفة للجمهور، وقد استغرقت فترة حتى استطعت إخراج فيلم «هليوبلوس»، وشجعني رد فعل الجمهور على الاستمرار في هذا المجال.

هل توقعت أن يمدد إقبال الجمهور عرض «فرش وغطا» أسبوعاً ثانياً؟

 قرار تحديد فترة العرض أمر خاص بالمنتج محمد حفظي، وله أسبابه في ذلك، لا سيما أن الفيلم سيشارك في مهرجانات في الأسابيع المقبلة، وتعلمت من خبرتي كمونتير في السينما التجارية ألا أستخف بعقل الجمهور أو أتوقع أنه محدود الذكاء.

كيف تفسر هذا الإقبال؟

دليل على زيادة وعي الجمهور إلى السينما المستقلة.

ما جديدك؟

أستعد لتصوير فيلم «ديكور» مع شركة دولار فيلم، المشروع قيد التحضير وأنتظر الانتهاء من مرحلة الكتابة لترشيح الأبطال والبدء بالتصوير.

back to top